  بغداد / المدى لسنوات، شكل تنظيم "طيور الجنة" خطرا حقيقيا على الواقع الأمني في العراق لاعتماده على الصبية الصغار في تنفيذ عمليات انتحارية مباغتة إلى أن أعلنت الشرطة، أخيرا، القضاء عليه وبشكل نهائي. وقال المتحدث الإعلامي باسم شرطة محافظة ديالى المقدم غالب الكرخي، لوكالة أنباء (شينخوا)
"قضينا وبشكل نهائي على تنظيم طيور الجنة المرتبط بتنظيم القاعدة، والمتخصص بتجنيد الصبية الصغار للقيام بعمليات انتحارية". وأضاف أنه "تم تفكيك جميع خلايا التنظيم وتدمير المرتكزات التي تشكل الأساس في عملها من ناحية التجنيد والتهيئة التي تمارس الدور الأبرز في أعداد الانتحاريين الصغار". وأوضح الكرخي "أن تنظيم طيور الجنة كان يشكل خطرا حقيقيا على الواقع الأمني لاعتماده على الصبية الصغار في تنفيذ عمليات انتحارية مباغتة مما يؤكد بشاعة ما وصل إليه التنظيم من استغلاله للصغار لتنفيذ مآربه". وبيّن أن كل المؤشرات الميدانية تؤكد أن تنظيم طيور الجنة انتهى بشكل نهائي ولم يعد له أي وجود.إلا أن مصدرا استخباريا برتبة مقدم حذر من أن تنظيم طيور الجنة لم يسقط بشكل نهائي بل فقد القدرة على تجنيد صبية وفق العقيدة المتطرفة التي تؤمن بها عناصر القاعدة كما كان يحصل في الأعوام السابقة. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن كل المؤشرات الاستخبارية الميدانية تؤكد أن تنظيم طيور الجنة لجأ لتجنيد صبية صغار لزرع العبوات الناسفة واللاصقة أو نقل المتفجرات بين المناطق، لافتا إلى أن هذا الأمر يعطي التنظيم مرونة اكبر في زعزعة الأمن والاستقرار. وحذر المصدر من مغبة التصور أن تنظيم طيور الجنة قد انتهى بشكل نهائي لأنه قد يفاجئ الجميع بعملية نوعية في ظل وجود مؤشرات كثيرة على أن تجنيد الصبية الانتحاريين لم يعد يعتمد على الإيمان بالفكر المتطرف بل باستغلال سذاجة الصبية وجعلهم يتناولون مواد مخدرة تفقدهم الصواب والمنطق ويصبحوا بسببها أداة طيعة لتنفذ كل ما يطلب منهم.على صعيد متصل قال الباحث الاجتماعي ظافر اللهيبي، "إن تهيئة الصبي لتنفيذ عملية انتحارية أسهل من تهيئة رجل عاقل تجاوز سن الرشد بسنين، لان الأخير يكون أكثر إدراكا لما يحدث، وقد فهم بعض أمور الحياة والدين، لكن الصبي خلاف ذلك ويتأثر بشكل كبير إذا كان من يعطي دروس التطرف ماهرا فيما ينفذه". ونبه اللهيبي إلى أن الصبية الصغار يمكن استغلالهم بشتى الصور في ظل وجود نسب عالية من الفقر دفعت الكثير لترك مقاعد الدراسة والبحث عن لقمة الخبز، مبينا أن معالجة الفكر وتحسين الواقع التعليمي تسهم في عدم استغلال الصغار وتبعدهم عن خطر الانخراط في تنظيمات مسلحة.