اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > صدر عن المدى: البساط الذهبي..الحملة البريطانيّة على العراق وسوريا – 1941

صدر عن المدى: البساط الذهبي..الحملة البريطانيّة على العراق وسوريا – 1941

نشر في: 29 نوفمبر, 2011: 06:35 م

مراجعة: فريدة الأنصاريفي الثاني من نيسان 1941 قام الجيش العراقي بإمرة رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعة بالسيطرة على النقاط الإستراتيجية في بغداد، وإسقاط حكومة طه الهاشمي، وعندما وصل الأمر إلى الوصي على العرش الأمير عبد الإله استطاع بمساعدة البريطانيين الهرب إلى المفوضية الأميركية ومن ثم إلى الحبّانية،
وبطائرة خاصة طار الى البصرة للالتحاق بعلي جودت وجميل المدفعي، ومن البصرة طار الثلاثة معاً إلى عمان ليلتقوا بنوري السعيد، ومن عمان رحل الجميع الى فلسطين، وفي فلسطين وبالتحديد في ناثانيا وبالتنسيق مع القوات البريطانية وضعت الخطة العسكرية للقضاء على حركة الكيلاني وإعادة الوصي على العرش. فتقرر زيادة عدد القوات البريطانية في البصرة وتحرك قوات بريطانية أخرى من ناثانيا الى الحبّانية وصولاً الى بغداد. ومن بغداد تتحرك هذه القوات الى تدْمر لمواجهة القوات الفرنسية الموالية لدول المحور.ولأهمية هذه التحركات العسكرية وما صاحبها من أحداث مهمة قام أحد قادة الجيش البريطاني المصاحب لهذه الحملة بتدوين أحداثها يوماً بيوم بكتاب أسماه ((The Golden Carpet)) ، ولأهمية الكتاب باعتباره وثيقة تاريخية وجغرافية عن تلك الفترة، قامت السيدة ابتسام عبد الله بترجمة الكتاب بالعنوان ذاته ((البساط الذهبي)) وتولت دار المدى طبع الكتاب.يقع الكتاب في 247 صفحة، مضافاً إليه صفحات أخرى تضم عدداً من الصور الوثائقية المهمة.يتضمن الكتاب مقدمة للمترجمة تمهد فيها باختصار الحالة السياسية التي مرّ بها العراق عقب مقتل الملك غازي، تعقبها مقدمة للمؤلف يشرح فيها أسباب تأليف الكتاب، ويذكر بأنه بعد أن عاد إلى لندن قدم تقريره إلى مجلس العموم البريطاني، وقرر وبلا شعور استعادة الانطباعات الأشد إشراقاً في رحلته عبر الصحراء، وعبر مياه دجلة العريضة، وعبر قباب ومنائر مدينة بغداد التي يشير إليها بالمدينة الخرافية المرتبطة بذكرى هارون الرشيد. ويؤكد في هذه المقدمة أنه دونها وقدمها بشكل دقيق منسجمة مع اليوميات الرسمية للجيش البريطاني (( لواء كينغ كول )) وبموافقة رئيس الوزراء ((تشرشل)) وتلبية لرغبات الجمهور وطلب دار تشركوكيرل قام بطبع الكتاب.بعد المقدمة يدون المؤلف يومياته عن تحركات لواء كينغستون الخليط من أفراد الحرس الخاص والحرس الملكي ودوريات الصحراء التي يقودها الجنرال غلوب باشا والمعروفة ((بالفيلق العربي)) مدعمة بعدة سيارات مصفحة تابعة للقوة الجوية البريطانية. فتحت عنوان كينغ كول - وصف لتقدم السرب البريطاني المنتصر من البحر الأبيض المتوسط إلى بغداد 1941 -  يتابع المؤلف تحركات لواء كينغ كول من ناثانيا على ساحل فلسطين إلى بغداد مجتازاً الصحراء. وبدقة متناهية يصف لنا المؤلف الصعوبات التي لقيها الجيش في مسيره من قلة الماء وانعدام ماء الاستحمام، ورائحة الجنود النتنة وقلة الطعام، وتعرضهم لقصف طائرات دول المحور في منطقة أبي تنين بين هيت والرمادي، وكيف استطاعوا بعد تحركهم من الحبانية باتجاه بغداد توقيع الهدنة مع الجيش العراقي عبر المفاوض الداغستاني، وفرار رشيد عالي الكيلاني والانقضاض على حركته.وبموجب تلك المعاهدة والتي نجد بنودها في ص120 من الكتاب دخلت القوات البريطانية بغداد وأعيد الوصي عبد الإله إلى قصر الزهور، وأعيدت السيطرة على الوضع العام في بغداد بعد أن نهبت وسلبت الكثير من البيوت والمحال وعم الهرج والمرج بغداد. وهذا ما يدوّنه في ((الهلال الفضي)).في ((الهلال الفضي)) يصف المؤلف دخول الجيش البريطاني الى بغداد ودخولهم السفارة البريطانية، وتحرير المحتجزين، وتعرض معظم البيوت إلى السرقة، وقبول الجيش العراقي الهدنة على مضض، وسعي القوات البريطانية الى ملاحقة الجواسيس الألمان، كما يقدم وصفاً دقيقاً لبغداد القديمة والأسواق الشعبية لمدينة الكاظمية، والقصر الملكي الصيفي القريب من مطار الملك غازي.ولمتابعة الأحداث يركز المؤلف على اجتماعات القادة البريطانيين في السفارة البريطانية وعلى رأسهم غلوب باشا والسفير البريطاني في بغداد للاحتفال بنصرهم وتحرير الرهائن ووضع الخطط العسكرية لطرد الفرنسيين الموالين لدول المحور من بلاد الشام ((إذ بعد سقوط باريس بيد الألمان شكلت حكومة فرنسية تحت أمرة الألمان وبزعامة بيير لافال وعرفت بحكومة فيشي نسبة الى مدينة فيشي التي اختيرت عاصمة لهم، وأصبحت سوريا ولبنان تحت نفوذ هذه الحكومة)).ويبدو أن القدر كان بالمرصاد للواء كينغ كول، فبعد أن تحرك من بغداد باتجاه الحبانية – الرطبة - تدمر، واجه لواء كينغ كول مقاومة عنيفة من البدو والفرنسيين وفي سياق هذه الأحداث بين المؤلف كيف كانت الجبهة السورية عند وصولهم وتعرضهم الى قصف طائرات المحور ووقوعه جريحاً اثر إصابته في رجله بقذيفة أطلقت على رتله من تلك الطائرات كما يتطرق الى تأخر وصول المساعدات الطبية والإمدادات البريطانية، ما أتاح لقوات فيشي الفرصة، لتحطيم اللواء وقيادته.ويتابع المؤلف سرد معاناة اللواء، وتأخر وصول المسعفين ، ما اضطره لتضميد جراحه بنفسه لوقف النزيف لحين تم نقله الى صرفند ومن ثم إلى ناثانيا التي كانت نقطة الانطلاق ولكن هذه المرة نقطة العودة. العودة الى بريطانيا مثقلاً بجراحه مدوناً تلك اللحظات بقصيدة يقول في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram