TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: مزاج دسـتوري

نص ردن: مزاج دسـتوري

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 07:58 م

 علاء حسن قبل انتهاء وحسم  الجدل حول تشكيل الأقاليم ، برزت دعوات لاستحداث محافظات جديدة ، ونسب للنائب عن تحالف الوسط المنضوي ضمن القائمة العراقية شعلان الكريم بأن هناك مخططا لاستحداث محافظة "سامراء المقدسة "بعد اقتطاعها من صلاح الدين ، وبغض النظر عن صحة ما ذهب إليه النائب ، فان الساحة السياسية تشهد هذه الأيام صراعا ملحوظا بين الأطراف المشاركة في الحكومة حول تشكيل الأقاليم أو رفضها .
الدعوة لاستحداث محافظة أو أكثر جاءت ردا على المطالبين بتشكيل الإقليم ، ومحاولة لإحباط مساعيهم في الحصول على حقهم الدستوري ، ولغرض حصر المطالبين بزاوية ضيقة ، لوح ائتلاف دولة القانون بمقاضاة أعضاء في مجالس المحافظات ومنها صلاح الدين لتورطهم بتزوير شهاداتهم الدراسية ، وفي ضوء ذلك ستشهد الأيام المقبلة مواقف أخرى للحد  من الدعوات المطالبة بتطبيق المادة الدستورية المتعالقة بتشكيل الإقليم ، لأن الظروف الحالية غير مناسبة.من شارك في كتابة الدستور يعلم قبل غيره أن مواده لم تحدد بسقوف زمنية وتوقيتات للتطبيق والتنفيذ ، لكن الاجتهاد السياسي ، وحسابات المصالح الحزبية ، والتشبث بالسلطة حتى آخر نفس ، جعلت الدستور العراقي خاضعا للأمزجة والأهواء والرغبات في سابقة خطيرة تهدد مستقبل النظام السياسي .خلفت المطالبة بالأقاليم انقساما حادا بين الأطراف المشاركة في الحكومة ، وأعادت لاصطفافات الطائفية ، ووصل الانقسام إلى صدور تصريحات تطالب بإعادة كتابة الدستور من جديد ، لأن النخب السياسية،  فشلت في إنجاز التعديلات على المواد موضع الخلاف ، وأنها لم تتفق بعد على آليات التطبيق ، وفي هكذا أوضاع ، هل ثمة مستقبل للديمقراطية ، في ظل صراع محتدم بين قوى ادعت أنها تمثل الشعب ؟ ورفعت شعار المشروع الوطني ؟ وأقسمت على التمسك بالدستور لتحقيق المصالح الوطنية لأبناء الشعب العراقي  ؟ والسؤال موجه لمن يتصدى للمسؤولية ، وأطلق الوعود للناخبين قبل أن يحتل موقعه الحالي .في كل يوم يضاف ملف شائك للمشهد السياسي العراقي، سواء عن قصد أو نتيجة جهل وقلة خبرة ، ولكن العامل الرئيس والحقيقي لاضطراب المشهد هو غياب القواسم المشتركة ، وانعدام الموقف الموحد تجاه الكثير من القضايا ، بفعل تجاهل الدستور ، لأن بعض مواده بنظر البعض جعلته حقل ألغام ، فأصبح أخطر بقعة في الساحة السياسية ، واستنادا لهذه  الأوهام تم إرجاء التعديلات ، ولم تستطع التوافقات أن تحقق خطوة واحدة في هذا المسار . يقال أن الأنظمة السياسية وخصوصا في المنطقة العربية تشبه طباع البشر وصفاتهم ، وحتى أمراضهم النفسية والجسدية ، فهناك أنظمة مجنونة ، وأخرى تعاني انفصام الشخصية وثالثة متهورة ومتكبرة ومتجبرة ، ومنها مصابة  بداء "الثول " لاتعرف أين تضع قدمها وفي أي اتجاه تسير، ولا تستطيع كش الذباب عن وجهها ، ثرواتها مبددة ، وسيادتها مهددة ، كثيرة الكلام ، تعيش في أحلام ، وخلافاتها مستمرة على الدوام ، ومثل هذا النظام لايستحق الاحترام ، على طريقة أسلوب المؤرخين القدماء في رواية الاحداث والوقائع ، والنظام الجدير بالاحترام والتقدير  يعرف بدستوره الدائم ، وليس بعنتريات السياسيين والمسؤولين   بالكشف عن المزورين واستحداث محافظة ، وجعل ناحية "العكيكة" العاصمة الشتوية للبلاد بعد القضاء على أفاعي سيد دخيل . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram