TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن :ورطة المغترب إياد علاوي

العمود الثامن :ورطة المغترب إياد علاوي

نشر في: 25 نوفمبر, 2011: 09:29 م

 علــي حســـــين ما الذي يمكن أن نفهمه من التصريح الأخير للدكتور إياد علاوي والذي قال فيه إن "الوقت الآن غير مناسب للمطالبة بإقامة الأقاليم"، وان الامر في الوقت الحالي "كصبّ الزيت على النار".ليس لدي اعتراض أن ينتقد الدكتور علاوي المطالبة بالأقاليم، لكن هناك مشكلة ربما فاتته وهي أن موضوع الأقاليم في هذه الفترة بالذات أثير من قبل القائمة العراقية والتي حسب ظني ان السيد علاوي رئيس لها، وان بيانها الأخير الذي صدر بلسان ناطقها حيدر الملا يقول بالحرف الواحد إن
 "القائمة العراقية تعتبر إعلان المحافظة إقليماً سيساهم في تقليل الخلافات بين الأطراف السياسية العراقية" ويتابع البيان أن "القانون العراقي يلزم رئيس الوزراء بالرد على الطلب الذي تقدمت به صلاح الدين لإعلانها إقليماً في مدة أقصاها 15 يوماً وتكليف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق بتنظيم استفتاء في المحافظة بشأن إعلانها إقليماً"، إذن هل يمكن أن نعتبر تصريح السيد علاوي يعبر عن الورطة التي يعيشها الرجل، أم أن القائمة العراقية أرادت أن تفاجأه فأصدرت بيانها دون الرجوع إليه، نعم، إياد علاوي في ورطة حقيقية، فعلى ارض الواقع لا يستطيع الرجل أن يميز نفسه، أو يحدد ما هي الفئات الاجتماعية التي يعبر عنها، وما هو التيار السياسي الذي يمثله، فنحن في حيرة هل هو رئيس لحزب ليبرالي أم هو قائد للرأسمالية الوطنية أم أنه يمثل الفقراء، أم لعله قائد يساري؟،  وأغلب الظن أن ابتعاد علاوي عن مركز الأحداث –العراق– بسبب سفرياته الكثيرة واغترابه الدائم جعله يقبل بدور "المنظر" بدلا من دور "المشارك" في صنع الأحداث وهذا الاختيار نابع من تركيبته الشخصية بالأساس، بالنظر إلى أنه طوال عمره المديد مارس السياسة بمعناها العام وليس المباشر، واعني بالمباشر ما تفرضه من التحام بالناس، ومن ثم لم يكن منطقيا أن يتحول بين عشية وضحاها إلى ثوري يعتصم داخل قبة البرلمان حتى تتحقق مطالب الناس بالإصلاح.  اليوم يحاول السيد علاوي أن يمارس قدرا من التذاكي.. حين تصور أنه عندما يقول هذا الكلام عن الأقاليم.. فإن الإخوة في دولة القانون سوف يتعاملون مع كلامه على أنه عرض سياسي.. صفقة! ولهذا عليه أن ينظر إلى أعين بعض المقربين من المالكي عسى أن تصدر منها إشارات ذات مغزى توحي بقبولهم هذا الطرح، ما فعله علاوي يطلق عليه علماء التحليل النفسي وصف "التوهم" أو "تقمص الخيالات".. ويسميه المتخصصون بالسياسة بـ "التوقعات التي لا تستند إلى حقائق".. ومن كلتا الناحيتين نحن أمام مغترب لا سياسي.. و سائح يعيش في الخارج ويتوهم انه تحت نصب الحرية، ويظن أن تصريحاته التي يطلقها من عواصم العالم سوف تدفع الآخرين إلى القبول بأي شيء يقوله.عملياً يجعلنا تصريح علاوي نتساءل هل كلام علاوي يمثل القائمة العراقية بكل أطرافها.. وهل قبلت العراقية فعلاً بتأجيل موضوعة الأقاليم.. أم أنها كانت "تتسلى" مع الجميع؟ وان سفريات اسامة النجيفي المكوكية الى تركيا ما هي الا لاغراض السياحة والتسوق. السيد علاوي.. أعرف حجم الأزمة التي تمر بها ولكني اعرف أيضا أن باستطاعتك أن تكون أكثر صراحة وتضع النقاط على الحروف وتعلن للناس ومن خلال قبة البرلمان ما الذي يجري في كواليس السياسة العراقية، لأن الناس تعشق ثقافة الصراحة والوضوح، وتكره الساسة الذين يمارسون ثقافة الخديعة واللعب على الحبال.بالتأكيد أنا لا استطيع إجبارك على اتخاذ الموقف الصحيح في الوقت الصحيح وليس أمامي سوى أن ارفع يدي بالدعاء على أميركا التي ألغت مفهوم المعارضة من قواميس سياسيينا، الأمر الذي اضطرهم جميعا الى أن يتناوبوا على دور القائد الاوحد.الدكتور علاوي أفتنا يرحمك الله ويرحمنا، هل نصدق كلامك عن الأقاليم أم نصدق البيان الناري الذي اتحفنا به حيدر الملا، فالناس قد تغفر لك قلة حيلتك أو حتى عدم قيامك بعملك لكنهم لا يغفرون لك أن تلعب بمصائرهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram