واقع الظروف التي مرت فيها البلاد من حروب وطائفية وقتل وتهجير خلف ملايين الأرامل اللواتي يعانين شظف العيش، البعض منهن بسبب هذه الظروف لجأن إلى ممارسة أعمالاً غير أخلاقية في الخفاء وأخريات علناً، من أجل توفير لقمة العيش.. وعلى الرغم من عكف بعض الذين التقيناهن على البوح بآرائهن خوفاً من حساسية الموضوع، إلا أنهن أشّرّن بعض السلبيات منها أن المرأة بدون معيل تتعرض للكثير من حالات الاستغلال بأشكاله كافة،
وليس فقط هن من يتعرض لذلك، بل لبناتهن حصة من ذلك.. تقول إحدى النساء الأرامل التي زوجت إحدى بناتها إلى عريس غني بأن ابنتها البالغة من العمر أربعة عشر ربيعا زوجتها لشاب عراقي يعيش في المهجر، لتعود لها بعد ثلاثة أعوام هاربة من بطشه، كونه ينتمي لعصابة تمتهن الدعارة، وتزوج ابنتها حتى تكون إحدى الفتيات اللائي يمتهن البغاء في دول الخليج. ومن هنا تؤكد الخبيرة الاجتماعية تغريد الراوي أن الفقر والحرمان دعوَا الكثير من الأمهات الأرامل إلى تزويج بناتهن لأي شخص يتقدم لخطبتهن، كوسيلة للتخلص من مسؤوليتهن، وفرصة لإيجاد عريس غني، إلا أن هذا الأمر استغل من قبل ضعاف النفوس، الذين اتخذوا من الزواج بهن غطاء لتحقيق مآربهم وتشغيلهن في البغاء، مشيرة إلى أن هذه القضية قد أثارت جدلاً كبيراً وتدخلت فيها الكثير من الجهات للحد من انتشارها، ورغم فرض الإجراءات ووضع القيود من قبل الجهات المعنية، إلا أن هذا الأمر بقي قيد الإجراءات فقط. وتعتقد الراوي أن أغلب اللائي يمارسن البغاء خارج البلاد، بعضهن كانت تمارسه بداخل البلاد، ولكن الوضع الأمني غير المستقر واتساع التصفيات الجسدية والقتل والتهجير، جعلهن يهاجرن إلى أماكن أكثر أماناً لممارسة هذه المهنة. وأفادت الراوي بأن هناك عصابات تمتهن الدعارة، وهذا الأمر ولّد الكثير من المشكلات لهذه الشريحة من النساء والكثير منهن تورط بعصابات تنظيمية إرهابية، وفي عمليات سطو وسرقة، مشيرة إلى أن هذا الأمر بالطبع أثار ردة فعل حادة، متسائلة عن الإجراءات الوقائية والأمنية التي اتخذتها الجهات المعنية في الحد من تفاقم مثل هذه الظواهر؟
وقفة مع..وفتيات يمتهنَّ البغاء
نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 07:03 م