TOP

جريدة المدى > غير مصنف > ياصديق عمر طويل ورفيق كفاح وحادي القافلة في مسيرة الفكر

ياصديق عمر طويل ورفيق كفاح وحادي القافلة في مسيرة الفكر

نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 05:33 م

د.عز الدين مصطفى رسولrnهادي! يا أبا الحسنrnارثيك واناجيك، وكأني بك تسمعني، فأنا في حالة من الحالات التي طالما اشتركنا فيها ولم ابلغ فيها مقامك، انا معك في رصد مادي للجة المثالية او التصوف، انا ادري بأنك تحب ان تسمع نبرات لغتي الكردية، فقد كنت تجد فيها ترانيم العشاق والكادحين والفقراء والمناضلين في كل شبر من كردستان التي احببتها، ولكنني ادري انك تشتاق ان تسمعني بلغة المعري وجنيد وذي النون ثم الجواهري،
عيناك ياهادي.. فقدتا النور او تكادان تفقدان ولكنك لم تترك حروف كتاب، قدماك صارتا عاجزتين فكنت تقضي الساعة الوحيدة المفروضة للتمشي مع نطاسي حاذق متكئا على عكازة وعلى كتف احب الناس اليك، واكثرهم اخلاصا لك، بل اكثرهم روعة ومعرفة لك ولقيم الزوجية، على نبيهة، التي نالت شرف ان تكون رمز الاخلاص من بين بني جنسها ومفخرة ان تكون رفيقة حل وترحال وفكر وعمل هادي العلوي في تاريخ وتراث سيخلدان كنت تتكئ عليهما ولكن اناملك لم تفارق القلم السيال الذي ابدع وابدع وسيبدع الاخرون بوحية في بوحيه القلم العربي الخالد.rnكثيرون يفقدون احبتهم، هذا في الوطن وذاك في الغربة، او على خلاف في الموقع والامر، وكثيرون يتحسرون على انهم لم يشتركوا في حسرات ساعة الرحيل ولم يسعدوا بالنظرة الاخيرة على الحبيب الراحل، ولكنني هل كنت سعيدا في اني سعدت بلقائك بعد سنوات بعاد وافتراق، ثم كنت الى جانبك في اسابيع الغيبوبة وساعة الوداع، ولثمت عبير "مقام السيدة" حيث دفناك وودعناك؟ تلك هي حكايات ياهادي في مسار تلك اللجة، ولكنني اذ اعود الى كردستان، مغادرا ومفارقا لك في احسن واحب موقع غربة لي ولك، في دمشق، فاعود الى ارض الواقع وسنن التقييم الحقيقي فأقول: هادي العلوي، صديق الكرد، فقد وعيه، وغادر الحياة وعيا، اذ تأخر الجسد من المغادرة، وهو يحدث عدسة تلفاز فضائي كردي0 ليقول: انا مع الكرد، ومع حقوق الشعب الكردي في كل مكان، مع الدولة الكردية التي اتمنى رؤيتها، ومع العمال والكادحين الكرد، ومع جموع حزبكم، ولكنني امقت الفردية واكره امراء الحرب اينما كانوا.. ثم وقع، والعدسة تلتقط، وكانت هذه آخر كلمات هادي العلوي الذي تكلم كثيرا وكتب كثيرا، وظل صادقا للحقيقة التي آمن بها ونذر نفسه لها.rnبدأ عمله في التراث من (الكنز) واذ آمن ان الانسان كما قال ماركس اثمن رأسمال في العالم، فانه قصد "الكنز في الاسلام" وهز عصاب ابي ذر الغفاري بوجه المرابين وناهبي عرق الجبين وقوة العضل ونادى بكل عشاق وجامعي الرأسمال عبر القرون، وباسم ابي ذر: والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم.واذ تناول غيره الشخصيات القلقة في الاسلام، فانه وقف مع شخصيات غير قلقة ونبش التراث المكنون ليظهر انهم اثبت اقداما في قاللة الفكر والتاريخ.rnاين تجد ومضة مشعة في التراث لم يسلط عليها هادي العلوي عدسة مكبرة ونظرا ثاقبا اخترق العمق، فكانت هذه فحوى ومحتوى كتبه العديدة ومقالاته الكثيرة التي تجد فيها احضار وبعث التراث واضفاء روح المعاصرة عليه، بل وضعه في خدمة الحاضر والمستقبل وفي خدمة افكاره الثورية التي لم تكن تعرف المهادنة وفي خدمة ثوابته السياسية والفكرية التي كان يضجر منها حتى بعض الاصدقاء.rnلن يكون حديث صديق زامل وعاشر وعمل مع هادي قصيرا ومبتسرا، ولكن الفرصة المتاحة الان تضنك بالوقت والاسهاب، فشخصية هادي العلوي مفكرا وباحثا ومناضلا تسمح بالعودة اليها لامثالي في مدى ارحب، ولكنني اذ ازعم اني عرفت جوهره فلا بد لي من ان اقول:rnكان هادي منسجما مع نفسه، واذ يرى البعض فيه التأني والصبر في التجول بين اسطر كتب التراث، يزيح عنها الغبار ويخرج الذهب الابريز، ويرى عنده احكاما علمية، عادلة، حتى اذا اختلف مع الاخرين، فانه كان عنيفا في الاحكام السياسية اليومية، وكانوا يريدون منا ان ندعوه الى نبذ الحديث عن السياسة اليومية والتركيز على التراث، فان ذلك كان عسيرا او مستحيلا فلم تكن بقادر على حبس او دفن هادي بين دفات الكتب بعيدا عن الحياة ومستجداتها، واذ كان هادي الذي وضع عصا الترحال في الصين اكثر من مرة، مضطهدا مجبرا على الهجرة، فقد تمثل بقول الرسول الكريم ليطلب العلم في الصين ويوسع من افاق فكره الاممي، لا في سياسة اليوم والتآخي بين الشعوب، بل في اغوار القرون ليرى ان الحضارة البشرية واحدة، صنعها الانسان، واذ كتب على باب داره (ملتقى الحضارتين) اي الصينية والاسلامية، فقد كانت ابعاده الاممية تعود الى مبتدى ايجاد البشر، ليرى الانسان مناضلا ضد الظلم ويوحد في هذا بين "المستطرف الجديد" و "المستطرف الصيني) وبين نضال الصينيين وكافة البشر ضد الرأسمالية والاستعمار والصهيونية..rnكانت محاربة هذا الثالوث من ثوابت فكر هادي، فكان يريط بين حاضرها بجذورها، فلا يعرف في هذا العمق والسعة ما يسميه بتاكتيك السياسة وفن الممكنات، ويتمنى ان يعود للعراق يوما ليحارب هذا الثالوث، وكانت له مشاريع مشاعية قد يراها بعضهم خيالية، ولكن ثبات العلوي عليها ورؤيته واحلامه لادامة مافي دفة الكتب من فكر وعمل الانسان وخلق جنة ارضية منها في المستقبل، هو لحمة وسدى هذا الانسجام في فكره وعمله، زاهدا في الحياة، بعيدا عن ملذاتها من "مال وبنون" ليقول الحق ولو على نفسه. rnالكلمة التي القيت في تأبين العلوي في ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد
غير مصنف

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

بغداد/ المدى أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب في النظام الجديد. جاء ذلك، خلال استقبال رئيس الوزراء، لوزير الدفاع الألماني بوريس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram