جاسم العايف- البصرةrnكتاب الناقد مقداد مسعود "الأذن العصية واللسان المقطوع" الصادر مؤخراً عن دار الينابيع/دمشق ان موضوع جلسة ادباء البصرة الثقافية المعتادة على قاعة القاص محمود عبد الوهاب. عَرف مقدم الجلسة الناقد عبد الغفار العطوي بالناقد مقداد مسعود ذاكراً تعدد اهتماماته الأدبية،
وإشرافه على الصفحات الثقافية لبعض الصحف التي تصدر في البصرة، وجهده النقدي في متابعة النتاجات الأدبية البصرية والعراقية والعربية، ونشره بعض دراساته عنها في كتابه، الذي وضع له عنوانا فرعيا هو: "قراءة إتصالية في السرد والشعر". وسجل العطوي على الناقد مسعود بأنه لم يطرح مهادا نظريا في مقدمته الصغيرة جدا لكتابه، والتي لا تنسجم مع متون دراساته، لتبيان، ما المقصود بـ"الاتصالية" وكيفية اشتغاله عليها، ومراجعه في ذلك؟. وما هي دوافعه في اعتمادها؟. rnمؤكدا أن كل مَنْ يعمل في الحقل النقدي، عليه أن يقف خلف فلسفة ورؤى، تنير له سبل الوصول، لفك شفرات النص وعوالمه المكونة من رموز النص ذاته، والمغتنية بالواقع وحراكه، وأقنعة النص المتغيرة المتجددة، والحقيقة التي تتغير عبر المكان والزمان، وذكر العطوي: ان مَنْ يعمل،حاليا، في المجال النقدي، وفي ضوء النظريات النقدية الحديثة، يتميز من الكاتب والقاص والشاعر، كونه يقع في المنطقة الوسطى بين العالم والنص، مُدعما بالمفاهيم والرؤى المتجددة، والمتناسقة لفك مغاليق النصوص، والكشف عن جمالياتها، التي قد تخضع للغياب،أو سوء الفهم، أو التعالي على المرسل اليه، ومن هنا فأن النقد بات يقع في منطقة إبداعية دون ان يكون ملحقا للنص. rnوقال الناقد مقداد مسعود ان كتابه جزء من مشروع لدراسات قادمة، يسعى فيها لمتابعة المنجز السردي والشعري والفني، ضمن حقل "الاتصالية" التي تعني له:" ان كل نص يمثل معنى في علاقته بالنصوص الأخرى"، وان تجربته الثقافية دعته للتفتيش عن: "أواصر التعايش السلمي بين النصوص"، من خلال الكشف عن السمات الاتصالية الكامنة فيها. rnوأضاف: "الاتصالية تكون أحياناً (جوانيةً) تكمن بين مكونات النص الواحد ذاته، وفي الأخرى (برانية)، تظهر بين مكونات نصين يختلفان في الاجناسية، لكنهما يتصلان بمهيمنة واحدة، أجهد للكشف عنها وأحيانا تغدو الاتصالية (هندسية) بين نصين يشتركان في مكان واحد، لكنهما يختلفان في الزمن، وحدود رؤيا المرسل، وقدراته الإبداعية. rnوأكد ان: "كتاباته هذه خضعت لحوارات جادة مثمرة مع بعض الأصدقاء، وفي مقدمتهم الأستاذ محمود عبد الوهاب الذي لم يبخل عليَّ بالمشورة وتوجيهاته المضيئة وجديته في قراءته المخلصة لما أَكتب". وقدم الشاعر علي الامارة مداخلة عن الكتاب ذاكرا انه يتمركز حول التلقي كوظيفة جمالية، وعمد الناقد مسعود في دراسته عن "الف ليلة وليلة" للكشف عن شبكة المجسات في النص ومنها تحولات الخطاب الحكائي النسوي لدى شهرزاد، بمواجهة سلطة الذكورة التي يمثلها شهريار، وفعالية الخطاب النسائي الحكائي، في تجريد شهريار من سلطته الذكورية، القامعة. rnوقدم الكاتب جاسم العايف قراءة مغايرة لقراءة الناقد مسعود، الواردة في كتابه، حول"كاردينا" كتاب الشاعر فوزي كريم إذ قرأه الناقد قراءة تاريخيةً، بينما كانت قراءة الكاتب العايف مكانيةً، وقد نشرها العايف في الصحف العراقية بالتزامن مع قراءة مسعود للكتاب ذاته. كما تحفظ على ما أبداه الناقد في كتابه عن مهيمنة "الاتصالية" بين كتاب الشاعر مهدي محمد علي"البصرة..جنة البستان" وكتاب الأستاذ القاص محمد خضير" بصرياثا"، انطلاقاً من ان الأول هو استذكاري،ورؤيا طفل، لواقع مدينة البصرة في العقد الخمسيني فقط، وقد ذكر ذلك الشاعر في مقدمته لكتابه الذي أصدرته "دار المدى" في دمشق، والثاني كتاب عمل فيه القاص محمد خضير،على طبقات متعددة،من الأشكال والرؤى والمشاهد، موظفاً فيها قدراته السردية، الفنية المتميزة للحفر في تاريخ المدينة، والميثلوجيا التي اتسمت بها ومتابعة اندثارها وانبعاثها المتواصل، وحاضرها خلال العقد الثمانيني من القرن المنصرم، والذي تحولت فيه إلى مسرح للحرب العراقية الإيرانية.
متابعة
نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 04:51 م