محمد سعيد الصكارrnmohammed_saggar@yahoo.frrnيطلب مني اليوم صديق العمر، فناننا الكبير، يوسف العاني، طلباً لا أبسط منه ولا أصعب . يريدني أن أقرن اسمي الضعيف باسمه المتألق من خلال المشاركة بتخطيطات أعدّها لكتابه الجديد ( أساطير الحكايات)؛ تخطيطات كما أتخيّل وكما أريد، كما أكّد لي، لمجرد أن نكون معاً، كما كنا دائماً . أهناك ما هو أيسر عليّ من تحقيق هذه الرغبة؟ لا أيسر ولا أشقّ !..
..يسيرة لكونها تفتح المزاج على صور يُفتَرَض أن تكون من ممارساتي الفنية، كما هي إشارة إلى تاريخ تجاوز نصف القرن من المودّة والمشاركة الحميمة في بناء ثقافة إنسانية ديمقراطية درجنا على توطيدها بكل ما لنا من طاقات .rnإذن ما العائق يا أبا غسان؟rn (أبو غسان هو الاسم السري ليوسف العاني، رئيس الوفد العراقي السري إلى مهرجان الشباب والطلاب العالمي السادس الذي شاركنا فيه في موسكو عام 1957. rn يقول يوسف : لا أحد يناديه بهذه الكنية غيري، ما أجمل هذا !).rnالعائق، يا أخي الحبيب، هو اليد التي سبق لها أن خطّت عناوين لكتبك السابقة، ونفّذت ملصق فلمك ( أبو هيلة ) ، والكثير مما كنتَ تعهد إليّ بتنفيذه من خطوط لمصلحة السينما والمسرح يوم كنتَ مديراً لها .rnهذه اليد التي أنتجت المئات من اللوحات، وكتبت العديد من الكتب، وصمّمت المئات من التصاميم، والتي أسماها شاعرنا العزيز سعدي يوسف بــ ( اليد الذهبية ) .rnهذه اليد صارت تعاندني اليوم يا أبا غسان، ولم تعد قادرة حتى على التوقيع، بله إنتاج عمل فني، مهما كان بسيطاً . rnولكم عزّ عليّ أيها العزيز، أن أنكص عن مساهمة تطلبها، وأنت الآمر . rnها هي مخطوطة الكتاب أمامي منذ أشهر، وأنا أتحايل على الحروف والخطوط والبرامج، دون جدوى كما تؤمّلُ، وكما أرتجي .rnأرأيت أية خسارة لحقت بي بحكم العمر الذي طال بلا معنى .rnتتوالى عليّ الصور وأنا أمام المخطوطة؛ صور ( ماكو شغل ) و( آني أمك يا شاكر ) ، واليوم الأول من تصوير ( سعيد أفندي ) ، يوم كنتُ أتيكم من البصرة، برفقة صديقي الفقيد توفيق البصري، وكاظم البكري، الذي لا أعرف أين حلّ به الزمان، لنشارككم أفراحكم التي كنا نعيد إنتاجها في نادي الإتحاد الرياضي في العشار، يوم تُمنع في بغداد . rnصورة قطتك السوداء الأليفة التي تقفز إلى كتفي بلا حرج في دمشق ، وصورة الركض إليك وأنت في شقتك في دمشق، لأبشرك بقيام الثورة ، وصورة لقائنا وعتابنا على زكي الأرسوزي ومطاع صفدي، على ما قام به شبابهم من تمزيق العلم العراقي الذي كنا نحمله ابتهاجاً بالثورة ، وصورة لقاءاتنا بعبد الوهاب البياتي وبعبد القادر إسماعيل البستاني ونبيه أرشيدات وصفاء الحافظ وأبو سعيد ( عبد الجبار وهبي ) ، والعديد من الشخصيات المتضامنة معنا . rnأتذكر يوم أودعتَ لدي مخطوطة (أم حسين) يوم كنا في دمشق عام1957، واحتفظتُ لك بها سبعة وأربعين عاماً، وسلمتها لك يوم احتفلت بي وزارة الثقافة في عهد صديقنا العزيز مفيد الجزائري عام 2004 التي كنت أنت من بين من كرّمني بالحديث إلى جانب العزيزين الفقيدين، مهدي عيسى الصقر ومحمد المبارك.rnليلتها وشّحتَ علاقتنا بالذهب . كشفتَ لي عما لم أعهده في نفسي، فتساءلتُ : إذا كنتُ بهذه الكفاءة المسرحية التي يتحدث بها أخي يوسف، إذن لماذا لم يلحقني عضواً في فرقة المسرح الحديث التي كنت أحضر لقاءاتها بشكل منتظم، حتى ما كان يُعقد منها في بيت الفقيد إبراهيم جلال .rnالحديث يبدأ ولا ينتهي، والذكريات تنثال كمطر الصيف، خفيفاً منعشاً، يمنح العمر ألقاً، ويُغري بطول الأمد، وتبقى مخطوطة ( حكايات الأساطير ) شاخصة أمامي، عاتبةً، منتظرة معجزة ما تجعل الدم ينساب رخيّاً في أوردتي، لتستجيب إلى رغبتك العزيزة عليّ . rnلك، أيها الفنان الكبير، والأخ الأثير، كل الحب، وصادق العذر، والأمل في أن تبقى كما عهدناك، ذلك المبدع المتفاني بحب الجمال والعدالة والحرية .
يــوســف الـعــانــي يــلاطــف حـيــرتــي
نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 04:52 م