فيما يرى شيخ المسرحيين العراقيين الفنان سامي عبد الحميد بان هناك سوء فهم في هذا المصطلح، فالمسرح منذ نشأته هو مسرح للناس ، صحيح هناك تجارب قدمت فيها أعمال لم تحظ بإقبال جماهيري لكنها أيضا قدمت لجمهور معين من الناس .. إذن القضية تتعلق بنوع الجمهور، هناك جمهور النخبة الذي تستهويه مسرحيات من طراز مسرحيات صموئيل بيكت وشكسبير وتجارب المسرح الحديث، وهناك جمهور يبحث عن أعمال يوسف العاني وقاسم محمد وسعد الدين وهبة وسعد الله ونوس،
حيث حقق هؤلاء الكتاب المعادلة الصعبة في الجمع بين جودة العمل وقوة أفكاره وإقبال الناس عليه .. لقد استطعنا في فرقة المسرح الفني الحديث أن نقدم هذا النموذج من الأعمال فقد قدمنا مسرحيات حظيت بإقبال جماهيري كبير كأعمال يوسف العاني وقاسم محمد وبعض المسرحيات العالمية المعروفة، وهذه المسرحيات تعد اليوم من علامات المسرح العراقي وجزءاً من تراثه المشرق كذلك قدمت الفرقة القومية وفرقة المسرح الشعبي ومسرح اليوم أعمالا لا تزال خالدة مثل البيك والسايق وفوانيس وأعمال عادل كاظم وطه سالم. إلا أن الذي حدث في الثمانينات هو تقديم أعمال لا تنتمي إلى المسرح بصلة أطلق عليها اسم مسرحية وهي مجرد اسكيشات فكاهية لا يربطها رابط ، لا يوجد نص وإنما الارتجال سيد الموقف وهو ارتجال ساذج يلهث وراء الجمهور.. المسرح واحد في كل الأزمنة والعصور، يقدم للناس فلا مسرح بلا جمهور ، ولكن ما قدم عندنا للأسف ليس بمسرح يمكن أن تطلق عليه أي تسمية باستثناء اسم المسر ح.
سامي عبد الحميد: ما يقدّم على بعض المسارح لا ينتمي للمسرح
نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 06:13 م