TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: البعث.. المال مقابل المرتزقة

كتابة على الحيطان: البعث.. المال مقابل المرتزقة

نشر في: 28 نوفمبر, 2011: 09:08 م

 عامر القيسيفي عز سيطرة البعث على السلطة في العراق أواسط السبعينات وترافق هذه السيطرة مع الانفجار النفطي الذي  عم المنطقة والعراق طبعا ، تصور البعث ، حتى قبل قيادة صدام له ان بامكانه ان يغير المنطقة بملايين الدولارات التي اصبحت تحت سيطرته ،
 واختار البعث كعادته اقصر الطرق وأخسها ، فراح يشتري ويجند المرتزقة في لبنان في فترة الحرب الاهلية لمحاربة الجيش السوري والحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية لحساب أعدائه مع النظام السوري .. ثم حوّل اتجاه بوصلته في فترة الحرب العراقية الايرانية لشراء العرب بالجملة وتجنيد المرتزقة منهم في الجيش العراقي ، وفي فترة احتلاله الكويت وجد فيها من المرتزقة من العرب وغير العرب ما جعله يشعر بان بامكانه محاربة اميركا بتلك الشراذم الباحثة عن المال فقط ، ثم في فترة الحصار انتقل من شراء مرتزقة القتل والسلاح الى شراء مرتزقة " الفكر والاعلام " وحصل على الكثير من العروض في وقتها في العواصم العربية المختلفة ،وازداد ولعه بشراء المرتزقة وتجنيدهم فتحول من الافراد الى الدول التي يسيل لعابها لمنظر الدولار الاميركي ،الذي كان صدام يحصل على المليارات منه من تهريب النفط ، لكسب مواقف تلك الدول في المحافل الدولية. التحوّل الستراتيجي الذي حصل بعد سقوط النظام هو ان البعث اصبح بائعا للمرتزقة ومسوقا لهم لصالح جهات اخرى مقابل ملايين الدولارات ، وهو ما فعله مع تنظيم القاعدة الارهابي عندما سوّق لهم الكثير من القتلة بسبب معرفته العميقة بهذا "الكار" ، ثم انتقل لتسويق قتلته الى الانظمة المشابهة لنظامه في العراق سابقا . فقد نقلت صحيفة هوال الكردية عن مصدر ، قالت انه يعمل في تنظيم حزب البعث جناح عزّة الدوري قوله ، ان العقيد القذافي كان قد تبرع بمبلغ 50 مليون دولار الى التنظيم ليتم توزيعها على الذين تم تسجيلهم في قوائم المرتزقة للقتال الى جانب كتائب القذافي الفاشية وضد الثوار، وتؤكد الصحيفة ان المبلغ تم استلامه من قبل شخصين من المتنفذين في الجناح هما مشعان الجبوري وخضير المرشدي، وانه لم يتم توزيعه على احد وان اغلب اسماء المتطوعين التي سلمت الى السلطات الليبية كانت اسماء وهمية، واضاف المصدر للصحيفة، ان القوائم التي سلمها محمود جبريل ، رئيس المكتب التنفيذي الليبي الذي زار العراق ،الى الحكومة العراقية في بغداد هي القوائم التي ارسلها المتنفذون في الجناح الى السلطات الليبية آنذاك على انهم متطوعون، وعثر عليها ثوار ليبيا في مقر المخابرات الليبية الذي تم الاستيلاء عليه وعلى ما بداخله من وثائق.هذا هو "النضال" الذي يقوده المجرم عزّة الدوري ومشعان الجبوري من اجل "تحرير" العراق من الاميركان ، فكما كان تحرير القدس يمر عبر طهران فان "تحرير " بغداد يمر عبر طرابلس . البعث الذي تحوّل الى مكتب سمسرة لتسويق المرتزقة للانظمة الاستبدادية ، ليس بعيدا ان يكون صاحب براءة اختراع لاسماء مختلفة للمرتزقة مثل البلاطجة والبلطجية والشبيحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram