بغداد/ إياس حسام الساموك لم يفلح التيار الصدري أمس في تمرير مقترحه، الذي يقضي بسن قانون لانسحاب القوات الأميركية، بعد اعتراض العراقية عليه، الأمر الذي جعل البرلمان يؤجله الى وقت لاحق بعد تضييف رئيس الوزراء نوري المالكي الى مجلس النواب لبحث الجاهزية الامنية بعد 2011.وما ان عرض مقترح التيار الصدري للتصويت، حتى اعترض القيادي في ائتلاف العراقية ورئيس الكتلة السابق سلمان الجميلي الذي قال "ان الكتل السياسية لم تناقش هذا الامر حتى اللحظة وان الامر بحاجة الى مزيد من المناقشات مع الشركاء"،
وانضم اليه اغلب مكونات البرلمان مما ادى الى التصويت على تأجيل المقترح الى ما بعد تضييف المالكي في المجلس والذي من المتوقع ان يكون خلال الايام القليلة المقبلة.النائب عن كتلة الاحرار الصدرية، اعترض على موقف الجميلي وقال في تصريح لـ(المدى) امس، "انها حجج واهية وغير حقيقة تمثل تغييرا في موقف العراقية التي كانت تنادي قبل يومين بضرورة الانسحاب الكامل للقوات الاميركية".وتابع "ما علاقة تضييف المالكي بمقترح الصدريين، هم يبحثون عن المزيد من الوقت من اجل تسويفه وعدم سن قانون يجبر الولايات المتحدة على الانسحاب وعدم عقد اتفاقيات خلف الكواليس تمدد بقاء الأميركان بمختلف العنوانين العسكرية او المدنية".غير ان النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية شوان محمد طه أقر بعدم الحاجة إلى تشريع قانون لانسحاب القوات الأميركية، وقال "إن رحيلها بات حقيقة على ارض الواقع بل وأكثر من ذلك، فان رحيل القوات الاميركية يحدث بسرعة لم نتوقعها نحن العراقيين".وعن تضييف المالكي في مجلس النواب، قال طه "انه لغرض تقويم اداء القوات الامنية بعد 2011 ولا علاقة له بالرحيل الاميركي"، واردف "جميعنا يعرف ان القوات الامنية ليس لديها القدرة على مسك زمام الأمور بعد الانسحاب الاميركي نهاية العام الحالي وبالتالي علينا عقد اتفاقيات امنية مع الدول المتطورة تقنيا لاسيما في مجال حماية الاجواء او ان نعقد اتفاقيات اخرى مع الاميركان لا تتضمن في نصوصها استخدام الاراضي العراقية".وكان مجلس النواب قد قرر خلال جلسته الثلاثاء الماضي استضافة رئيس الوزراء نوري المالكي لمناقشة ملف الانسحاب الامريكي من العراق نهاية العام الحالي . وجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزام بلاده بالانسحاب من العراق نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن، مشيرا الى ان عملية الانسحاب تسير وفق المخطط المدروس والمعد مسبقا، وأكد أوباما في خطابه الأسبوعي الذي ألقاه قبل منتصف الشهر الحالي "استعداد الولايات المتحدة لانجاز عملية سحب قواتها من العراق مع نهاية العام الحالي". مشيرا الى ان "الولايات المتحدة ستنهي الحرب في العراق مع نهاية هذا العام. والكثير من العسكريين سيرون أفراد عائلاتهم مع حلول أعياد ميلاد المسيح ورأس السنة".وقال أوباما "سيعود أكثر من مليون عسكري أميركي الى الحياة المدنية خلال السنوات الخمس المقبلة".يذكر أن نهاية هذا العام 2011 ستشهد انسحاب القوات الامريكية كافة بحسب الاتفاقية الامنية التي أبرمتها الحكومة مع الولايات المتحدة عام 2008 والتي تنص على وجوب سحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام الحالي 2011".
البرلمان يؤجل إجبار الأميركان على الرحيل إلى ما بعد تضييف المالكي
نشر في: 24 نوفمبر, 2011: 07:31 م