TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > البحث عن الغريب واللافت للأنظار

البحث عن الغريب واللافت للأنظار

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 07:06 م

بغداد – المدى على الرغم من شعور الفتيات بأجواء أكثـر حرية، إلا أنهن ما زلن يحتكمن إلى مجتمع يؤشر بعض الحريات على أنها غير أخلاقية ولا تنتمي لعاداته وتقاليده، هذه التقاليد التي تحد من رغبة فتيات اليوم في البحث عن كل شيء غريب ولافت للنظر، وابتداء من طريقة ارتداء الملابس والحلي والإكسسوارات، وانتهاء بأسلوب تعاملهن مع الآخرين. 
تقول المواطنة سعاد حمود: إن أغلب الفتيات يستخدمن عبارات ساخرة ومضحكة، مشيرة إلى أنها طريقة سمجة ولا تمد لذوق المرأة وحيائها بشيء ولا أعلم هي هل ضمن الموضة التي يتبعنها، أم أنها ثقافة جديدة طرأت على المجتمع.أشكال غريبةفي المقابل، فإن الكثير من الفتيات يرتدين حلياً وإكسسوارات بأشكال وصور غريبة... عبرت هناء عبد الله سامي وهي طالبة في مرحلة الدراسة الإعدادية عن إعجابها الشديد في إتباع هذا النوع من التقليعات، ووصفتها بأنها تجذب انتباه الآخرين، وبالتالي فإن الشابة التي ترتدي هذه الأساور والحلي ستكون محط إعجاب الجميع، وتلفت عبد الله إلى أن تقليد الغرب هي سمة حضارية لأنهم متحضرون. وتحرص رواء كريم وهي في العقد الثاني من عمرها، على ارتداء بعض السلاسل الجلدية التي تحتوي على أشكال غريبة، والتنوع في الأساور بما يتناسب وملابسها وتعتبرها مكملة لأناقتها، وأضافت أن كثيرا من مشاهير الرياضة يرتدونها. أما الشابة نهى يوسف فوجدت في موضة غطاء الشعر (الإيشارب) الغريبة ضالتها،  لتكون دائما شابة ( ستايل) على حد وصفها، وأن موضة حجاب الرأس الذي ترتديه، هي أشهر الموديلات.  التكنولوجيا الحديثةفي المقابل، فقد شهد إتباع مثل هذه الظواهر والسلوكيات مداً وجزراً بين الرضا حيناً والرفض أحيانا... يؤكد المواطن وليد أحمد أن التقليعات وشكل تطبيقها قد اختلفا بحسب نظرة المجتمع، فمثلاً لبس الحلي والأساور والإكسسوارات التي توحي بالعنف والقتل، يعد نوعاً من الشعور بالقوة والتسلط، مضيفاً أن تقليد هذا النوع من الموضة غالباً ما يكون لجيل فتيات التسعينات وهن يقلدن مشاهير الرياضة ومنفذي أدوار أفلام الرعب، ففتيات السبعينات والثمانينات لم تتبع مثل هذه الموضات. ويرجح أحمد أن السبب وراء إتباع هذه الظاهرة إلى التكنولوجيا الحديثة التي أنتجت نوعا جديدا من الفتيات (جيل الفيسبوك والشات والهاتف النقال) يختلفن عن الأجيال السابقة. أكثـر جمالاً ورقّةوترى أم حسام وهي ربة بيت أن ابنتها البالغة من العمر 18 عاماً، مولعة بتقليد وإتباع هذه التقاليع وتتعمد ارتداء أساور في يديها مصنوعة من الجلد الأسود وفيها حلقة على شكل وجه شيطاني، مشيرة إلى أنها لمرات عديدة حاولت إبعادها عن ارتداء هذه الأساور، لكنها أخفقت، لأنها مُصرة على أن يكون حالها كحال صديقاتها. من جانبها، ترفض المواطنة أم رعد وجود هذه التقليعة، مشيرة إلى أن ابنتها تتعرض بسببها إلى مشكلات عديدة مع والدها، لأنه يرفض إتباعها لهذه الموضة، وبالرغم من ذلك لم تكف ابنتي من إتباعها، بل باتت ترتديها بعيدا عن أنظار والدها. وفي مناخ مشابه، أكد المواطن علي حميد أن أشكال هذه الحلي والأساور هي رموزاً لمفاهيم ومعتقدات تروج للعنف، وهو لا يحبذ أن ترتدي إحدى بناته هذه الموضة، مشيراً إلى أن الفتاة تحتاج إلى البساطة حتى في ارتداء الإكسسوارات، حتى تبدو أكثر جمالاً ورقة.  الاستهزاء والسخريةأما عن أسلوب السخرية في التعامل مع الآخرين، فتعتقد الخبيرة الاجتماعية الدكتورة نوال سامي أن الغفلة والتخلف وعدم الفطنة معاول تضرب في صميم فتيات اليوم، فتنغص عليهن وتضعف قدراتهن في أن يضعن ديمقراطية لائقة ترضي عقولهن وقلوبهن وتبهر الذين من حولهم. فهذا النوع من الفتيات لم يتعود حتى الآن أن يطلب أي شيء يرغب بتحقيقه، برزانة وجدية، حتى تؤخذ بطلباتهن ويحسب لها حساب، وبات الضحك والاستهزاء وسيلة من وسائل التعبير لديهن، بالرغم من السخرية والضحك لم يكن يوماً طريقا لتحقيق الطموحات والرغبات، لافتة إلى أن فتيات اليوم تشهد حياتهن مفارقات مضحكة – مبكية، وطرح آرائهن بطريقة الاستهزاء والسخرية، بقدر ما يبعثهن على الفخر والاعتزاز. من جهتها، ترى الأستاذة الجامعية سميرة الياسري أن التقليد هي صفة تلازم مرحلة عمرية معينة بصورة عامة، والفتيات بصورة خاصة، اللائي يستطعن من خلالها التعبير عن الذات والشخصية، كما أن الحرية المطلقة في اختيار تقاليع الموضة ليس مناسبا، ونتائجه دائما ما تكون غير صحية، وهنا يكمن واجب الأسرة في مساعدة بناتهن على تخطي هذه المرحلة الحرجة التي قد تصبح جزءاً من شخصيتهن مستقبلاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram