اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خواطر فنيّة على هامش الثورة المصريّة

خواطر فنيّة على هامش الثورة المصريّة

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 06:17 م

لينا مظلوم أحلى اللقاءات تحملها لنا أحيانا الصدفة.. وهكذا وجدتني أمام الصديق العزيز نور الشريف بعد فترة غياب افتقدت خلالها متعة الحوار معه.. قد أشارك الكثير في البلاد العربية إعجابهم برصيد نور الشريف الفني.. الاّ أن صداقة السنين الطويلة التي جمعتنا كشفت لي عن قيمة أعلى في هذا الفنان الرائع.. دأب نور الشريف منذ بداياته على إثراء مداركه الثقافية والسياسية وحرصه على المتابعة بوعي من خلال القراءات المختلفة والتجريب في مختلف اختياراته الفنية ، ما أضفى قيمة على تجربة هذا الفنان أكسبته احترام جمهوره كما بادله الاحترام..
لأن (حالة) نور الشريف تجاوزت إطار المؤدي الذي يجسد أدواراً تعجب الناس.. فهو صاحب رؤية.. ظهرت العديد من علامات الاستفهام حول اختياره الصمت أمام كل الأحداث العاصفة التي تعيشها مصر منذ بداية هذا العام.. وهو تساؤل التقطه ذكاء نور الشريف من ملامحي حين تبادلنا التحية.. ولأن نور يحترم فكر جمهوره.. ويحترم إطلالته الإعلامية، فهو من الفنانين القلائل الذين أحرص على متابعتهم إعلاميا.. وتحديدا شاهدت حواره الأخير الذي اختار فيه الخروج من الصمت.. حين سألني عن رأيي، أكدت له أني أشاركه مشاعر القلق التي غلبت على الحوار التلفزيوني.. سعادة نور الشريف بثورة 25 كانون الثاني لا تخلو من القلق.. شيء منطقي ومشروع من حق نور الشريف وكل المهتمين بالشأن المصري الشعور بالقلق.. أمام حجم الحالات المفاجئة من المواقف المتغيرة والمتقلبة – في يوم وليلة- بين رأي ونقيضه.. أمام انتشار تيار تسخيف وجهة نظر (الآخر) بدلا من التفنيد المنطقي للفكر المقابل.. وعي نور الشريف وإحساسه الشديد بالانتماء إلى بلده أثار في داخله مشاعر قلق أمني، واقتصادي، وسياسي على المستقبل.. من حقه أن يسأل ما الذي سيحمله الغد.. خصوصا أن المنطقة العربية - ليس مصر فقط - تغلب عليها رؤية ضبابية.حوار هاتفي طويل مع صديق عزيز، أعتز وأفتخر بصداقة سنين طويلة جمعتني به.. عادل إمام -أو (الزعيم) كما تعودت مناداته- رحلة صداقة أتاحت لي معايشة ومتابعة مئات المواقف التي ظهر فيها نبل هذا الفنان - وهي صفة يندر وجودها بين الكثير من المنتمين لهذا الوسط - .. عادل إمام تجاوز أيضا حالة النجومية المؤقتة وأصبح (دولة) قائمة بذاتها.. يحدها الذكاء الفني شمالا.. عشق المهنة جنوبا.. الالتزام شرقا.. الالتصاق بهموم الناس و(الجدعنة) المصرية غربا.. على هذه الأرض أقام عادل إمام دولته الفنية الخاصة ورعاها بتطوير مراحله.. بداية من كوميديا الموقف الى التزامه بقضايا التصدي للإرهاب وتعرية مساوئ الفساد والدكتاتورية.. مراحل التطور لم تأت من فراغ، بقدر ما هي محصلة قراءات ومعايشة حقيقية طوّرت فكر واختيارات عادل إمام الإنسانية والفنية.تعرض عادل إمام الى هجمة شرسة بعد الثورة المصرية.. رغم يقيني أن طبيعة هذا الفنان تنأى بنفسها عن مظاهر التملق، ليس فقط تجاه الرئيس المصري السابق.. إنما على صعيد كل الرؤساء الذين التقى بهم عادل.. وقد روى كيف أن هذه الطبيعة تسببت في مواقف مثيرة وساخرة مع كبار مسؤولي صدام حسين حين عرض مسرحية (بودي غارد) في بغداد.خلال الحوار الطويل مع عادل إمام، لم اخف دهشتي من شراسة الهجوم عليه وهو طالما انتقد الفساد وفكرة خلق الدكتاتور وتأليه الزعماء ودعا الى التمرد على صفة الخنوع... سألني بدوره عن الاحتمالات التي تدور في ذهني.. لم أجد سوى (العدو) التقليدي لعادل إمام.. قوى التطرف والجماعات الدينية التي تصدى لها بحزم خلال مواقفه العديدة وأعماله الفنية.. تذكرنا حين يكرر بإصرار تصديه لكل من يكفّر مهنته التي يفخر بها، وعاش وربى أولاده من رزقها.. حين تتعدى قوى التطرف بالأسلحة البيضاء على فرق هواة وشباب المسرحيين في قرى الصعيد المصري، أو تقوم بتفجير مقهى سياحي في ميدان التحرير.. ينطلق عادل فورا إلى هذه الأماكن، إما للمشاركة في التعبير عن الاحتجاج أو لعرض مسرحياته الى جماهير هذه القرى في تحدٍ سافر لقوى التطرف.. وهذه الأخيرة بدورها لم تخف عداءها تجاه عادل إمام في كل مواقفها المعلنة.. وضعوه على رأس قوائم الاغتيال ولم يغيّر مواقفه.بعد أن استمتعنا بحديث الذكريات.. انتقلنا الى الحاضر.. لم تتزحزح ثقة عادل إمام بفنه وجمهوره وهو يؤكد لي ضاحكا: (أنتي أكثر الناس تعرفين أني تعودت التعبير عن آرائي من خلال أعمالي.. على من يتهمني بالإساءة الى الثورة والثوار.. أن يعود الى أعمالي مثل مسرحيات (الزعيم) و (بودي غارد) ورصيدي السينمائي مثل أفلام (الإرهاب والكباب)، (طيور الظلام) و(الإرهابي).إذا انتقلنا من هذه الخواطر مع حالات فنية مميزة.. إلى التعبير الفني عن الثورة المصرية بعد مرور عام تقريبا على قيامها.. لوجدنا أن (المودة) او التقليعة السائدة هي إقحام الثورة في كل الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي يعلن حاليا البدء في تنفيذها.. لم يعد مضمون الفكرة او (الحبكة) الدرامية هما أساس العمل بعد أن استبدلا بكلمة (ثورة).. وهو ما أخشى أنه قد يفقد هذا الحدث السياسي العظيم مصداقية التعبير عنه في الأعمال الفنية القادمة بعد هذا التراكم المبالغ في الإعلان عن أعمال تتحدث عن الثورة.. سنجد مستقبلا أن السينما والدراما المصرية تفتقدان عملا واحدا يعبر بصدق ويرقى إلى مستوى هذا الحدث.. كما هو الحال مع حرب تشرين 1973.. إذ اتفق النقاد في مصر على عدم وجود عمل فني يرقى إلى مرتبة هذه الملحمة البطولية.. وأن كل الأعمال التي قدمت ظهرت دون المستوى.rn كاتبة عراقية مق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram