TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :شر البلاد بلاد لا عدو بها!

سلاما ياعراق :شر البلاد بلاد لا عدو بها!

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 08:04 م

 هاشم العقابيواضح ان ثمار الربيع العربي في اي بلد عربي، سيقطفها، أو يخطفها، الاسلاميون، رغم ان جميع الثورات العربية بدأها شباب جلهم من غير الاسلاميين. حال ينطبق عليه المثل العراقي "يا من تعب يا من شكه .. يا من على الحاضر لكه".
ولأن الصوت الليبرالي أو المدني، كما تكثر تسميته بمصر، بدأ يخفت مقابل ارتفاع اصوات دعاة الاسلام السياسي، خصصت يوم امس لمتابعة "اجندة" واهداف الاسلاميين، خاصة السلفيين منهم.، لعلي افهم ما يبتغون. بدأت بهتافاتهم بميدان التحرير وخطبهم واعلاناتهم الانتخابية وما يدلون به من تصريحات عبر وسائل الاعلام. ولأن امس كان يوم جمعة،  اقترحت على نفسي ان اذهب لسماع خطبة الجمعة لشيخ سلفي في احد جوامع القاهرة القريب مني. وبعد المتابعة وسماع الخطبة خرجت بنتيجة واضحة وهي انهم لا هم لهم غير البحث عن اعداء. خلاصة ما يريدونه هو على الناس اذا أرادوا انتخاب مرشح ما، فالقاعدة هي: عن المرشح لا تسأل وسل عن عدوه. والاعداء طبعا هم الليبراليون أو العلمانيون اضافة  لعدوين تقليديين: امريكا واسرائيل.فالحاكم، عندهم، لا يشترط به أن يكون عادلا أو منصفا. وليقتل ما يقتل من شعبه صباحا مساء فذلك مغفور له شريطة ان يعادي امريكا واسرائيل. أما "اعداء الله" فهم  اليوم، في قاموس الاسلام السياسي، اليساريون والليبراليون والمنادون بالديمقراطية. ففي شعار الاحزاب السلفية بمصر نجد  كلمة "وأعدوا" دون ان يكملوا الآية. كان خطيب الجامع الذي سمعته أمس يكثر من  ترديد آية: "كل من عليها فان". وكان يمد الألف في "فان" الى ان ينقطع نفسه. حين سمعتها منه رددت بصوت شبه مسموع: "فال ولا فالك". قلتها بلهجتي العراقية كي لا يفهمها، لأتجنب حدوث ما قد لا يحمد عقباه.ان العدو الذي يكثرون الحديث عنه ويثيرون غضب الناس ضده، عدو وهمي. فالمتظاهرون يشكون خنق حرياتهم وسرقة اموال بلدهم وثقل البطالة والفقر والمرض والجهل وهذه كلها يتحملها، بشكل مباشر، الحاكم المسلم وليس العلماني أو الأمريكي والإسرائيلي. ان خلق الاعداء الوهميين صناعة دكتاتورية بامتياز. فالدكتاتور ان كان حاكما، أو زعيما لحزب أو جماعة، يضع من بين اول اهدافه ان يخيف الناس من عدو ما. ولا يكون المواطن مواطنا صالحا ما لم يضح بكل شيء، حتى ولو بحياته ووطنه، من اجل محاربة ذلك العدو. ومن هنا تبدأ عملية غسل الدماغ الجمعي للشعوب مما يؤدي الى غياب ثقافة التسامح والمحبة والصداقة، لتحل محلها ثقافة العنف والكراهية والعدوانية.يكثر اصحاب الاسلام السياسي من الحديث عن محاربة عدو لا يمسنا منه اذى مباشر وقد لا نعرف شكله أو لونه، وكأن الاسلام عندهم دين جاء لنشر البغضاء وليس المحبة بين الناس. فخير البلاد، عندهم، بلاد لا صديق بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram