TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إهدار الوقت والجهد

إهدار الوقت والجهد

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 06:33 م

حسين عبد الرازق لا يستطيع أحد إنكار الدور الذي لعبته القنوات العربية والمحلية «الفضائية» في إتاحة المعلومات وطرح وجهات النظر المختلفة أمام الرأي العام، وإقامة تواصل بين الأحزاب والقوى السياسية والمفكرين والكتاب وأصحاب الآراء والمواقف والملايين الذين يتابعون هذه القنوات والبرامج الحوارية التي تذيعها على الهواء مباشرة، رغم بعض الانحيازات في هذه القناة أو تلك.
وهذا الدور المهم تنتقص منه بعض الظواهر عانيت أحدها في الأسبوع الماضي. ففي يوم الأربعاء الماضي تلقيت مكالمة تليفونية من أحد المعدين لبرنامج الحياة اليوم الذي يقدمه على قناة «الحياة» لبنى وشريف، وهو واحد من أنجح البرامج ومقدماه قريبان للنفس ويتمتعان بحب المشاهدين وضيوف البرنامج. وحددا الساعة التاسعة مساء موعدا للظهور المباشر على الهواء، وبالتالي فستمر سيارة القناة عليّ في الثامنة مساء. وحضرت السيارة في الموعد تماما ووصلت للقناة في التاسعة إلا 20 دقيقة. ومرت الساعة التاسعة ثم الساعة العاشرة ولم تبدأ الفقرة التي دعيت للحديث فيها إلا في الحادية عشرة و10 دقائق بعد أن بلغ بي الضيق منتهاه واحتججت أكثر من مرة وطالبت بتجهيز سيارة لتعيدني للمنزل. وفي كل مرة يؤكد المسؤولون أنه لم يبق إلا دقائق لتبدأ الفقرة المشارك فيها. ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحدث معي هذا التأخير غير المبرر أو المقبول في قناة الحياة!!وفي اليوم التالي (الخميس) كنت مدعواً للمشاركة في برنامج نادي العاصمة الذي يذاع على الفضائية المصرية في الساعة الحادية عشرة مساء، وسألني المعد إذا كان هناك لدي أي اعتراض على أن اظهر ومعي حازم صلاح أبو إسماعيل في الفقرة نفسها أم أفضل أن يظهر كل منا على انفراد، وأكدت له ترحيبي بأن نشارك معا أو مع أي شخص آخر، فأكد عليّ بالتواجد في الساعة العاشرة والنصف مساء، حيث أن ظهوري وحازم صلاح أبو إسماعيل سيكون في بداية الحلقة، أي دقائق بعد الحادية عشرة مساء. وكعادتي تواجدت في العاشرة والنصف مساء وحضر بعد قليل «حازم أبو إسماعيل» وجلسنا ومقدم الحلقة (أسامة كمال) نتجاذب أطراف الحديث. وبدأ المقدم برنامجه في الحادية عشرة ببعض أخبار ميدان التحرير واستدعى «حازم أبو إسماعيل» للأستوديو في الحادية عشرة و10 دقائق وانتظرت أن أطلب للأستوديو للمشاركة، إلا أن الأمر تأخر حتى الحادية عشرة و50 دقيقة. ودخلت إلى الأستوديو وجلست بعيدا عن الكاميرات في انتظار استدعائي للظهور، ولكن الحوار تواصل بين المقدم وحازم صلاح أبو إسماعيل، وعندما وصلت الساعة الثانية عشرة والنصف كان صبري قد نفد. فقمت بهدوء بالانسحاب من الأستوديو وسلمت الميكروفون الذي وضعوه في جيبي قبل ساعة ونصف وغادرت مبنى التليفزيون في ماسبيرو محتجا، ورفضت الاستجابة للعاملين والمعدين الذين حاولوا منعي من الانسحاب مؤكدين أن فقرتي ستبدأ فورا!!لقد حرصت على رواية ما حدث، سواء في التليفزيون الرسمي المملوك للدولة أو في تليفزيون خاص مملوك لرجال المال والأعمال، ليعرف الرأي العام مدى إهدار الوقت من جانب القائمين على هذه الأجهزة الإعلامية الخطيرة وافتقادهم لقيم مهنية أساسية وعدم احترامهم لأنفسهم وللمشاهدين قبل ضيوفهم. ولم استطع منع نفسي من مقارنة الفوضى السائدة في قناتين مصريتين (واحدة رسمية والثانية قطاع خاص) والانضباط الرائع في الإذاعة المصرية التي يسودها النظام والدقة في المواعيد واحترام القيم المهنية والمتعاملين معها، وكذلك الدقة والاحترام في قنوات غير مصرية مثل الجزيرة أو العربية أو الحرة أو البي بي سي. الطريف أن هذه القنوات المحترمة تقدم مقابلا ماديا لضيوفها مقابل وقتهم وجهدهم كما يحدث في أي مكان في العالم، بينما التليفزيون المصري وقناة الحياة وغيرها من القنوات الخاصة المصرية تستغل ضيوفها في أغلب البرامج الحوارية من دون مقابل.وفي ظني أن المسؤولية في هذه الممارسات غير المحترمة من جانب بعض القنوات لا تقع على مسؤوليها فحسب ، وإنما يتحمل المتعاملون معها جزءا من المسؤولية لقبولهم هذا الإهدار للوقت والجهد من دون احتجاج أو رفض للتعامل معها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram