اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ظاهرة اجتماعية يرفض المسؤولون الاعتراف بها..المثلية الجنسية موجودة بين الرجال والنساء

ظاهرة اجتماعية يرفض المسؤولون الاعتراف بها..المثلية الجنسية موجودة بين الرجال والنساء

نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 07:41 م

 بغداد/ وائل نعمةدبّ ضجيج في حديقة منزل مبني بالحجر من طابقين في حي الدورة ببغداد .. رجال ملثمون يحملون مسدسات وعمود فولاذ، وسيوفاً مدببة  تعكس ضوء المصباح في الممر الطويل ..  لم يكونوا يسعون وراء صيد سمين، أو أموال، بل كانت دوافعهم أخلاقية، كما ادعوا.
"أعطوني هاتف ابنكم المخنث " ، أمر أحدهم ، وهو في  منتصف العمر صاحب المنزل . انهم يريدون معرفة ما اذا كان ابنه (س.م)  قد استدعى الأجانب الى بيته ... في واقع الأمر كان الابن قد دعا في وقت سابق، بل قبل ساعات فقط من الهجوم  احد المراسلين الصحفيين لاجراء لقاء، وكان قد رحب مرارا بمنظمة مثليي الجنس غير الحكومية  في لندن للحضور الى بيته . لحسن الحظ ، كان هذه المرة مستعداً لاستقبالهم ، فقائمة الاسماء والاتصال في الهاتف "نظيفة" .. انه يحتفظ بمجرد أرقام عادية . هذه المرة  تركوه ، لكنهم تعهدوا بالعودة إذا ما وجدوا أي دليل على انه مثلي الجنس، أو كان يتحدث لأجانب غير مرغوب فيهم.الآن الحرب الداخلية هدأت والعنف توقف الى حد ما، انه موسم مفتوح على المثليين جنسياً وغيرهم ممن يثيرون حفيظة المتشددين، وبعض المسلحين نصبوا انفسهم "شرطة اخلاقية " ليقتنصوا "الجرواي" ، وهذا هو الاسم الشائع بين المسلحين للمثليين.ماذا يقول المسؤولون ؟كأن العراق يخلو من المثليين، فالسلطات المعنية تسخر من طرح هذا الموضوع ، ويرفض المسؤولون الحديث عنه او اجراء لقاءات، وتهرب معظم الجمعيات والشخصيات من البحث في هذه الظاهرة، وكأنهم  يتفادون حقل الغام، حيث يعتبر الشذوذ الجنسي غير موجود في البلاد ولكنه في الخفاء يمارس على نطاق واسع . كانت عنوان السياسة خلال حكم صدام في ما ينعلق بهذا الأمر:"لا تسأل ، لا تتكلم". ولكن ذلك قد تغير الان. المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تعنى بحقوق المثليين تقول  ان أكثر من 430 مثلي الجنس من الرجال في العراق قتلوا منذ العام 2003، وهذا دليل على وجود عدد كبير منهم.قبل اكثر من سنتين زادت مجاميع مسلحة من هجومها على مثليين جنسيا ، في اطار "حملة" منظمة لقتلهم . وكانت هناك موجة من الوفيات الناجمة عن تعذيبهم  بطريقة غير معهودة باستخدام  مادة لاصقة قوية جدا توضع داخل مؤخراتهم لإغلاقها كليا.المادة اسمها الصمغ الأميري ، وهو صمغ إيراني يؤدي للصق الجلد ببعضه بحيث لا يمكن فتحه إلا بعملية جراحية . بعد الإغلاق يتم إعطاؤهم مادة مسهلة لشربها ويحصل إسهال بلا وجود منفذ ، وهذا يؤدي الى الموت . وتم توزيع هذه المشاهد في كليبات قصيرة على أجهزة الموبايل في بغداد.rnمثليو الجنس موجودون فعلا؟!ويعتبر الطبيب النفساني سالم الزبيدي ان الشذوذ حالة مرضية نفسية يجب علاجها ولكن ليس بقتل المريض ، وكشف عن ان نسبة المثليين في العراق من الرجال تتراوح بين 2 و 4% وتصل الى 2%  بين النساء.  ويشرح الزبيدي ان اسباب هذا المرض متعددة، منها ازدياد معدلات الكبت في المجتمع ، وفصل الذكور عن الاناث ، حيث تكثر هذه الامراض في المجتمعات الاحادية ، السجون ،الجيش ، المستشفيات الخاصة بالامراض العقلية ،و المدارس المنفردة غير المختلطة .ويؤشر الطبيب النفساني الى علاقة الكثافة السكانية بازدياد الامراض الجنسية ، حيث اظهرت دراسة اجراها وجود 51 حالة مرضية (مثللين )، 41 منها  في الرصافة بسبب ان الكثافة السكانية في هذا الجانب من بغداد اكبر، مقابل 10 فقط في الكرخ الأقل كثافة بالسكان. ويلاحظ الدكتور الزبيدي اسبابا للشذوذ الجنسي ذات منشأ اجتماعي تتصل بتربية الاطفال، مثل اعطاء الطفل الذكر العاب بنات وبالعكس، او اطالة شعر الذكر كما الطفلة الانثى ، مؤكدا ان التشدد في التربية وكذلك الدلال المفرط يعدان من الظروف المساعدة لظهور الحالة.ولا ينفي الزبيدي حدوث بعض التشوهات المرضية كأن يولد الذكر او الانثى بهرومونات لاتمت بصلة الى جسده، موضحا " يمكن اجراء عمليات تحويل جنس بموافقة المريض ...اذا كان الامر ممكنا ".وينادي الاطباء النفسيون، ومن ضمنهم الزبيدي، الى تدريس الثقافة الجنسية في المدارس ولو بشكل مبسط لتجنيب الاطفال والمراهقين اللجوء الى اساليب غير صحية في التعرف على اسرار الحياة الجنسية.تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الانسان بعد لقاءات اجرتها مع أطباء ان المئات من الرجال مثليي الجنس قد تعرضوا للتعذيب ، كما تم قتل المئات غيرهم ، ولكن لا يُعرف العدد الدقيق بسبب وصمة العار المرتبطة بالمثلية الجنسية في العراق. تقول المنظمة في تقريرها"من المفترض أن يقوم قادة العراق بالدفاع عن جميع العراقيين، لا أن يدعوهم فريسة لسفراء الكراهية المسلحين" ، وقال سكوت لونغ مدير برنامج المثليات والمثليين وثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا في هذه المنظمة في تصريحات صحفية سابقة  "إن التغاضي عن التعذيب والقتل يهدد حقوق وحياة كل العراقيين."rnماذا حدث قبلهذا التاريخ؟ "في اعوام ، قامت جماعات غير معر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram