TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة : دورينا في ملعب الحكومة

مصارحة حرة : دورينا في ملعب الحكومة

نشر في: 29 نوفمبر, 2011: 07:10 م

 إياد الصالحيلم يكن تعاطف رئيس الوزراء نوري المالكي مع نتائج المنتخبات الوطنية وهي تسجل انتصارات لامعة في التصفيات المؤدية الى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 ونهائيات أولمبياد لندن 2012 محض اهتمام خاطف أبداً ، بل دلالة أكيدة على أهمية الانجاز الرياضي اليوم على صعيد الشارع العراقي الذي يعجّ بالاحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما تعكسه من قلق مشروع على مستقبل البلد وطموحات ابنائه في رؤيته معافى ، ناشدين الخلاص من همومهم وصراعهم اليومي من اجل حياة كريمة وسعيدة .
ولهذا يطمع جميع المعنيين في الشأن الرياضي ان يكون اهتمام الحكومة متواصلاً مع جميع الالعاب الرياضية التي تترجم نجاحاتها التصاق الجمهور الواعي بفرقها ولاعبيها وهم يؤدون واحداً من اهم الانشطة الرياضية المحفزة لنفوس الشعب تدفعه لمواصلة التحدي وسط ظروفنا المعروفة ، ولعل دوري الكرة الممتاز يقف في طليعة المساهمين في تناغم الجمهور مع ايجابياته وسلبياته ، بل واشاعة الأمان من خلال استقبال الملاعب آلاف المشجعين اسبوعياً بمختلف ثقافاتهم يبادلون انديتهم الوفاء الحقيقي في نموذج مصغر لعشق العراق بمسؤولية كبيرة خوفاً من تمزق طوائفه الموحدة بأجمل صورها فوق المدرجات.نموذج كهذا حريّ بالحكومة ان تمنحه اهتماماً استثنائياً من خلال دعم الاندية واتحاد الكرة بميزانية استثنائية تزيل عن الاخير مظاهر التشكي والتململ لدرجة إقدامه على فضح عوزه عبر وسائل الإعلام من خلال تسريب خبر اقتراضه مبلغاً من لاعبي المنتخب الوطني يونس محمود ونشأت اكرم لتمشية متطلبات اقامة الدوري ودفع استحقاقات الحكام ! وهو أمر غير مقبول بتاتاً يقرّب الاتحاد من شفا التسوّل المرفوض الذي تكرر في مجلس الادارة السابق ايضا بواسطة تلقيه مساعدات طارئة من اتحادات شقيقة وصديقة وحتى مبادرات تكريمية ضمن هذا المفهوم كما حصل عقب فوز منتخبنا الوطني بكأس أمم آسيا 2007 ونزول طائرة الوفد في دبي وليس ببغداد .ان دوري الكرة اليوم اصبح هدفاً غير مباشر لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الذي يراقبه من بعيد ويبني تصوراته المقبلة إزاء إمكانية رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية من عدمه ، وهو ما يفترض ان تنتبه اليه الحكومة وجميع المؤسسات المعنية برفع الظلم عن الكرة العراقية ، من خلال بسط مظاهر الأمان بين الملاعب وزيادة ميزانية الاندية التي تمكنها من انجاح مباريات الدوري وترفع عن كاهلها ضغوطات مادية صعبة تعيق طموحاتها في توفر ابسط مقومات إدامة ملاعبها ومدرجاتها وبناها التحتية الهزيلة في الاصل بفعل تقادم الزمن وإهمال الادارات السابقة وضعف المراقبة الدورية حولها إداريا وفنياً ، وعدم قدرتها على مجاراة الاندية العربية التي حدّثت منشآتها بما تتواءم مع مقومات الاحتراف العالمي واقتحمت دوائر الاستثمار التي اغدقت عليها ملايين الدولارات من دون ان يمد مسؤولوها ايديهم الى حكومات بلدانهم لترقيع احوالهم كحال انديتنا البائسة .كما ان وزارة الشباب والرياضة ليست بعيدة عن المسؤولية فهي مطالبة بالقول الفصل في قضية المنح المخجلة – كما وصفها احد مسؤولي الاندية – ويجب عليها ان تطرح نفسها كجهة داعمة فعلا بحكم احتضانها الاندية ادارياً ، فما يتطرق اليه المتشكون من ضعف ميزانيات الاندية يرمون بالكرة الى ساحة الوزارة ، بل وجاهروا بتأجيل تنفيذ موقفهم الخاص من الحاضنة تلك برغبتهم في تحويل عائدية الاندية الى اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية عبر حملة واسعة تدفع الحكومة للاسراع بإقرار دراسة يتبناها خبراء  متخصصون يبحثون اصول القانون الساري منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي الذي حمّل الوزارة اعباءً كبيرة في الوقت الذي حمّلها ايضا سخطاً اكبر بعد تعرض الاندية الى (وباء) الافلاس الذي قتل ألعاباً حية وقوّض فاعليتها لتدفع منتخباتنا الثمن كما نرى بعد تراجع ألعاب مهمة كنا نباهي الزمن بتأريخها بين الآسيويين قبل العرب وستكون الدورة الرياضية العربية التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة شاهداً على الفارق الكبير بينها وبين شقيقاتها في مضامير وملاعب وقاعات المنافسة المثيرة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram