TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة

على هامش الصراحة

نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 07:19 م

كل خميس: إستذكاراً لصراحة (أبو كاطع)نواصل في هذا العمود إعادة نشر بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- أبو كاطع) في عموده الشهير (بصراحة أبو كاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، لنُريح الناس، وليستذكروا سخريته ممن كانوا مسؤولين عن خلق المعاناة لهم..
حتى أنت ياخلف الدواح؟!إذا أحسنت اتقاء الصدمة الأولى.. ووفقت في توجيه شحنة العتب إلى موقع لدن، لتجنب ردود الأفعال المتشنجة، تكون قد احتفظت بصديق، مثل خلف الدواح، وأفلحت في عودته إلى سيرته الأولى ودودا بشوشا، بعد أن أدرك حضوره الدائم في ذهنك، لكن (الميانه) وزحمة العمل هما السبب في عدم مكاتبته. وأخيرا يضحك ويقول:-ايه يا ابو كَويطع.. سويتها.. وسويتها، وصرت تلميد بتوالي العمر.. وعلى غير توقع يسمعني كلمة مديح:-أعرفك، تبيض الوجه.. لو ما أعرفك هيچ ما چان صادﮔتك.. وهسه أكيد تكَوم تحط جدام اسمك دال (د. أبو كَاطع) مادام جبت لك دبلوم امنكَش، وبيه كركوشتين بريسم.. والعليهن كلهن تاخذلك وحده أم ستعش الف.. أجبته ببرود:- لا، حسبة أم ستعش الف ما أتصير، لان مدتي ست أشهور. قال مهونا:- ميخالف، أخذلك وحده على كَد الست أشهور.. مثلات موسكوفج. ووجدتني أحوّل وجه الحديث من الدعابة صوب الجد، وأتوجه إليه عاتبا:حتى أنت يا خلف الدواح صارت (الستعش الف) من همومك؟!وكنت قد وطنت نفسي - وأنا أزورك للمرة الثانية - على مواجهة أسئلة من هذا الصنف: كيف نتجاوز مسافة التخلف التي تفصلنا عن العالم المتقدم؟ وكيف نزيل الركام الهائل الذي ورثناه من عهد الاستعمار وعملائه من الإقطاع والرجعية؟ كيف نحوّل وطننا إلى جنة خضراء، كالتي تصفها هناك، حيث لا تقع العين على شبر غير مكسو بالخضرة؟ كيف ومتى تصبح زراعتنا تعاونية متقدمة مخططة، مثل التي تحكي عنها؟ يا خلف الدواح إذا أصبح الآلاف بآلاف، صار كل واحد (فلك) يدور حول نفسه ولنفسه فمن يبني هذا الوطن؟هتف بي غاضبا وقال:-افا، أنا أبو الحسين.. انوب هيچ صارت، سويتني آنا المنتهم؟!يبين أنت هم صاير ما تتحمل (شقا). الحچاية وما بيها يا (أبوگاطع) هذوله الناس اللي يكَدرون يشترون ام ستعش الف، وعدهم فلوس هواي هواي، ليش يصرفون الفلوس بهالشكل.. ما أيصير نخليهم يحطونها بشغلة شراكة وي القطاع العام، مثلا، ونبني بيها مصانع، معامل زغار وكبار ويكثر الخير، وكل المصبات تصب بالنهر الچبير اللي يشرب منه الجميع؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram