اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أين يختفي أطفالنا؟

أين يختفي أطفالنا؟

نشر في: 27 نوفمبر, 2011: 07:54 م

 بغداد/ وائل نعمة عدسة/ أدهم يوسفاقطع من وقتك بضع دقائق وحاول ان تتكلم معهم... قف ثواني لتشاهد ماذا يفعلون ؟ سافر بافكارك مع صراخهم المبحوح لبيع المناديل... لا تنزل من سيارتك المصفحة او تمسح اثار اناملهم الخشنة من على زجاجك المظلل،
 اتركهم يطبعون ذكرى تعود بك الى ايام كنت ترسل بها " ربعك " الى مناطق لن تزورها الا بعد سنوات اربع  ، ليفرغوا وعودهم الخيالية في بطون جائعة ... ارجع بذاكرتك الى شكل منازلهم ، ونمط حياتهم ...تخيل انك تستيقظ من الفجر على اصوات انين ام عاجزة  واب غادر فراشه منذ سنوات بسيارة مفخخة مجنونة احرقت الاخضر واليابس ، ارتدي ملابسك الممزقة حتى وان قرسك البرد، احمل علبة ( العلكة ) واتجه الى اقرب تقاطع تتلاصق فيه السيارات ، تحمل جوعا واهانة واطارات عجلات تكاد تدوسك كل لحظة ...تذكر نائبنا ومسؤولنا الغائب  كيف يعيش اطفالنا في الشوارع .rnمتشردلم تكن الصياغات التي استخدمتها نفسها التي عبر عنها مجاميع الاطفال المنتشرة في اشارات المرور والشوارع ، لكنها تحمل الروح والالم عينه ... في حوار معه قال متشرد في شارع السعدون "عمري اربع عشرة سنة ولم ادخل أبدا  المدرسة ، حتى أستطيع أن  أقرأ او اكتب ".  ويضيف المراهق "على مدى السنوات الماضية كنت أعيش في شوارع بغداد ، واعتاش على بقايا القمامة وأملأ جيبي بالسرقة ... اريد ان اعيش ".ويكمل "عندما بدأت لأول مرة  كنت خائفا ان تلاحقني الشرطة في أي وقت بسبب السرقة... الآن أصبح من السهل بالنسبة لي ان اسرق ... أصبحت خبيرا والدليل هو عنوان "الملك الشاب" الذي حصلت عليه من زملائي".قد يتفاجأ الناس لسماعهم  طفلا  يجرؤ على الحديث عن السرقة ، وانه سعيد بكونه خبيرا في السرقة والنهب ، لكنه يقول " في بلد مثل العراق ، حيث الكثير من الناس دون مأوى وغذاء...يصبح البطل هو من يستطيع البقاء على قيد الحياة بأي وسيلة كانت.(!!) في العراق  السرقة هي المهنة الأكثر شيوعا اليوم. الكثير يسرقون ... من الأطفال الصغار الى المسنين. وأحيانا تحدث  معارك بين عصابات اللصوص على مساحة العمل".المراهق  يمسح بكم قميصه الرث دموعا خرجت رغما عنه ويكمل "أنا يتيم ولا اعرف من هما والديّ ... لا أعرف ما إذا كانا من الأحياء أو الأموات. تم نقلي إلى دار للأيتام عندما كنت في الرابعة من عمري ومنذ ذلك الحين تلقفتني اياد مختلفة تولت رعايتي، الا انهم ليسوا من أهل الخير. (خلال فترة حكم صدام ) ، كنت اشاهد بعض ضباط الشرطة في بعض الأحيان يأتون ويمارسون الجنس مع الأولاد الأكبر سنا. والمراهق هرب من ملجأ للايتام خلال احداث 2003 مع صبية اخرين ونزل الى الشارع . يشير الى المكان ( المتنقل ) الذي يعيش فيه في احد ازقة البتاويين  "أحيانا أشعر بالوحدة. الشيء الوحيد الذي يجعلني سعيدا في نهاية اليوم هو سرقة شيئ ما يمكنني بيعه في السوق للحصول على بعض المال للاكل والشرب ... نعم إذا كنت لا تسرق لن تحصل على الطعام ... أنا اسرق اجهزة كهربائية  والكترونية من المتاجر . أنا لم أسرق من بيوت الناس".rnيسرق في مناطقالتشديد الأمني وعن آخر سرقة له يتحدث المراهق " قبل فترة سرقنا متجرا في احد الاحياء الراقية ... لم يراني احد... وعندما قلت لأصدقائي في الشارع ، فوجئوا لأن لا أحد قد فعل هذا من قبل، بسبب وجود اجراءات أمنية مشددة في تلك المنطقة ...ولم يتم اكتشافي ابدا . أنا الآن ملكهم... من الجيد أن تكون لديك شعبية".يعترف بان البراعة والخبرة في السرقة ليست هي المفتاح السحري لعدم القاء القبض عليه ، حيث يقول " أنا محظوظ لاكون قادرا على السرقة في اماكن الأمن فيها مشدد". هو والعديد من الأطفال ينامون في اماكن مختلفة ، مبانى حكومية فارغة ، او هياكل منازل مهجورة . انهم يشكلون مجاميع للحفاظ على مسروقاتهم وحياتهم ، لانه كما يقول المراهق " علينا الحفاظ على بعض الأشياء، لأن هناك مجموعات أخرى من الأطفال أحيانا يأتون لسرقتها منا .. وقد تقتل إذا لم تعط لهم ما لديك".وقبل ان يغادر يقول "قد يرى الناس انني مجرم ولكن ماذا يمكنني القيام به دون دعم الأسرة؟ السرقة هي أسهل وظيفة ، وأنا سعيد لوجودي في هذا العالم لاني قادر على دعم نفسي بدل من ان تتحكم بي العصابات وتبيعني الى دول خارج البلاد "...اخذ دراجته النارية التي اشتراها من اموال اخر سرقة  واختفى بين جموع السيارات والناس ، وعبارة" اطفال خارج العراق " ترن في الاذن .خارج الاخبار على الرغم من أن العراق لم يعد في الأخبار، والبلد لم  يعد من اكثر المناطق عنفا في العالم، بعد ان كان ما بين 200 و 500 شخص يُقتل ويجرح يوميا خلال سنوات العنف، وهدأت الى حد ما  اصوات اطلاق النار والتفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة التي كانت المتسببة في خسائر فادحة في الأرواح، الا ان العراق&nbs

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram