الناصرية / حسين العامل "ليس من حل آخر" بهذه العبارة نطقت المرأة الأربعينية وهي تنزع آخر ما تبقى من أساورها الذهبية وتعرضها للبيع لتسدد بثمنها أجور الدروس الخصوصية لوحيدها الذي أخذت درجاته تتراجع في الامتحانات الشهرية .
تقول أم علي وهي لم تخفِ تذمرها مما شهدته العملية التربوية من تدهور كبير خلال السنوات الماضية :ليس أمامنا من حل آخر فمستقبل الولد سيضيع إن لم نسعفه بالدروس الخصوصية وأضافت: فقد أخذت درجاته تتراجع في معظم الدروس العلمية التي جرى تغيير مناهجها هذه السنة والسنوات الماضية مشيرة إلى إخفاق بعض المدرسين في إيصال مضمون المادة العلمية الجديدة لأذهان الطلبة ولا سيّما طلبة الصفوف المنتهية. ويعاني معظم الطلبة ولا سيما طلبة الصفوف المنتهية من ارتفاع أجور الدروس الخصوصية التي يتقاضاها مدرسوهم خارج الدوام الرسمي حيث بلغت أجور بعض المدرسين بضعة ملايين للدرس الواحد وهو الأمر الذي يعجز اغلب الطلبة عن الإيفاء بالتزاماته ولا سيما، إن الأمر يتعلق بمعظم الدروس وخاصة العلمية منها. وكان العشرات من طلبة المدارس الإعدادية في مدينة الناصرية قد تظاهروا مطلع الشهر الماضي أمام مبنى مديرية تربية ذي قار ، مطالبين بتحسين واقع التعليم في مدارس المحافظة ومنح المكملين منهم فرصة لأداء الامتحانات في دور ثالث . ورفع المتظاهرون شعارات تطالب ببناء مدارس حضارية بدلا من المدارس الطينية وتطوير قدرات المدرسين والحد من ظاهرة الدروس الخصوصية. ويرد المختصون في شؤون التعليم أسباب تراجع المستوى العلمي بين صفوف طلبة المدارس إلى جملة من الأسباب من بينها ضعف القدرات العلمية لدى الكثير من المدرسين واكتظاظ الفصول الدراسية بالطلبة حيث يتجاوز عدد طلبة الصف الواحد حاجز الخمسين طالبا في بعض الأحيان فيما يشير البعض الآخر إلى تلكؤ الأسر وأولياء الأمور في متابعة المستوى العلمي لأبنائهم وحثهم على القراءة وأداء الواجبات المنزلية منوهين إلى أهمية المتابعة المنزلية والتعاون بين إدارات المدارس والأسرة في الارتقاء بواقع العملية التربوية .ويعزو الطالب علي حسين أسباب ارتفاع معدلات الرسوب بين الطلبة إلى انشغال معظم المدرسين بالدروس الخصوصية وإلقاء المحاضرات في المدارس الأهلية الأمر الذي انعكس سلبا على حد قوله على المستوى العلمي لطلبة المدارس ولا سيما طلبة الصفوف المنتهية مشيرا إلى رسوب أكثر من نصف الطلبة المكملين الذي أدوا امتحانات الدور الثاني في المدارس الإعدادية للسنة الدراسية الماضية. ويشير بعض أولياء الأمور في هذا الصدد إلى وجود حالات من عدم الإخلاص للعملية التربوية من قبل بعض المدرسين رغم تحسن وضعهم المادي مؤكدين على أهمية تفعيل دور الإشراف التربوي في متابعة المدرسين وتقييم أدائهم العلمي وملاحظة مدى مطابقته للمعايير العلمية الحديثة في طرائق التدريس . كما شددوا على أهمية تطوير القدرات العلمية للمدرسين والمعلمين لتواكب بذلك آخر التطورات في المناهج التدريسية التي اعتمدتها وزارة التربية مؤخرا . كما أكدوا على أهمية إطلاق فضائية تعليمية فاعلة لتكون رافداً تعليميا إضافيا يعين الطلبة على استيعاب الدروس بصورة أفضل . كما دعا أولياء أمور الطلبة وفي مقترح من شانه أن يحد من ارتفاع أجور الدروس الخصوصية إلى فتح دورات تعليمية شبه مجانية للطلبة وفي جميع الاختصاصات وذلك ضمن برنامج علمي تتبناه مديرية التربية وإدارة المدارس.
أولياء الأمور: لا نجاح فـي مدارس الناصريّة من دون الدروس الخصوصيّة

نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 08:03 م