TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: عــاشــوراء

نص ردن: عــاشــوراء

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 06:42 م

 علاء حسن الاستعدادات لإقامة مراسيم عاشوراء جارية على قدم وساق في معظم أحياء العاصمة، وبعض محافظات الوسط والجنوب ، ومن مظاهر تلك الاستعدادات رفع الرايات والصور من مختلف الأشكال والألوان ، وبعد أن ضمن الدستور للعراقيين حرية ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية ، ونتيجة الحاجة إلى مستلزمات إحياء الشعائر ، شهدت الأسواق العراقية بضائع مستوردة من إيران مثل الزناجيل والطبول والرايات ، لتكون بمتناول من يستخدمها خلال الأيام العشرة الأولى من عاشوراء .
أغرب ما شهدته الأسواق توفر(قامات) مصنوعة في الصين وبإحجام وأشكال مختلفة ، وبأسعار مناسبة و (القامة) كما هو معروف تستخدم في التطبير في اليوم العاشر ، ومما لاشك فيه انه تم تصنيعها استجابة لطلب تجار عراقيين ، أدركوا الحاجة الضرورية لها ، فعملوا على توفيرها بكميات كبيرة جدا ، فأفاد المصنعون الصينيون من إنتاجها ، بعد أن ضمنوا أسواقها والطلب المتزايد عليها .إنها مفارقة حقا أن تصنع الصين السيوف (القامات) ليستخدمها العراقيون في التطبير،  علما أن أجدادنا  كما علّمتنا كتب التاريخ في مناهج وزارة التربية ، عرف عنهم خبرتهم الواسعة في صناعة السيف ، حتى أطلقوا على هذا السلاح الذي (حقق الأمجاد العربية ) أكثر من مئة اسم اعتزازا ومفخرة بإنجازاته ، عندما كان بيد الفرسان الأشاوس المدافعين على الأرض والعرض . خلال أيام عاشوراء ستدخل الأجهزة الأمنية في حالة استنفار لحماية المواكب الحسينية ، وستغلق طرق عامة ، كما هي العادة في سنوات سابقة ، وستتفاقم مشكلة الاختناقات المرورية ، لأن المسؤولين لا يمتلكون بدائل غير قطع الشوارع ، وتغيير مسار المركبات ، ولا أحد يعلم إلى أين تتجه .الجيل الجديد من العراقيين حديث العهد بالتعرف على طقوس وشعائر عاشوراء ، أما السابق فهو يعرف أدق تفاصيلها ، وخصوصا من سكن في مدن تضم مراقد دينية ، بدءاً من أسماء المواكب ورؤسائها ، والمتخصصين بشؤون التطبير ، وتنظيم (اللطامة) ومن يحمل (العلم الزنكي ) ومن يمثل في التشابيه أدوار الشمر وعمر بن سعد وحبيب بن مظاهر والحر الرياحي وغيرهم ، والجيل القديم وبينهم من ضرب الزنجيل والقامة استخدموا مستلزمات محلية الصنع ، لممارسة طقوسهم ولم يكن يخطر في بال أحدهم استيراد (القامات) من الصين .بانتشار الفضائيات أصبح بإمكان الجيل الجديد مشاهدة (السبايات) ، وهو في بيته ، وستوفر أيام عاشوراء فرصة لإبعاد معظم العراقيين عن متابعة أخبار السياسيين ، لان بعضهم سيكون منشغلا بتلك الشعائر ، وربما سيسخرها لخدمة حزبه أو كتلته البرلمانية ، مثلما أفاد التجار من القامات المصنعة في الصين وبيعها في الأسواق العراقية .من عرف ثورة الإمام الحسين وأدرك أبعادها ، لابد من أن يستلهم معانيها  وعليه أن يترجمها لسلوك وممارسة لمواجهة الطغيان والاستبداد ، ولتحقيق التحرر ،  وبكل هذه المعاني  وغيرها كان الحسين الثائر أبو الأحرار في كل مكان وزمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram