TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: الكلمات..

على هامش الصراحة: الكلمات..

نشر في: 27 نوفمبر, 2011: 07:40 م

 إحسان شمران الياسريما الذي يمنع الكلمات، والحقائق التي تُنتَج خلالها، من الوصول إلى آذان وعقول وضمائر من يعنيهم الأمر.. ففي كل كلمة توجد معلومة ينتفع منها القارئ، ويتحقق له ما يريده، وهي المعرفة.. فإذا كانت هذهِ الكلمات منسوجة بطريقة تتبسط فيها المعارف والحقائق والرؤى، فهذا جُل ما يبتغيه المرء.
وفي عالم الكتابة، حيث تُكتب يومياً مئات وربما ألوف المقالات والخواطر والتحقيقات، وتُنشر الصور وتخطيطات الكاريكاتور التي تُعبّر أحياناً ببلاغة متناهية عن المبتغى، لا يحمد المسؤولون وأولو الشأن ربهم،على أن الحقائق تأتيهم إلى مكاتبهم من دون أن يتحركوا أو يبذلوا جهدا.. ولكنهم بالعكس، يتصرفون بلا أدنى مسؤولية تجاه ما تقوله تلك الكتابات والصور.. وأنا هنا لا أبرّئ بعض هذه الكتابات من الدسّ والعداوة وأحادية الزوايا، ولكنها تبقى مفيدة لأن كلمة أو كلمتين منها يمكن أن تحمل حقائق حتى لو دلتّ في مجموعها على موقف آخر..إن الكتابات التي تُحرّض على المسؤول وعلى المؤسسة، وعلى الحكومة، هي كتابات مؤذية عندما تُفكك الأشياء وتفصل بعضها عن بعض، فتترك أسباب الفشل والعوامل المؤثرة في استمراره، مما هو خارج قدرة المسؤول أو المؤسسة، وتتشبث بالفشل، وتضع كل شيء على عاتق المسؤول والمؤسسة.. بل يدسّ بعضها فيفترض أن لدى هذهِ المؤسسة دوافع لأن لا تسير الأمور، وإنها لم تتدبر الأسباب.. وبعض الكتابات تؤذي المجتمع عندما تنسب كل مصائبه إلى جهة واحدة وهي الحكومة، وتنسى أن ألوف الأسباب والعوامل خارج سيطرة هذهِ الحكومة.. ومن كثرة ما ألقينا على عاتقها مما لم نراع فيه ضميراً، أهملت ما نكتب واعتادت أذنها حدّ الإشباع، ولم يعد التحليل والتمحيص من أولوياتها، ففقدنا آخر أمل لنا في إيصال الصوت.. إن ما يُكتب عن الحكومة ومؤسساتها وأدائها مفيد لها حتى لو كان فيه كلام مؤذ، لأن الإيذاء جزء من التحفيز، والتحفيز جزء من المسؤولية التي يتحملها المهنيون إذ يكتبون.. غير أن الإيذاء بقصد الإيذاء، والتشهير الذي لا ينتمي للمسؤولية وأخلاق المهنة، يتسبب في وجود الشمع على أذني المسؤول، وبسببه، تضيع المنافع التي يُنشدها الكُتّاب وهم يضعون أرواحهم في تلك الكلمات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram