TOP

جريدة المدى > محليات > البالات كسوة الفقراء.. مخاطر وأمراض وجراثيم لا يفيد معها التعقيم

البالات كسوة الفقراء.. مخاطر وأمراض وجراثيم لا يفيد معها التعقيم

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 07:52 م

 بغداد / سها الشيخلي - تصوير/ أدهم يوسفكان برد الصباح قارسا ، صاحبته رياح قادمة من بعض دول الجوار بحسب ما أشارت نشرة الأنواء الجوية ، ما جعل صاحب سيارة أجرة يقف ( قاطعا السير )  أمام عربة تعرض القماصل الجلدية في ساحة الطيران فاشترى واحدة بنية اللون على عجل ورجع إلى سيارته مسرعا بعد أن تعالت أصوات منبهات السيارات الأخرى ..   وعادة ما تنشط تجارة الملابس المستعملة في الشتاء  ،أكثر من أي موسم آخر  رغم أنواع الملابس  التي غزت الأسواق  المحلية لكل الشرائح والأعمار مع تدني أسعارها كونها من مناشىء رخيصة واغلبها صينية الصنع ، و مع ذلك لا تزال  أسواق البالة و عربات عرض الملابس المستعملة نشطة ، كما نجد  زبائن تلك البضاعة  يزدادون .
 وتعد تجارة الملابس المستعملة والمنتشرة في أغلب دول العالم وخاصة الثالث  منها، رابحة ،  لان الإقبال عليها  يكون في الغالب كبيرا لأسباب عدة منها بالدرجة الأولى رخص أسعارها وتنوعها لتشمل كل الأعمار ولكلا الجنسين ،كما أن الملابس  الخاصة بالأطفال  تنوعت لتشمل الكولون ، والجوراب ،و الملابس الداخلية ، و البلوزة والبنطال ، و الفستان والتنورة   ، وتطورت أسواق  البالة لتشمل المفارش والشراشف والستائر وكذلك الأحذية النسائية والرجالية والحقائب بكل أنواعها ، وفي السنوات الأخيرة ازدهرت تجارة بالات من نوع آخر وهي الأثاث  وغرف النوم ، والاستقبال ، والطعام ، والأجهزة الكهربائية المنزلية المتنوعة ، من  ، الثلاجات ، التلفزيونات ، المدافىء النفطية والكهربائية والغازية أيضا.ولتجارة البالات مواسم إلا أنها تنشط في فصل الشتاء ربما لغلاء أسعار  الملابس الشتوية ، وتنتشر هذه الأسواق  في مناطق عدة من بغداد كما تنتشر أيضا في المحافظات ، إلا أن أهم أسواقها وأكبرها هو سوق الكاظمية للبالات قرب ساحة ( باب الدروازة ) وهي على نوعين منها الجنابر والمحال ( الدكاكين ) والمخازن الكائنة في خانات الكاظمية القديمة وأسواقها منها الاستربادي  إلى جانب أسواق عدة في الشورجة قرب جامع الخلفاء ، وفي الدورة قرب سوق  الآثوريين ، وفي الأعظمية ، كما أن هناك قيصرية خاصة بعرض أنواع  من الملابس والمفارش والأحذية النسائية ،وأحذية وملابس الرياضة، غير انه يبقى  أشهر أسواق البالات المتخصصة بالملابس الرجالية من بدلات ومعاطف  وأقدمها هو سوق (تحت التكية) في شارع الرشيد   ، وكانت معروضاته أحد مصادر الأناقة للجيل الماضي واغلبها كانت من مناشىء إنكليزية وألمانية كما قال أحد تجار البالات . وتقول أم سجاد صاحبة محال لبيع الملابس الرجالية في خانات الكاظمية : فرص العمل قليلة، والأسعار مرتفعة في الأسواق  وأصحاب العوائل في حيرة لتلبية متطلبات الحياة، وخاصة الفقراء ، فكانت معروضات البالات فرصة لسد حاجة العائلة الفقيرة خاصة عندما يشتد البرد ، وعن الربح المتحقق تقول أم سجاد الربح والحمد لله جيد ، أما عن دخولها لهذا العمل الشاق فتجيبنا  قائلة أنها قد ورثت هذه المهنة عن زوجها بعد أن توفي إثر انفجار في ساحة العروبة في الكاظمية .في أشهر ساحات الكاظمية وهي ساحة ( باب الدروازة ) وقفنا أمام أحد المحال التي كانت تعرض لعبا للأطفال مصنوعة من مادة الفراء حيث قال صاحب المحل إنها تسد جزءا من متطلبات وحاجة الأطفال ممن لا يستطيع ذووهم شراء لعب مناسبة لهم لارتفاع أسعارها،  للطب تحفظاته خاصة في ما يتعلق بالملابس الداخلية  حيث يقول الدكتور علاء عبد المهدي :بيع وشراء الملابس المستعملة أمر شائع بين معظم الدول في العالم ، ما دام هناك فقير وغني، وبلد رأسمالي وبلد اشتراكي، كما أن بعض تلك المعروضات غير مستعمل فبعضها ما زال يحتفظ بالماركة المتدلية من  السترة أو المعطف، أو حتى مسلفن، وقد تدفع الحاجة البعض من ذوي الدخل المحدود إلى شراء ملابس البالة لرخصها ولزيادة عدد الأولاد أحيانا ، مشيراً إلى أن المخاطر تكمن في الملابس الداخلية والجوراب حيث لا ينفع معهما الغسل أو التعرض للشمس أو التعقيم  لذا فأنا لا أنصح العائلة بشراء هذا النوع  من  الملابس التي أشرت إليها مهما كانت الحاجة ماسة إليها ، فشراء الجديد  والرخيص أفضل ألف مرة من شراء أعداد من الملابس الملوثة . وأضاف قد يكون استخدام  المعطف مقبولاًً لبعده  عن الجلد  وإمكانية تعقيمه بالغليان وتعريضه للشمس لفترة طويلة  . وحذر من دخول  البراغيث والقمل في الملابس الصوفية أو ذات الفراء لذا يفضل غليها بالماء أو إضافة المعقمات إليها  وإبقاؤها تحت أشعة الشمس ، أما استخدام الملابس الداخلية النسائية أو الرجالية والجوارب والكولون  فأمر مرفوض بالمرة . وفي ختام حديثة طالب الدكتور عبد المهدي  الجهات الصحية بمراقبة أسواق البالات وإلزامهم بتعفير الملابس قبل عرضها للبيع ، مشيراً إلى أن الأحذية الرياضية والحقائب هي الأخرى وسيلة لانتقال أمراض الحساسية ومنها مرض الأكزمة، وعن استخدام المفارش والمناشف فأمر مرفوض لأنه وسيلة لانتقال العديد من الأمراض مع العلم أن الجديد منها رخيص وغير مكلف . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مساعي حكومية لخفض البطالة إلى 4 بالمائة
محليات

مساعي حكومية لخفض البطالة إلى 4 بالمائة

بغداد/ المدى أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، أن الحكومة تسعى إلى خفض البطالة إلى 4% تدريجيًا وتتبنى 3 سياسات لدعم التنمية، وتعتمد منهجًا اقتصاديًا يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي. وأوضح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram