□ الموصل/ المدىخلال يومين فقط، تمكنت القوات الأمنية المنتشرة في عموم مدينة الموصل، من إحباط محاولتي تفجير بسيارات مفخخة جنوب وغرب المدينة، إذ أعلنت قيادة الفرقة الثالثة شرطة اتحادية ليلة الأربعاء تفكيك عجلة مفخخة تحمل ستة صواريخ و30 كغم من مادة سي فور شديدة التفجير، وقبلها بيوم واحد، تمكنت من إلقاء القبض على انتحاري كان يروم تفجير سيارة يقودها قرب سيطرة في منقطة بوب الشام غرب الموصل.
كما أنها ألقت القبض على مجموعة كبيرة من المطلوبين المتورطين بأعمال إرهابية، وقامت بعرضهم على ذوي المستهدفين المدعين بالحق الشخصي في قضايا تنظرها المحاكم في الموصل. هذه النجاحات الأمنية، جعلت من بوصلة الأمن، تشير إلى ناحية الاستقرار النسبي، الذي افتقدته مدينة الموصل على نحو تام، منذ 11/11/2004، وهو اليوم الذي يعرفه الموصليون بالسقوط الثاني، إذ سيطرت مجاميع مسلحة على عموم المدينة، وبدأت بحملة عقاب، لم يُستثن منها أحد. مراقبون يعزون السبب في تحسن الأوضاع الأمنية، للقيادات الجديدة التي تولت الملف الأمني، بعد جملة من القرارات التي اتخذتها وزارة الدفاع بتغيير قائدي عمليات نينوى، والفرقة الثانية للجيش، والأخير عاش قائدها اللواء ناصر الغنام صراعاً كبيراً مع محافظ نينوى اثيل النجيفي، خرج في أحيان عن نطاق السيطرة، ليتبادلا الاتهامات علنا عبر وسائل الإعلام. وللمرة الأولى منذ تولي حكومة نينوى المحلية بقيادة النجيفي مهامها في نيسان 2009، اجتمعت السلطتين الإدارية والعسكرية، خلال أيلول الفائت في لقاء ترحيبي جمع المحافظ بقائد العمليات الجديد باسم الطائي، وقائد الفرقة الثانية علي المفرجي، ووجهوا رسالة تطمينية إلى المواطنين، في انتهاء صراع بين السلطتين استمر لأكثر من عامين، وأربك الوضع العام في الموصل.وللمرة الأولى أيضاً، بدأت قناة سما الموصل الفضائية الممولة من قبل حكومة نينوى المحلية، ببث أخبار عن أنشطة وفعاليات تقوم بها القوات الأمنية في مدينة الموصل، وخصوصا المتعلقة منها بالفرقة الثانية للجيش العراقي التي تسيطر على الجانب الأيسر للموصل، مع أجزاء واسعة جنوبها.كما أن القادة الأمنيين بدؤوا يظهرون في لقاءات واجتماعات مع السلطات الإدارية، الأمر الذي أثار جواً من الارتياح العام، لدى الأهالي، وشجع الكثيرين منهم للسماح لأبنائهم بالانخراط في قوات الجيش، بعد أن كان ذلك محرماً، طوال سنوات بسبب حوادث الاستهداف، ومنذ نحو أسبوع تشهد منطقة حي الحدباء شمال الموصل حيث مقر الفرقة الثانية للجيش العراقي، زخماً كبيراً جراء فتحها باب التطوع، وهو مؤشر عملي على كسب القادة الجدد لثقة المواطنين في نينوى، وبدأوا سريعاً في جني ثمار الخطط التي وضعوها. الناطق باسم محافظ نينوى قحطان سامي قال في تصريح لـ(المدى) إن الفضل في تحسن الأوضاع الأمنية في نينوى، يعود للتعاون والتنسيق الذي جرى بين محافظة نينوى والقيادات الأمنية الجديدة، وهناك جو من الارتياح الشعبي حيال ذلك، ولكنه أشار إلى أن الطرق المغلقة منذ فترة ليست بالقصيرة، إضافة إلى نقاط التفتيش المنتشرة بكثافة في عموما المناطق، مازالت تشكل عبئاً على المواطن لأنها تحد من حريته في التنقل داخل المدينة. فرقتا الجيش الثانية، والثالثة شرطة اتحادية، تتسابقان في الإعلان عن النجاحات التي تحققانها، فبعد أيام قليلة من إعلان اللواء علي المفرجي قائد الفرقة الثانية للجيش عن نجاحات فرقته الأمنية خلال عشرة أيام، بضبط أكداس من الأسلحة والمتفجرات، وإحباط محاولات لتهريب منظم للوقود، والقبض على مطلوبين خطرين، كشف اللواء الركن مهدي الغراوي قائد الفرقة الثالثة للشرطة الاتحادية المنتشرة في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، إنجازات فرقته خلال أسبوع، وتمكنها من تحقيق العديد من الأهداف.وبرغم ذلك، أشار الغراوي الى نوعيات جديدة من العبوات الناسفة يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم، وعرض في مؤتمر صحفي عقده في مقر الفرقة نماذج من الأحزمة الناسفة، والعبوات اللاصقة، قال بأن عناصر من الشرط الاتحادية ضبطت معملاً لتصنيعها في الموصل.وقام الغراوي بعرض متهمين ألقي القبض عليهم، وهم متورطون بأعمال قتل استهدفت مواطنين وعناصر في الأجهزة الأمنية، وذلك بحضور المدعين بالحق الشخصي من ذوي المجني عليهم، وبيّن قائد الفرقة، إن ضرب قواعد الإرهاب في الموصل والقضاء عليها، دفع الإرهابيين الى الاستعانة بآخرين من خارج المدينة، وذكر أمثلة عن ذلك.ثم أكد موجها كلامه للمواطنين، ان انسحاب القوات الأميركية لن يؤثر أبداً على عمل القوات العراقية، والدليل هو النجاحات التي تحققها على نحو يومي. وفي تطور لافت، وجه محافظ نينوى أثيل النجيفي بإلغاء الأوامر الإدارية الخاصة بعقود موظفي دائرة الماء الوقتية لأنها غير قانونية، وطالب مديرها العام في بغداد، بالتحري امنياً عن أي شخص تريد توظيفه لاحقاً، وذلك بعد إعلان القوات الأمنية، تورط أحد موظفي عقود الدائرة بهجوم انتحاري استهدف نقطة تابعة للشرطة في منطقة الرفاعي جنوب الموصل. وقال النجيفي إن خللاً تم تأشيره في مديرية ماء نينوى، بعد أن أثبتت التحقيقات تورط أحد المتعاقدين فيها باستهداف الشرطة، وكشفت وجود تدخلات من خارج الموصل ومن داخلها للتوسط في تعيين بعض الموظفين مما يؤدي إلى حدوث مثل هذه ا
قوات الجيش والشرطة في نينوى تتسابقان في الإعلان عن نجاحاتهما

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 08:59 م









