TOP

جريدة المدى > سياسية > الكتب الأميركية لا تستهوي القارئ العراقي

الكتب الأميركية لا تستهوي القارئ العراقي

نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 08:38 م

□ ترجمة: عبدالخالق عليفي ركن من أركان مكتبة جامعة بغداد تقبع مجلدات ضخمة عن الثورة الأميركية و حرب فيتنام، بالاضافة الى الكثير من الكتب المتنوعة في مجالات الادب و الرياضة و غيرها . لكن مع ذلك فليس هناك من يقترب منها من القراء. مؤخرا و في صباح احد الايام كان هذا الركن خاليا من الحاضرين كما هي الحال في معظم الايام. و كما يقول السيد كمال يونس ، الباحث  في علوم المكتبات و المشرف على هذا الجناح الذي كان يطلق عليه رسميا اسم الركن  الاميركي،
فليس هناك طالب واحد يفتح ولو كتابا واحدا من هذه الكتب. لقد قامت السفارة الاميركية بجلب هذه الكتب الى هذا المكان كنموذج للبرامج الثقافية التي ستركز عليها وزارة الخارجية بعد مغادرة آخر القوات الاميركية العراق . حتى في مجال العلاقات الثقافية و التعليمية يقول دبلوماسيو الولايات المتحدة انهم يأملون التفوق على ايران - التي يبدو تأثيرها السياسي في العراق قويا و من المحتمل ان يتعزز بعد مغادرة القوات الاميركية – من خلال توجيه المزيد من الطلبة والأكاديميين باتجاه الافكار الاميركية و باتجاه زيادة فرص الدراسة في الولايات المتحدة. ان معركة الافكار سيكون من الصعب كسبها بسبب الشكوك العميقة تجاه الولايات المتحدة و بسبب المجتمع المدني المشتت الذي يستعيد نفسه ببطء. ان خسائر العراق بسبب الحروب والاستبداد والعقوبات يمكن ترتيبها  ماديا، في حياة و ممتلكات الناس و في ظلال الحنان و في الهوية وصفاء الفكر، بالاضافة الى الخسائر الثقافية من القراءة والتعطش للدراسة. يقول السيد يونس موضحا سبب غياب الطلبة عن الركن الاميركي "في مجتمعنا هناك فجوة كبيرة بين الناس و الكتب، فهم لم يعتادوا القراءة باللغة العربية، فكيف بالانكليزية". الامر ليس كذلك على الدوام، فهناك عبارة  شهيرة تقول "القاهرة تكتب، وبيروت تطبع وبغداد تقرأ"، مما يكشف الثقافة الأدبية التي ازدهرت هنا في العراق قبل ان يتم تدميرها على يد حكومة لم تدع مجالا للافراد للتعبير عن آرائهم و لم تخصص اية اموال لمتابعة شؤون المعرفة. خلال الصيف اقامت وزارة الثقافة معرضا للكتاب في متنزه صناعي وسط المدينة و هو الاول من نوعه منذ ثمانينات القرن الماضي. وصل ناشرو الكتب من كل الشرق الاوسط – بعضهم كبار في  السن يمكنهم ان يتذكروا عندما كانت بغداد منارة للفكر العربي . يقول وفيق وهبي المدير التنفيذي لدار (مدارك) اللبنانية للنشر، في مقابلة جرت معه في المعرض "اني ابحث عن موزعين في العراق، و ان اكثر الكتب مبيعا في المعرض كان الكتاب الموسوم " ضد الطائفية". اغلب مبيعات الكتب تجري يوم الجمعة من قبل بائعي الكتب الذين يحتشدون في شارع المتنبي وسط العاصمة  بغداد. تقول المواطنة بسمة نجم التي تتصفح عناوين الكتب في معرض الكتاب" شارع المتنبي يشبه مكتبة كبيرة، ورغم الصدمة التي سببتها الحرب للطبقة المتعلمة في العراق ، فنحن نلتهم الكتب التهاما". ان مجموعة كتب السفارة هي جزء من محور مركزي افتتح في جامعة بغداد العام الماضي و في جامعات اخرى في العراق بهدف السماح للطلبة بتصفح كتب مختارة جيدا عن أميركا، و بهدف الحصول على معلومات عن الدراسة في الولايات المتحدة. البوسترات تغري الطلبة بصور مثالية عن المجتمع الاميركي متعدد الثقافات مع صورة لاميركي مسلم من جامعة يال وهو يلعب كرة السلة .بالنسبة للراغبين في الهجرة الى الولايات المتحدة، هناك بوستر يقول " تم تأسيس مدارس اسلامية لتوفير احتياجات الطلبة المسلمين التعليمية و الثقافية. اما  غير المسلمين فيجدون ان المدارس الحكومية توفر تعليما جيدا وتطور اهتماماتهم في مجتمع متعدد الثقافات ". في الحقيقة ان الطلبة يواجهون صعوبات في الحصول على التأشيرة ، هذا عدا التفتيش الامني القاسي الذي قلص عدد العراقيين المسموح لهم بالسفر الى الولايات المتحدة .  يقول السيد يونس " نحن دائما نذكّر الناس بان هناك فرصة للدراسة في الولايات المتحدة، و الكثيرون يفكرون بذلك لكنهم يجدون العملية صعبة جدا فيذهب معظمهم الى اوكرانيا ".  بعد الانسحاب العسكري، تأمل وزارة الخارجية الاميركية توسيع فرص الدراسة في الولايات المتحدة، و قد رعت مؤخرا معرضا جامعيا في مدينة اربيل  و تخطط الحكومة العراقية لعرض المزيد من البعثات للدراسة في الولايات المتحدة . مع ذلك فان عدد الطلبة العراقيين الدارسين في الجامعات الاميركية مازال اقل بكثير مما كان في عهد صدام – 423 طالبا في العام الماضي بالمقارنة مع اكثر من 1500 عام 1985 . يعتقد الدبلوماسيون ، و بعض المسؤولين العراقيين ، بان ارسال المزيد من الطلبة للدراسة في الولايات المتحدة سيساعد في مواجهة النفوذ الايراني في العراق من خلال المساعدة في اعادة بناء الطبقة الوسطى المتعلمة ، ذات التوجه الغربي و التي وقعت عليها تأثيرات الحروب و العقوبات . يقول عدنان الزرفي، محافظ النجف الذي يحمل الجنسية الاميركية " لو اخذت 500 طالب من المدارس الإعدادية و سألتهم من الذي يرغب بالذهاب الى الولايات المتحدة و من يرغب بالذهاب الى ايران ، فكلهم سيختارون الولايات المتحدة. فالإيرانيون ليس لديهم شيء يقدمونه للناس بسبب افتقارهم للديمقراطية ". على رفوف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

حثتا على تعجيل تشكيل الحكومة والحفاظ على الاستقرار

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

الغرابي يكشف للمدى عن طبيعة التهم الموجهة له

القاضي فائق زيدان يفتتح فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب

مراقبون: العراق يدخل مرحلة جديدة بانسحاب يونامي وتواجد أميركي أقل

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram