عن : نيويورك تايمزقال مسؤولون أميركان إن إدارة اوباما تريد ترحيل احد المسلحين الذين تم اعتقالهم في العراق – علي موسى دقدوق- الى الولايات المتحدة من اجل تقديمه لمحكمة عسكرية هناك، الا أن بغداد ترفض ذلك. ويعتقد المسؤولون بان إيران ترغب بوضع هذا المعتقل، الذي كان يعمل لصالحها، تحت رعايتها مما يجعل المسألة بمثابة اختبار ما اذا كان ولاء العراق سيبقى لواشنطن ام لطهران بعد انسحاب القوات الاميركية الشهر القادم. كما ان القضية ستؤشر آخر جهود الرئيس أوباما في التعامل مع المعتقلين – وربما تقود إلى أولى المحاكمات العسكرية على ارض الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
سبق ان واجه اوباما مقاومة سياسية لخطط غلق المعتقل الاميركي في خليج غوانتانامو- كوبا، وخطط محاكمة المتهمين بالإرهاب في المحاكم المدنية.علي موسى دقدوق - قائد لبناني ينتمي الى حزب الله اتهمته الولايات المتحدة عام 2007 بالإشراف على خطف وقتل خمسة من الجنود الأميركان– هو آخر المعتقلين المتبقين في العراق تحت رعاية الأميركان. يوم الثلاثاء الماضي قامت الولايات المتحدة بتسليم كافة المتبقين من معتقليها، 35 معتقلا، الى الحكومة العراقية، واخبرت المسؤولين العراقيين بانها قد خططت لإنهاء عمليات الاعتقال في العراق بحلول عيد الشكر، وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن بموجب نصوص الاتفاقية الامنية لعام 2008 مع العراق، يمكن للولايات المتحدة ان تبقي دقدوق تحت رعايتها حتى نهاية العام. فإذا ما فشلت مفاوضات اللحظة الأخيرة حول دقدوق فسيتم نقله الى رعاية العراقيين و هذا ما يخشاه المسؤولون الاميركان إذ أن ذلك قد يؤدي إلى إطلاق سراحه داخل العراق او تسليمه الى الحكومة الإيرانية.يقول مسؤولون في الإدارة الاميركية انهم يرغبون بمحاكمة دقدوق من قبل محكمة عسكرية في الولايات المتحدة، و يقول مسؤولون آخرون إنهم يدرسون محاكمته في محكمة مدنية. المدعي العام في وزارة العدل الأميركية قد هيأ اتهامات ضده في حالة محاكمته في الولايات المتحدة. و يأمل مسؤولون اميركان إبقاء اثنين آخرين من المعتقلين تحت رعايتهم. وقال مسؤولون آخرون بما أن دقدوق ليس مواطنا عراقيا، فربما ترغب بغداد بمحاكمته من قبل الأميركان، ويرى كثيرون انه من المحتمل عقد صفقة بهذا الشأن مع بغداد. تم اعتقال دقدوق عام 2007، وبرغم بقائه تحت الرعاية الاميركية فان العراقيين يشرفون على السجن الذي حبس فيه ولا تستطيع الولايات المتحدة نقله دون اذن من العراقيين. يقول مسؤول عسكري كبير ان دقدوق "يشكل خطرا كبيرا". مع ذلك فقد رفض المسؤولون العراقيون كافة الأدلة ضد المعتقلين الذين اعتقلتهم القوات الأميركية في العراق. يقول بوشو إبراهيم، وكيل وزارة العدل العراقية، ليس هناك أدلة دامغة ضد الذين اعتقلتهم القوات الأميركية ويتوقع أن تطلق المحاكم العراقية سراحهم. ان العراق لا يمتلك سجلات لمتابعة المعتقلين المتهمين بقتل الأميركان. في بداية هذا العام أظهرت التحاليل آثار طبعات أصابع لأحد صانعي العبوات المدرب في ايران على صواريخ اطلقت على قواعد أميركية، وبعد اعتقاله قامت الولايات المتحدة بتسليمه إلى الحكومة العراقية التي أطلقت سراحه فيما بعد. يقول المسؤول العسكري "الحكومة العراقية لم تكن متحمسة لتسليم بعض هؤلاء المعتقلين إلى بلدانهم، مما يعني أنهم سيعودون للقتال في وقت آخر". يقول الأميركان بان الضغط الإيراني على العراق قد تسبب في تعقيد المفاوضات الخاصة بنقل دقدوق إلى الولايات المتحدة. وبما أن الاميركان سيغادرون العراق فان المسؤولين الاميركان يأملون تحسين العلاقات مع بغداد وإقناع العراق بالتوافق مع الدول العربية الأخرى. يقول روبرت تشيسني أستاذ القانون في جامعة تكساس والخبير بقانون الأمن القومي "اعتقد أن هناك عناصر إيرانية ترغب بإنفاق الكثير من رأس المال السياسي من اجل منع أميركا من نقل هذا القائد في حزب الله إلى الولايات المتحدة عند انسحابها".من جانبهم أنكر مسؤولون إيرانيون اتهام الاميركان لهم بالتدخل بالشأن العراقي، كما أنكر حاكم الزاملي، عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري، وجود اية ضغوط إيرانية على العراق بخصوص إطلاق سراح دقدوق واضاف أن دقدوق يجب ان يحاكم في العراق. سبق وان تم اعتقال الزاملي وسجنه مع دقدوق لحوالي تسعة أشهر في سجن كروبر في بغداد بتهمة الإشراف على مجاميع قتل، إلا أن المحكمة وجدته بريئا من تلك التهمة. التهم الموجهة إلى علي موسى دقدوق:* 1983 : انضم الى صفوف حزب الله في لبنان. * 2005 : قام بتدريب قوات القدس الايرانية في طهران.* 2006 : سافر إلى العراق لمراقبة تدريب المليشيات الموالية لإيران والتي تهاجم القوات الاميركية والبريطانية.* 2007 : قامت احدى المليشيات التي تدربت على يد دقدوق بقتل خمسة جنود اميركان. تم اعتقال دقدوق يوم 20 آذار و ايداعه سجن كروبر قرب مطار بغداد.* 2010 : سلمت الولايات المتحدة سجن كروبر الى العراق، و كان دقدوق من بين المعتقلين فيه تحت رعاية اميركية-عراقية مشتركة.* 2011: سلمت الولايات المتحدة كافة معتقليها في العراق ليكونوا تحت الرعاية العراقية فقط ماعدا دقدوق.تسلم اوباما منصبه و هو يعد بغلق سجن غوانتانامو الا ان خططه في نقل المعتقلين الى الولايات المتحدة ومحاكمتهم في محاكم مدنية تعرقلت بسبب المعارضة السياسية وخاصة من الديمقراطيين. حتى الآن لم يسجن اوباما أي
صِدام بين واشنطن وبغداد حول آخر المعتقلين

نشر في: 23 نوفمبر, 2011: 08:41 م









