محمود النمرrnصدرت عن مؤسسة المدى، مختارات شعرية بعنوان "خمسون عاما من الشعر البريطاني –الطبعة الاولى – للشاعر والمترجم المغترب فاضل السلطاني، للحقبة الزمنية من 1950-2000من الحجم المتوسط،ويضم الكتاب –ستة وخمسين شاعرا –في 382صفحة.
"ماترجم من الشعر الانجليزي، في مختلف مراحله المتقدمة والمتأخرة، الى العربية قليل جدا مقارنة بالشعر الفرنسي مثلا ً، ولا يكاد القارىء العربي يعرف شيئا عن الشعر الانجليزي بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت في ذلك خسارة كبيرة اذ حرم القارىء والشاعر بشكل خاص من الاطلاع على تجارب شعرية هي من الاغنى عالميا في النصف الثاني من القرن العشرين،وهي ربما تكون الاقرب الى طبيعتنا ووجداننا وتجاربنا الحياتية والشعرية"rnان هذه المجموعة الشعرية هي عبارة عن "موزائيك " شعري متعدد الاصوات والرؤى لانها تسلط الضوء على الكثير من التجارب الشعرية المهمة في تاريخ بريطانيا العظمى،لذلك تجد الشاعر فاضل السلطاني قد وجه عيونه الشعرية المتحسسة للنصوص المبهرة، لانه يخلط بين ثقافتين العربية والانجليزية، معتمدا على النصوص الاصلية، لتفيض في لغة شعرية مسترسلة وغنية من حيث المعنى ووحدة الموضوع،الشعر فيض روحي مدهش يصعب الامساك بالقصيدة،لذلك ترى اكثر المترجمين يعزفون عن ترجمة الشعر لانه يحتاج الى "الاستحالة " وهي قدرة غير بسيطة،لا يمتلكها الا من يمسك المعنى ويطوع اللغة الشعرية المشرقة والنزقة والمتفجرة،وليست اللغة الكسيحة التي يلفظها كهنة الموتى.rn"كانت الاربعينيات هي عقد ديلان توماس بعد ان ضعف تأثير اعظم شاعرين انكليزيين في هذا القرن: ييتس و، ت، س، اليوت، وغياب اودن، الذي برز بشكل خاص في الثلاثينيات عن بريطانيا،ومن مجايليه في الاربعينيات كينغسلي اميس،وفيليب لاركن، وجون واين، وقد صنف النقاد هؤلاء الشعراء ضمن مجموعة واحدة سميت "بجيل الحركة "على رغم من الاختلافات الكبيرة.rnفي قصيدة "شاب ينادي شيخا":انت ايضا/رأيت الشمس طائرا من نار/وخطوت على الغيوم عبر السماء الذهبية/عرفت حسد الانسان ورغباته الحمقاء/احببت وفقدت.rnالذي يقرأ المجموعة يدرك  ان فاضل السلطاني كان  ذكيا في اختياراته للشعراء وفي تناول قصائدهم ومنجزهم فهو يخطو نحو تنظيم النسق الشعري المسترسل في التاريخ بحيث يجعل القارىء يفهم ان القصدية واضحة في هذا التتبع في خريطة الشعر الانجليزي فهو يحصر الحقبة الزمنية على مدى قرن من الزمن، بحيث يترك لديك متعة التنقل الزمني في الحقب العشر من عمر القرن العشرين،التي ولدت فيه الرؤوس النادرة في مملكات الشعروالتحولات التي حدثت في تطور القصيدة الحديثة، فهو يذهب الى الضفة الاخيرة من الشعر الانجليزي.