TOP

جريدة المدى > سينما > سوء التربية والدلال أفقداه توازنه وأديا إلى قتله شقيقته

سوء التربية والدلال أفقداه توازنه وأديا إلى قتله شقيقته

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 07:08 م

 بغداد / د. معتز محي عبد الحميد الأخوّة علاقة حميمة مقدسة، رباط مقدس يجمع الإخوَة ، أبناء بطن واحد، الأشقاء دائما ما ينشأون ويترعرعون في كنف أسرة واحدة، عادة ما تجمعهم السعادة والفرح، لكن حينما تفرض الكراهية نفسها، ويخيم الحقد عليهم يصبحون اشد الأعداء.
 قضيتنا لهذا الأسبوع تدور حول أخ قتل شقيقته بسبب الميراث، نحاول أن نعرضها عليكم لتكون موعظة للجميع، في زمن تلاشى فيه كل شيء، تلاشت الرحمة والمودة والعطف، لماذا فعل ذلك ؟سنحاول الإجابة عن هذا السؤال في هذه السطور،(م) شاب حاد الملامح،شديد العصبية، ساخط على كل شيء حتى على الزمن والساعة التي ولد فيها، الغضب يكاد يسيطر على كل أفعاله، يبلغ من العمر أكثر من 30 عاما، نشأ في أسرة بسيطة، له ثلاث أشقاء غيره ،هو أصغرهم سنا ،والده يعمل حدادا ووالدته ربة بيت وهي سيدة مسنة تبلغ من العمر الستين ،قام الأب وألامُّ بتربية أولادهم بصعوبة بسبب قلة موردهم المالي وكثرة الأولاد، رغم ذلك إلا أن التدليل افسد (م) نظرا لأنه الابن الوحيد وهي عادة متكررة عندنا في العوائل العراقية ولابد من التخلص منها، لكن هذه العادة وهذا الأسلوب في التربية دائما يعود على الأسرة بالسلبيات والعواقب الوخيمة، يحصدون نتائجه بعد ذلك ويندمون اشد الندم على هذا الأسلوب في التربية الأسلوب الخاطئ والجانح في أكثر الأحيان وهذا المثال أمامنا في الواقع. الحزن الشديد يكاد يفتك بها،على ابنتها التي ماتت على يد شقيقها وابنها الذي من المحتمل أن يقضي بقية عمره وأحلى أيام حياته في السجن ،هذا إذا لم يحكم عليه بالإعدام، فالأخ هنا قتل أخته ،في لحظة سيطر عليه الشيطان، واستهوته شهوة حب المال والماديات، اليوم الذي وقع فيه الحادث،اجتمع فيه الأشقاء لتوزيع الميراث الذي تركه لهم والدهم بعد وفاته حيث ورث بيتا من والده وقد باعه الأبناء بعد وفاته مباشرة، كانت السعادة تسيطر عليهم ،الشقيقات الثلاثة والأخ الوحيد الذي يتزعمهم، فهو الآمر الناهي لجميع الأمور، جميع القرارات تصدر منه، الأم المسنة جالسة، إحدى بناتها سألتها: متى يوزع أخي الميراث علينا ؟ الأم طلبت من ابنها سرعة توزيع الحصص على أخواته، استجاب على الفور، جلسوا، بدأ النقاش بينهم، وقال الأخ لهم أنه سيبيع هذا البيت الذي يسكنون فيه أيضا ويوزع ثمنه عليهم،رفضت إحدى الأخوات المقيمة به، وسألته: اين سنعيش بعد ذلك ؟ أشتري شقة صغيرة واسكن فيها أنا وأمي، لم ترض الأخت بذلك، احتدم النقاش، حاول زوج أخته الأخرى تهدئة النقاش، وان يهدئ من روع (م) لأنه يعرفه جيدا، ويعلم انه يتعاطى الحبوب و(الكبسلة) وهو الآن في حالة يرثى لها، ولكن الأخ وبكل استهتار ولا مبالاة وأمام الجميع أمسك بسكين المطبخ وقام بقذفه بسرعة على أخته ، اخترقت السكين على الفور ظهرها، واستقر نصلها في قلبها مما أودى بحياتها أثناء نقلها إلى المستشفى، الصمت ساد المكان، الحزن سيطر على الجميع، لعنوا الساعة واليوم الذي اجتمعوا فيه لتوزيع النقود فهي مأساة بكل المقاييس، المدى التقت (م) في مركز شرطة (سومر) وجدناه في حالة هستيرية، غير مصدق انه قتل أخته! دموع الندم تذرف من عينيه وقال: لحظة ضعف أفقدتني أختي، لم أكن أتصور أن أمسّها بسوء في يوم من الأيام ،سواء من اجل المال أو غيرها، سؤال يتكرر في ذهني من حين لأخر وأنا جالس في الموقف لماذا قتلتها، يا لها من غلطة ارتكبتها ومأساة حقيقية، لو أني أمسكت أعصابي، كلمات نطق بها (م) أمامنا كلها تعبر عن الندم لكنه ندمٌ بعد فوات الأوان، لأنه لا يفيد شيئاً، فهو قد ارتكب الحادث وانتهى الأمر، المطلوب التروي وهدوء الأعصاب وإمساك النفس عند الغضب، هذه كلمات ودروس مستفادة من هذه الجريمة الأليمة، عندما سألناه عن السبب الحقيقي وراء ارتكابه الجريمة، أجاب: أنه تعلم منذ الصغر أن يمتلك كل شيء بمفرده وقال أيضا، الأنانية مسيطرة علي منذ صغري، والسبب في ذلك والدي وأمي لأنهما قاما بتربيتي بشكل خاطئ، التدليل كان صفة من صفاتي، أمي وأبي يعاملاني برفق وينفذا كل شيء اطلبه منهم، كل شيء اطلبه يأتي حتى إذا لم يكن في هذه الساعة بل بعد أيام أجده أمامي، كلها عوامل ساعدتني على فقدان شخصيتي وأعطتني صفات لم أكن أحب أن تكون لدي منذ الصغر، ثم اتجهت بعد أن توفر المال إلى الإدمان على الحبوب و(الكبسلة) ومرافقة أصدقاء السوء، لقد رفضت منذ صغري  الاستمرار في تعليمي، رغم أن والدي لم يقصر في تعليمي لكن لم أكن أهوى الدراسة والتعلم، كنت أهرب من الدروس والجأ إلى صالات البليارد والتسكع أمام مدارس الطالبات، فقدت أشياء كثيرة حتى عندما عاشرت أصدقاء السوء الذين (لاطوا) بي وأصبحت معروفا بذلك والآن أنا ادفع الثمن غالياً، سوف أقضي أحلى أيام عمري بين جدران السجون، افتقدت أختي التي كنت أحبها ولا استطيع أن أفكر في يوم من الأيام أن أمسها بأذى، أنا حزين جدا ومتألم على ما ارتكبته من فعل شنيع باتجاه أختي، وانتهت اعترافات القاتل. rnمشاهد حية من مسرح الجريمة بعد أن سقطت الأخت ضحية الميراث الملعون على الأرض، والدماء تنزف من ظهرها، الأخ (م) وقف مذهولا، يتساءل ما الذي فعلته، الشقيقات وأزواجهن يحاولون إنقاذها، الجيران تجم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram