□ بغداد/ احمد عبد ربهطالب عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال السياحة الحكومة  بضرورة تفعيل القطاع السياحي عموماً والسياحة الدينية على وجه الخصوص .وأكدوا في أحاديث لـ ( المدى الاقتصادي ) ان السياحة الدينية تعد احد الموارد الاقتصادية المهمة في البلد. ويزخر العراق بالكثير من المواقع الدينية  كالعتبات والمزارات المقدسة في بغداد والنجف الاشرف وكربلاء وسامراء ويؤمها ملايين السياح سنوياً في مناسبات دينية عدة .
وقال الخبير السياحي صبحي البدري لـ (المدى الاقتصادي ) : ان السياحة الدينية تعتبر احد الروافد المهمة القادرة على تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني . وأضاف البدري : أن إدارة قطاع السياحة الدينية في العراق حالياًَ تشكلت  وفق مصالح فئوية وطائفية وذلك ما يسمى (بالوقفين السني والشيعي  ) مشيراً الى أنها تعتبر من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الطبقة السياسية .وتابع البدري :  ان المردودات المالية من هذا القطاع  تعادل موازنات دول مجاورة  مؤكداً ان غياب الرقابة المالية انعكس سلبياً على المرافق السياحية. ودعا الى تشكيل لجان متخصصة من قبل وزارة المالية تدخل في حساباتها حجم الإيرادات المتأتية من هذه المراقد المقدسة ومن ثم تعلن موازنتها سنوياً عن طريق موازنة خاصة. من جانبه شدد الخبير الاقتصادي عباس ابو التمن لـ(المدى الاقتصادي ) على ضرورة إشراك القطاع الخاص في تنمية السياحة الدينية ودعمها من خلال إنشاء  مصارف خاصة تقوم بتمويل هذا القطاع عن طريق القروض التي تمنح له، مشيراً الى ان القطاع العام لا يمكن ان يزدهر دون مشاركة القطاع الخاص .وقال ابو التمن : ان قطاع السياحة الدينية يعتبر من اهم القطاعات الاقتصادية القادرة على رفع  قيمة الواردات وانعاش المدن والقضاء على آفة البطالة المستشرية في  البلد. ودعا ابو التمن الحكومة الى تنسيق الجهود بين السائح والمتخصصين بهذا المجال من شركات السفر وغيرها بالاضافة الى المراقبة الفعلية لهذه العملية المستمرة.مشيراً الى ضرورة  انشاء اكاديميات ومعاهد قادرة على تخريج افراد اكفاء يمتلكون مهارات وثقافات في مجال السياحة الدينية تؤهلهم بأن يديروا هذا القطاع الحيوي.   الى ذلك قال الناطق الرسمي باسم وزارة السياحة والآثار عبد الزهرة الطالقاني لـ(المدى الاقتصادي ) :ان قانون وزارة السياحة والآثار لم يقر حتى الان، مبيناً ان الوزارة في الوقت الحالي لم تحصل على التخصيصات المالية الكفيلة بالنهوض  بواقع البنى التحتية لهذا القطاع المهم .واضاف الطالقاني : ان خطط الوزارة المستقبلية تعتمد على اشراك القطاع الخاص كونه يمثل العصب الحيوي لهذا المرفق ،مشيراً الى وجود رقابة فعالة تشرف على عمل الجهات المعنية.   ودعا المستثمرين الى التوجه الى العراق كونه فرصة استثمارية كبيرة لافتاً الى ان قطاع السياحة الدينية اصبح  مربحاً .من جانبهم يرى  متخصصون في مجال السياحة: ان الامكانات المتوفرة في العراق تجعله قادراً على الاعتماد  على السياحة كمصدر رئيسي في حالة نضوب نفطه او غازه ، لافتاً الى ان ذلك يجعل الاقتصاد الوطني اقتصاداً متعدد المصادر .وانتقد المتخصصون الحكومات المتعاقبة على عدم اهتمامها الجدي بالسياحة عموماً والسياحة الدينية خصوصاً اذ يفتقر البلد الى أبسط البنى التحتية لقطاع السياحة او تهالك ما موجود منها بسبب الإهمال وعدم وجود استثمارات حقيقية فيها.