TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عثرات أنثى :عيون مثيرة للفتنة

عثرات أنثى :عيون مثيرة للفتنة

نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 06:51 م

 ابتهال بليبل القرار القاضي بتغطية عيون النساء، في واحدة من الدول العربية - واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي فتاة أو امرأة صاحبة عيون مثيرة للفتنة- لم ينس أن يلفت أنظارنا إلى أن الرجل ما زال يتجنب جمال المرأة كما لو كان وباء .. وأتساءل كم عدد النساء اللائي يحملن عيوناً فاتنة، على الأغلب جميعهن، نعم... جميع نساء اليوم، أعضاء في تنظيم عالمي رسمي وغير رسمي يعنى بالجمال والموضة، وكل شيء على هذا الكوكب ينادي بالتطبيل والدعاية لدور الجمال في حياة وشخصية المرأة..  
ربما مثل هذه القرارات قد تعد من الناحية الاقتصادية حكيمة، كونها نابعة من الحرص على عدم استخدام ماكياج العيون من قبل النساء وخاصة ذوات العيون الفاتنة، وطريفة من وجهة غرور المرأة، لأنها تفترض ضمنياً أن عيون المرأة وحدها كافية لإلهاب القلوب وإثارة الفتن. هذا مثال، وهناك عشرات الأمثلة عن تلك القرارات الخرافية لنشاط بعض الرجال بهذا الصدد ، والتي تنطوي بداخلها على فهم خاطئ لا ينسجم مع الواقع.. لتبدو لنا قضايا المرأة وكأنها ما تزال تنعش ذاكرة الرجل العسكرية، وترفض التواطؤ مع التطور العصري وغسل دماغه من هوس إذلالها. ويوماً بعد يوم، تتصاعد نغمة هكذا قرارات، وتأتينا بصور دينية، كلما اكتشف مدى فداحة تحرر المرأة ومطالبتها بحقوقها كإنسان... صور تَمرَّس الرجل في تصويرها قروناً بعدسة غاضبة مذهولة، يحاول من خلالها خداع نفسه وخداع المرأة.. تغطية عيون المرأة قسراً تذكرني بأننا نعيش في عصر استعباد المرأة.. ووجدتني أتذكر التقارب الطبيعي بين الرجل الشرقي وممارسة العنف، ولا أعلم هل تقربه هذا للعنف يمكن أن يجعله أشد وأقوى أم لم يعد بالإمكان مشاهدة الرجل الشرقي دون إصداره قرارات تكبح رغباته في تصليح قلبه.  الطريف عندما تلعب المرأة دور الشاهدة الصامتة عند سماع مثل هذه القرارات، ليخيل إلي وكأنها تحاول تقديم كفارة عن خطيئتها في كونها صاحبة عيون فاتنة، والأطرف قد يكون هذا القرار وجبة دسمة للقبيحات من النساء وهن يتأملن الفاتنات يصارعن قرارات الرجال في الحد من جمالهن وفتنتهن بحماسة فائقة!.  إنني حزينة كثيراً لأجل هذا النوع من الرجال، لكن الذين يستحقون الحزن بصراحة، هن النساء، وفي مدى قدرتهن على رفض قرارات زائفة متمثلة باعتبار جمالهن جريمة واجبة العقاب.. لن أطالب بتبديل مثل هذه القرارات التي قد تضايق غرور رجل يريد أن تقدم المرأة له الانصياع والولاء، لأن نساء اليوم من عضوات برلمان وطبيبات وحقوقيات ومهندسات وصحافيات ومدرٌسات وناشطات مدنيات ووو.. لسنَ في مزاج لإرضاء غرور الرجال، بل هن الآن في وقت قادرات على اغتيال أي رجل يحول بينهن وبين حريتهن وحقوقهن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram