TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :المعلم والجامعة وكرة الثلج

في الحدث :المعلم والجامعة وكرة الثلج

نشر في: 29 نوفمبر, 2011: 09:27 م

 حازم مبيضين يعرف جيداً وزير الخارجية السوري وليد المعلم, أن مجلس الوزراء العرب لن يتراجع عن قراراته التي اتخذها, وقضت بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري، ويعرف أنه يتلاعب بالألفاظ بطلبه أن يعيد العرب النظر في قراراتهم, ويعلنوا التزامهم بنص وروح خطة العمل العربي، وليس مفهوماً على أي فهم دبلوماسي يستند المعلم وهو يتهم الجامعة بأنها أغلقت كل النوافذ,
وحين يعتبر أن البروتوكول الذي ينظم بعثة مراقبي الجامعة يتضمن مساساً بالسيادة الوطنية, ويتهم الدول العربية برفض الاعتراف بوجود جماعات مسلحة إرهابية, تعيث فساداً وتقتيلاً في بلاده, وحين يعتبر اشتراط الجامعة موافقة دمشق على بروتوكول عمل المراقبين, لإعادة النظر في العقوبات بأنه أمر غير واقعي.إلا إن كان سفراء سوريا لا يقومون بعملهم على الوجه الأكمل, فاننا نفترض أن رئيس الدبلوماسية السورية يعلم أن منظمة العفو الدولية, وهي بالتأكيد ليست من مؤسسات الجامعة العربية, طلبت من مجلس الأمن الدولي التحرك بسرعة وبحسم بهدف وقف القمع, وإحالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية, للتأكد من أن الذين يرتكبون انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان سيمثلون أمام القضاء, مثلما نفترض أن عليه إدراك أن الموقف الروسي تجاه الأزمة ليس ثابتاً, وأن فلاديمير بوتين العائد إلى الكرملين رئيساً, يعتبر أنه لا يمكن لموسكو تبني مواقف تتعارض مع رؤية الإجماع العربي، ويعني ذلك بأن مواقف روسيا بدأت بالفعل تتغير، بعد تجاهل دمشق لدعواتها للتعاون مع الجامعة العربية والمجتمع الدولي، وقد خطت خطوة عملية في هذا الاتجاه, حين بادرت لطلب إعادة مناقشة ملف الأزمة السورية في مجلس الأمن، بعد رفض دمشق توقيع بروتوكول الجامعة الخاص بإرسال مراقبين إليها.   يعتبر الوزير السوري أن موقف الجانب العربي أصبح واضحاً, ومرفوضاً أيضاً, لأنه يريد حواراً في القاهرة وحكومة وحدة وطنية ومرحلة انتقالية، ويقترح بدلاً منه حواراً يشترك فيه الجميع, قد يؤدي إلى اتفاق على حكومة وحدة وطنية, ويكشف أن بلاده كانت تتوقع العقوبات الاقتصادية التي اعتبرها إعلان حرب اقتصادية, وقد استبقتها بسحب 95% من الودائع السورية في الدول العربية, وهو يسعى للتهوين من نتائج ما اعتبره حرباً, بالقول إن بلاده تعتمد في ستين بالمئة على الانتاج الزراعي, بمعنى أن لا خوف إطلاقاً على الشعب من جوع أو برد, لان السوريين ينتجون ويلبسون ويأكلون من انتاجهم, وقد يتأثرون بنقص أو فقدان بعض الكماليات, والمؤكد أن الجماهير التي تناضل من أجل لقمة الخبز, لن تتأثر بفقدان تلك الكماليات.لم يتأخر الرد العربي على المعلم, فقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية عن الاستعداد لإدخال تعديلات طفيفة على بروتوكول بعثة المراقبين, من قبيل الموافقة على الاقتراح السوري بتغيير عنوان البرتوكول, والتأكيد على مسألة التنسيق بين المراقبين والجانب السوري لتمكين البعثة من أداء التفويض الممنوح لها، لكن ذلك لا يعني رضوخ الجامعة لطلبات المعلم ما دام هدفها توفير الدعم لجهودها في تسوية الوضع المتأزم, و تجنيب سوريا مخاطر التدخل الاجنبي وتبعاته على الشعب السوري والمنطقة برمتها, وبين الأخذ والرد بين معلم الدبلوماسية السورية والجامعة العربية فان مأساة الشعب السوري تستمر, وكرة الثلج تكبر كل لحظة ولا ندري متى تغطي سماء دمشق, ولعل المعلم لم يأخذ بعد علماً بها. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram