الماركسي المتصوف ، سليل الحضارتين ،اليساري الملتزم ،الولي ، المثقف المتمرد ،هذه التسميات  وغيرها اطلقت على الباحث العراقي الشهير هادي العلوي الذي شكلت كتبه وآراؤه صدمة للمثقفين ولقرائه لمًا فيها من إشكالية  في طرح قضايا تعتبر من المقدسات  والمحرمات  التي لايستطيع المثقف العربي طرحها او مجرد ذكرها .
فقارىء كتابات هادي العلوي يصاب بالدهشة للوهلة الاولى  عند قراءة كتبه.  تمر علينا هذه الايام الذكرى العاشرة على وفاة هذا المفكر والباحث  صاحب العقل الموسوعي.. rn قدم  هادي العلوي  البغدادي للمكتبة العراقية والعربية والعالمية ايضا  اكثر من 20 كتابا تناولت اكثرها التراث العربي والاسلامي وقضايا التصوف وقضايا المرأة  ، والعديد من المقالات التي تميزت بتحليل  ونكهة ماركسية ،فهو ضد تقديس اي شىء كما علمه  استاذه الاول ماركس فلا شيء مقدس..  كل شيء قابل للنقد والتحليل الموضوعي ، وكان نقده واضحا وصريحا لاصحاب  العقيدة الشيوعية  من السياسيين والمثقفين الذين بشروا باقتصاد السوق  وحاولوا بل مارسوا التشهير بالاقتصاد الماركسي ..حاول الراحل والحاضر دائما معنا البحث عن زعيم مقتدر  يجمع بين الشرف الشخصي والشرف الوطني  والطبقي لكي يعمل معه ، لكنه لم يعثر  على تلك الشخصية  الى ان وافاه الاجل..rnولد هادي العلوي في بغداد سنة 1932 ونشأ في (كرادة مريم) وهي كانت ضاحية ريفية من ضواحي بغداد.rnأنهى دراسته الثانوية سنة 1950 وتخرج من كلية التجارة والاقتصاد بتفوق سنة 1954،في أوائل الخمسينيات تعرف هادي العلوي على  جريدة (الأهالي) التي كان يصدرها كامل الجادرجي فصارت جريدته المفضلة.في نفس الفترة الزمنية تعرف إلى (علي الشوك)،احد أبرز المثقفين العراقيين . توطدت معه علاقة متأخرة في الزمن لكنها أضافت الكثير إلى مخزونه المعرفي.rnبدأ  العلوي نشر بحوثه بعد أن استكمل أدوات المنهج الماركسي، وكان أول بحث قد نُشر في مجلة (المثقف) سنة 1960 التي كان يصدرها العلامة الفاضل الباحث علي الشوك، وكان البحث عن أبي حيان التوحيدي وكتابه (مثالب الوزيرين).rnحاول المزاوجة بين الماركسية والتراث وهو جوهر مشروعه  فيذكر العلوي  ان التجارب الشيوعية فشلت عندنا بسبب أحاديتها المرجعية ، أذ أعتمدت حصراً على المصادر المترجمة  وأن المصادر الماركسية  وحدها لاتكفي وقد أهمل شيوعيونا  مصدر التأصل للفكر الشيوعي والنضال الشيوعي  ، وحاول العلوي أقلمة الماركسية وكان جزءا من مراميه الاخيرة أن  اقترب الى التصوف في اواخر حياته .rnترك العلوي ارثاً ونتاجاً معرفيا في مجالات التصوف والفكر العربي والاسلامي  وقضايا المرأة اهتم وأنشأ مشروع المشاعية اخريات عمره بعد ان هجر ألايديولوجيات الحزبية ، وقد اعتبره المستشرق الفرنسي جاك بيرك احد أهم عشرة  مفكرين في القرن العشرين..  كانت كراهية العلوي بكل اشكالها  كرهاً مبدئياً وليس ايديولوجيا  فهو ضد كل انماط السلطة ،كان هادي العلوي  عنيف المزاج رقيق القلب متواضع كالحقيقة  شموخا مثلها.. كتب العديد من المؤلفات تجاوزت العشرين كتابا منها: rn نظرية الحركة الجوهرية عند الشيرازي -  أراء وأصداء/ الرازي فيلسوفاً - فصول من تاريخ الإسلام السياسي rn من قاموس التراث/ المستطرف الجديد - المنتخب من اللزوميات نقد الدولة والدين والناسrn شخصيات غير قلقة في الإسلام-  المستطرف الصيني - الكتاب الاحمر -  كتاب التاو - مدارات صوفية rn ديوان الوجد - المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة  -  ديوان الهجاء-  قاموس الإنسان والمجتمعrnقاموس الدولة والاقتصاد - قاموس العلوم والصناعات.rn والعديد من المقالات والدراسات في المجلات العراقية والعربية..توفي في دمشق ودفن فيها. rnفي الذكرى الحادية عشرة لرحيل حلاج القرن العشرين ، ملحق عراقيون يحتفي بهذا المفكر الكبير الذي اغنى الثقافة الوطنية العربية