 بغداد / وائل نعمة تركتنا سيارة "الكيا" بالقرب من ساحة الطيران ، وكعادتها لا تدخل في "الـكراج " المخصص لوقوف الباصات ، فهذا أمر مستحيل الحدوث، لاسيما في الباب الشرقي ، أكثر الأماكن فوضوية في بغداد، تفكر مئة مرة قبل أن تجتاز الشارع ،تحاصرك آليات الأمانة التي قررت قلع الأرصفة،
والشفلات لا تأبه بالمارّة، ويصر  أصحاب البسطيات على البقاء بين مكائن صب الرصيف وبين  النفايات وبقايا الطماطة التالفة وأوراق الخس المبعثرة التي تركها بائعو الخضراوات، منظر يوحي لك بأن المكان قد تعرض  لزلزال قبل ثوان بمقدار 8 أطنان من الأنقاض والأوساخ على مقياس ريختر!الأمور تتشابك هناك ، فقد قررت أمانة بغداد قبل أيام رفع الحواجز الكونكريتية ، في خطوة إيجابية لفك الحصار عن أسواق العاصمة ، بعدما اختنقت بالبلاطات الخراسانية لأكثر من أربع سنوات، حينما قررت عمليات بغداد مع بداية تطبيق خطة فرض القانون في منتصف عام 2007  بتطويق شوارع بغداد ،خوفا من استهداف المدنيين في الأسواق بالسيارات المفخخة ، ومحاولة للسيطرة على مداخل ومخارج الأحياء السكنية.الخراسانات شلت الحياة وأحدثت زحامات، وفقدت أسواق شعبية وتراثية في بغداد خصوصيتها، وكان الباب الشرقي أكثرها تضررا، على الرغم من أن البعض يرى في وجود الجدران الكونكريتية إيجابيات تتمثل بحماية المارة من الحوادث الأمنية، لكنها بالمقابل أخفت ورائها بسطيات ـ خاصة في الباب الشرقي ـ تتاجر بمواد محظورة، وغطت الأزبال ومياه المجاري الطافحة الشوارعوتزداد الصورة اشتباكا بعدما تحولت الأرصفة في تلك المنطقة إلى "جنابر " متنقلة، تحاصر المشاة، حتى نفذت الأمانة حملة واسعة  لإزالة  التجاوزات  على الأرصفة، وتضمنت رفع البسطيات  والتجاوز على الرصيف  وتمت بالتعاون مع الأجهزة الأمنية  ومفارز أمانة بغداد".وترى الأمانة أن التجاوز على الرصيف  ظاهرة غير حضارية ويتنافى  والأخلاق السوية. مشددا على أنها ستقوم بمحاسبة  كل من يخالف القانون بالتجاوز على الأرصفة بعد رفعها في هذه  المنطقة.إلى ذلك تظاهرت مجموعة كبيرة من أصحاب البسطيات والمحال غير النظامية في ساحة التحرير يوم أمس مطالبين الجهات الرسمية بإلغاء قرار رفع الأكشاك من الساحات العامة والأرصفة.وخاصة في منطقة الباب الشرقي.ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى إلغاء قرار رفع البسطيات من منطقة الباب الشرقي وإرجاعهم إلى عملهم لأنهم أصحاب عوائل ومن الصعوبة الحصول على فرصة عمل في الظرف الراهن،وتم تفريق التظاهرة من قبل القوات الأمنية لعدم حصول المتظاهرين على رخصة للتظاهر.إنها ليست المرة الأولى التي يتظاهر فيها أصحاب "الجنابر" ، فقد خرج العاملون في السوق العربي ،في وقت سابق ، بمظاهرات تندد بقرار يقضي بإبعادهم عن السوق، حيث أشار العاملون إلى أن الجهات المحلية أعطتهم إشعاراً بضرورة رفع أغراضهم خلال ثلاثة أيام، وأكدوا بأنهم أكثر من 1800 عائلة داخل قيصرية السوق العربي ، ومضى على وجودهم أكثر من ربع قرن، مطالبين  بوضع آلية تنظيمية للسوق ووضع آلية جباية من قبل أصحاب البسطيات لضمان حق الدولة. ودائما ما يطالب أصحاب البسطيات بإيجاد بديل لهم، حتى يتمكنوا من مغادرة السوق، حيث يشير أبو حيدر ( 50 ) عاما ، أن أصحاب "البسطيات " ليس لديهم اعتراض على ترك المكان ، في حالة إيجاد مكان بديل ، حتى وان أعطي لكل شخص متر واحد.ويؤكد سجاد علي ( 37 ) عاما وهو يفترش الرصيف ببعض الأقراص الليزرية ، بأنه لم  يستطع أن يجد وظيفة حكومية ، وحاول الحصول على وظيفة بكل الطرق فلم يترك دائرة أو وزارة إلا وقدم أوراقه فيها ولكن من دون جدوى ، لذلك التجأ إلى العمل في الباب الشرقي ، و،إن طرده من السوق يعني العودة إلى الشارع مرة أخرى.أمانة بغداد تشدد  وعلى لسان الناطق باسمها حكيم عبد الزهرة على أنها ترفض وجود أية تجمعات وأسواق غير نظامية ، لكنهم في الوقت نفسه  يراعون ظروف بعض الأشخاص، وأنهم يسعون إلى إنشاء أسواق جديدة بدل العشوائية .ويرى عبد الزهرة بان التجاوزات تعيق سير المواطنين وتشوه المنظر وتعرقل الحركة وتحول المناطق إلى عشوائية وجهود أمانة بغداد تذهب سدى مادامت هذه التجمعات والتجاوزات موجودة.الجدير بالذكر أن منطقة الباب الشرقي قد شهدت يوم السبت الماضي انفجار ثلاث عبوات ناسفة في سوق البالات مما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين .