TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > جرائد الموصل من المطبعة إلى المقبرة

جرائد الموصل من المطبعة إلى المقبرة

نشر في: 30 نوفمبر, 2011: 10:26 م

  الموصل / صالح الياس  مزيجٌ من رائحة حبر وورق نفاذة، زحامُ رزم متسابقة نحو السقف، منظر يشابه إلى حد ما ثلاجات الموتى حيث تضطجع جثث العنف واللاعنف بانتظار دافنيها. تلك هي الصورة في مخزن مكتبة "زهرة نينوى" أو كما يسميه البعض "مقبرة الصحف".مراسم تشييع الجرائد الموصلية تتكرر عند موزعيها، كلما عاد إليهم ما عـجزوا عن تصريفه وهي نسخ بالآلاف، نهايتها الحتمية التلف أو استخدامها لغير أغراضها، لمسح الزجاج أو بسطها تحت موائد الطعام مثلا.
 الصحف الموصلية تتسابق على نشر صور المحافظ الذي تصدر الإعلانات من دائرته.للصحافة الموصلية، ربيع طويل بدأ مذ ولدت أولى جرائدها في حزيران   1885 باسم "الموصل"، وكانت تنشر باللغتين العربية والتركية لتكون الثانية عراقيا، بعد "الزوراء" البغدادية (1869).يذكر ذلك جمع من الباحثين والصحفيين، يتقدمهم الراحل أحمد سامي الجلبي، الذي أحصى في مؤلفه "صفحات مطوية من تاريخ الصحافة الموصلية"، 94 جريدة ومجلة حتى  2003، بينها أول مجلة عراقية "أكاليل" في 1902، وأول جريدة فكاهية عنوانها (جكه باز) أي الثرثار، عام 1911.وبين عامي 2003 و2005، قمة الفوضى في العراق، شهدت الصحف فورة كمية وصلت ذروتها عندما تجاوزت المئة، بعضها لأحزاب "فقاعية"، لم يصدر سوى عدد يتيم، قبل تلاشيها مع مصدريها.هذا الرقم تقلص كثيرا ليقترب أخيرا من الأربعين، وفقا لأحمد غانم صاحب مكتبة "زهرة نينوى"، مضيفا بتذمر شديد: "ليس هناك جريدة يومية واحدة، كلها أسبوعية، ومتذبذبة الصدور، باستثناء واحدة أو اثنتين منتظمتين"."مبيعات الجرائد المحلية تساوي صفرا بلا مبالغة، علما أن أرصنها تطبع 1000 نسخة، والسواد الأعظم 500 فقط"، يقول غانم وهو منهك بترتيب مئات النسخ تسلمها منذ أسبوعين، ولم تزحزح قط. الملاحظ أيضا ان سعر البيع غير مثبت في أغلب الطبعات، وإذا وجد فبأقل فئة نقدية متداولة (250 دينارا ما يعادل 21سنتا)، لأن التوزيع مجاني كما معلوم وموثق ايضا في قوائم الموزعين.وإذا علمنا أن 90 بالمئة من الصحف، وفق تقديرات متواضعة، تمول نفسها ذاتيا فالسؤال الملح، كيف تغطي تكاليفها اذن؟مدير إعلام محافظة نينوى وفر نصف الإجابة عندما ذكر أن 35 جريدة مسجلة لديه، تحصل على إعلانات رسمية دورية من ديوان المحافظة، فيما يتهيأ لاستقبال ست أخريات.ويتابع واثق الغضنفري "لا توجد ضوابط محددة لمنح الإعلانات الرسمية لكننا منصفون في التوزيع بموجب جدول خاص"، نافيا بشدة وجود فساد يشوب عملية توزيع الإعلانات، ردا على ما يشاع في الوسط الصحفي."ألم يحنْ بعد موعد حصتي؟ أنا بانتظارها لأطبع". سؤال يتردد بشكل دائم على الغضنفري من قبل الصحفيين المسؤولين عن تلك الصحف، ويتوقع كثيرون منهم أن تتعطل جميع الجرائد الموصلية عن الصدور حال توقف الإعلان الرسمي حيث لا تعويل على مصادر تمويل بديلة. عن: نقاش ويكلي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram