طه كمر نجح تلاميذ شنيشل يوم أمس الأول في ترجمة أفكار مدربهم وما كان يطمح له إلى حقيقة على أرض الواقع بعد أن لقنوا مضيفهم الإماراتي درسا بالغا من دروس كرة القدم بعد أن كانت جميع المؤشرات والتوقعات تشير إلى رجحان كفة أصحاب الأرض على أساس أنهم يملكون أهم عوامل الفوز وهي الأرض والجمهور .
شنيشل قلب الطاولة على مضيفه وأثبت للعالم أجمع انتفاء الحاجة إلى عنصري الأرض والجمهور بعد أن تألق تلاميذه وسحبوا البساط من تحت أقدام لاعبي الإمارات وجردوهم من خطورتهم تماما في الوقت الذي كان المتابعون والمحللون يرجحون كفة منتخب الإمارات على أساس أنهم الأفضل بين فرق المجموعة الثانية بعد أن تمكن الإماراتيون من تحقيق نتيجة التعادل أمام منتخبي أوزبكستان وأستراليا ما جعل الجميع يتكهن بفوزهم على منتخبنا الاولمبي لإقرارهم أن منتخبنا مجهول الهوية من خلال تعرضه إلى خسارة في مستهل مشواره أمام منتخب أوزبكستان وظهوره بصورة لا تمت بأية صلة إلى مستويات المنتخبات العراقية لكن ما أن راجع لاعبونا أنفسهم وأعادوا النظر جيدا في مستواهم المتواضع الذي ظهروا به في مباراتهم الأولى حتى عادوا إلى جادة الصواب وتوضح ذلك جليا من خلال تقديمهم مستوى مغايراً للمستوى ذاته الذي كانوا عليه عندما واجهوا المنتخب الاسترالي وكانوا الأقرب إلى تحقيق الفوز لولا نقص الخبرة الدولية في التعامل مع الكرة خصوصا في خط الهجوم الذي يعد القوة الضاربة لكل فريق ومع هذا كان التعادل حاضرا ومن هنا تأكد الجميع من أن الخط البياني لهذا المنتخب بدأ يتصاعد من مباراة إلى أخرى وبدت ملامحه تتوضح أكثر فأكثر وتجلى لدى المتابع بصمة شنيشل السحرية على أداء لاعبينا .لا يسعني إلا أن أبارك لهذا المنتخب الذي سيكون له شأن كبير في مستقبل الكرة العراقية كما أشد على يد مدربه القدير راضي شنيشل الذي سبق وان أشرت له في أكثر من موضوع وكنت أحد المطالبين بمنحه فرصة التدريب وقيادة أحد المنتخبات الوطنية لما يمتلكه هذا المدرب من خبرة كبيرة رغم حداثته في عالم التدريب إلا أنه فرض نفسه بأسلوبه الذي ينتهجه سواء من الناحية التربوية أو الأكاديمية أو الفنية فقد عرفت شنيشل لاعبا في نادي الزوراء دمث الأخلاق قوي الشخصية متزناً إلى أبعد الحدود ونجح لاعبا في فريقي الزوراء والجوية وقاد الفريقين إلى منصات التتويج ليقود المنتخبات الوطنية على فئاتها من الشباب إلى الوطني خير قيادة وحقق خيرة النتائج معها ليلج عالم الاحتراف مع نادي قطر ليكون مثالاً للاعب العراقي في الدوري القطري ويحقق نتائج مبهرة مع هذا الفريق الذي تمسكت به إدارته حتى آخر موسم له قبل الاعتزال ليعود إلى أرض العراق مدربا قاد الجوية إلى المباراة النهائية قبل أن يقود الزوراء هو الآخر إلى المباراة النهائية في الموسم الثاني له على التوالي وأخيراً أثبت انه المدرب الأول في العراق بعد أن خطف لقب الدوري لصالح الزوراء في الموسم الماضي .هكذا تسلسل شنيشل بعمله التدريبي ليكون اليوم صاحب القدح المعلى الذي جعلنا نراهن على خبرته العالية في عالم التدريب وقراءة المباريات والخصوم، متمنين له التوفيق في عمله خدمة للعراق مناشدين القائمين على الكرة العراقية احتضانه بالشكل الذي يؤمن له العمل بحرية واسعة وتوفير كل ما يمكن توفيره له أسوة بالمدرب الأجنبي ليكون مشروعا ناجحا للتدريب مستقبلا .
بصمة الحقيقة:شنيشل يقلب الطاولة
نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 07:39 م