اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > في ذكرى الهجرة النبوية

في ذكرى الهجرة النبوية

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 06:17 م

حسين علي الحمدانيماذا تمثل الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة ؟ وكيف ننظر لها ؟ وماذا كانت نتائجها على الإسلام وانتشاره ليس في الجزيرة العربية فقط بل في عموم العالم؟هجرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ، تعد حدثاً مفصلياً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية،هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية،ومثلت هذه الهجرة أبعاداً كثيرة على تكوين الدولة الإسلامية في ما بعد واتساع رقعة الدين الإسلامي ليعبر حدود الجزيرة العربية وما حولها من القرى . هذه الهجرة جعلت من الدين الإسلامي الحنيف ديناً للبشرية جمعاء،
 فأخذت القبائل والوفود تبايع الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتدخل طواعية في الدين الجديد الذي انتقل من مكة (القرية) إلى يثرب ( المدينة) ومنها انطلق للعالم. وعلى هذا الأساس فإن من معطيات الهجرة النبوية بأنها كانت ضرورة أكثر مما هي رغبة بالتخلص من أذى المشركين، ضرورتها تكمن بأن الله تعالى أراد أن تكون هذه الهجرة انتقالاً معنوياً أكثر مما هو مادي ومكاني، وهذا ما منح الإسلام قوة بعد ضعف، وقبول بعد رفض، وانتشار بعد مضايقات  ومن القلة المعدودة إلى الكثرة التي بايعت، مضافاً إلى هذا كله الألفة والتآخي والوحدة التي تجسدت في أسمى معانيها في وثيقة المدينة التي تُمثل في ما تمثله أسمى ما يمكن أن تصله فيه العلاقة بين أفراد المجتمع الواحد. وحين نتمعن في أسباب الهجرة النبوية الشريفة وما سبقتها من هجرات المسلمين،إنما كانت هجرة لأسباب عديدة وليست لسبب واحد،السبب الأول هجرة من أجل نشر الدين الجديد ، السبب الثاني، التخلص من الظلم الاجتماعي والاقتصادي والذي عانى منه أتباع الدين الجديد في مكة خاصة ما يتعلق منه بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية ومحاصرة المسلمين من قبل قريش في شعب أبي طالب سنوات عدة.والهجرة تمثل أيضاً ثورة اجتماعية واقتصادية وفكرية تقوم على الإصلاح والصلاح ، خاصة وإن مرحلة ما بعد الهجرة النبوية الشريفة كانت زاخرة بالأحداث الكبرى في تاريخ الإسلام ، حيث تحول المسلمون من أقلية في مكة إلى أغلبية في المدينة، ومن الدفاع عن دينهم إلى نشر الدين ، ومن الصمت والسرية، إلى العلنية والجهر،كانت هذه الأحداث تنتظر الهجرة الكاملة لكي تحصل،أخذ المسلمون عنصر المبادرة فكانت بدر الكبرى وتأثيراتها على مسارات تاريخ العرب والمسلمين . وواحدة من الحقائق التي تشكلت في المشهد الاجتماعي والسياسي والفكري بعد الهجرة النبوية، تمثلت بأن الجزيرة العربية الآن فيها مكون جديد ودولة جديدة وأمة جديدة هي أمة محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ، لم يكن باستطاعة أحد أن يقول هذا لو بقي الإسلام في حدود مكة وسياط المشركين وتعذيبهم . لهذا فإن الهدف من الهجرة عظيم، والذي تمثل بالانتقالة بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة وهي انتقاله كبيرة كان لها شأنها ليس على العرب فقط بل تعداه للأمم الأخرى، وهذا ما جعل هدف الرسالة الإسلامية يتحول هو الآخر من تهذيب الإنسان الفرد إلى صناعة مجتمع متكامل البناء والعقيدة، بعد أن كانوا يدخلون الإسلام فرادى، باتوا الآن يدخلونهم أفواجا، ومن حركة محدودة التأثير داخل مكة القرية إلى حركة عالمية الأهداف ، خاطبت الأباطرة والأكاسرة وغيرهم. هذه الهجرة كانت اللبنة الأولى في بناء الدولة الإسلامية التي سعى إليها الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الدولة التي امتدت في ما بعد لتصل سور الصين وأوروبا منطلقة من المدينة المنورة ، ومتخذة من يوم الهجرة بداية تشكيل الدولة الإسلامية التي حركت مسارات التاريخ باتجاهاتها السلمية والصحيحة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram