عن: نيويورك تايمزقبل خمس سنوات كادت الحرب الأهلية أن تبتلع العراق. وكان هناك أكثر من مئة وأربعين مقاتلا أميركيا ينتشرون في كل البلاد وهم يقاتلون المسلحين الذين اعتقد كثيرون بأنهم سيحققون النصر. اليوم وبعد التضحيات الكثيرة التي قدمها الشعب العراقي والقوات الأميركية من مدنيين وعسكريين، فأن العراق يتحول إلى بلد مختلف.
لقد استخدمت الولايات المتحدة كل ما تستطيع من مواردها البشرية في محاولة لمساعدة العراق من اجل ان يصبح بلدا مستقرا ذا سيادة يعتمد على نفسه. ومع استمرار العراق في مواجهة التحديات الكبيرة، فمن المتوقع ان يصبح شريكا مهما للولايات المتحدة في قلب الشرق الاوسط الإستراتيجي، وستعود القوات الأميركية إلى الوطن في نهاية العام الحالي. هذا يعني أن الوقت قد حان لكي نفكر بالعراق كبلد وليس كميدان للحرب. وفي الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد الأميركي إلى الكثير، فمن الممكن أن يخلق الاقتصاد العراقي المتنامي بسرعة فرصا تساعد في إنعاش اقتصاد الولايات المتحدة، هناك القليل ممن يعرفون أن العراق سينمو بسرعة تفوق سرعة نمو الصين أو الهند خلال السنوات الخمس القادمة. فالعراق هو احد مصدري النفط البارزين في العالم وان إنتاجه من النفط سيتضاعف على مدى السنوات اللاحقة، وعندها سوف تعم الفائدة ليس فقط شركات النفط العاملة فيه، فالعراق يستثمر المليارات لإعادة بناء كافة قطاعاته الاقتصادية –من بينها مرافق البنية التحتية وشبكات النقل والتعليم والعناية الصحية والزراعة ومنظومات الاتصالات السلكية واللاسلكية– كما ان العراق يمتلك اكبر قواعد جذب الزبائن والعملاء في العالم العربي. اليوم تصطف شركات من الصين وفرنسا والمانيا وتركيا وايران من اجل الانخراط في مجال الاعمال في العراق، وتسعى الولايات المتحدة للتأكد من ان الشركات الأميركية ستحصل على بعض من هذه الفرص ايضا. فمن الأول وحتى العاشر من تشرين الثاني –ولأول مرة منذ عام 1988– عرضت الولايات المتحدة شركاتها وجامعاتها ومنظماتها السياحية في المعرض التجاري السنوي الذي يقام في بغداد الا وهو معرض بغداد الدولي، فبعد سنوات من انشغال العراقيين كليا بالوضع الامني فان هذا المعرض يعتبر رمزا لما وصلت إليه جهود الأميركان. في جناح الولايات المتحدة المخصص في معرض بغداد، عرضت السفارة الأميركية خدمات مئة شركة من شركاتها بالإضافة إلى منظمات الأعمال الأخرى مثل غرفة التجارة الأميركية وغرفة التجارة العربية الوطنية في الولايات المتحدة. هذا المعرض التجاري لم يكن تجمعا صغيرا، وإنما جذب أكثر من مليون زائر طيلة فترة افتتاحه. ترجمة/ عبدالخالق علي
حان الوقت لكي نفكر بالعراق كبلد وليس كميدان للحرب
نشر في: 22 نوفمبر, 2011: 10:49 م