TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :حزب الله إذ يهادن ميقاتي

في الحدث :حزب الله إذ يهادن ميقاتي

نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 08:56 م

 حازم مبيضين على الرغم من أن رئيس الحكومة اللبنانية شرب حليب السباع، وأمر بتحويل الأموال المطلوبة من لبنان لتمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الشهيد رفيق الحريري، فإنه لم يكن بمقدور الشيخ حسن نصر الله غير أن يرفض أي تمويل وتعاون مع المحكمة، بعد أن اعتبرها أميركية صهيونية ومسيّسة وموجهة بالأساس لضرب حزبه العقائدي الذي لعب الدور الأساسي في تشكيل حكومة ميقاتي
 بعد أن أفقد تيار المستقبل بزعامة الحريري الابن أكثريته في مجلس النواب بعد انسحاب مؤيدي وليد جنبلاط من هذا التكتل النيابي الذي انبنى بعد اغتيال رفيق الحريري وعلى قاعدة التعاون مع المجتمع الدولي لكشف القتلة ومحاكمتهم بعدالة لينالوا الجزاء الذي يستحقون.نصر الله الحريص اليوم على استمرار حكومة ميقاتي، بسبب الظروف الإقليمية الضاغطة على حزبه والذين معه، والتي لا تحتمل أي اهتزاز في الأمن الهش السائد اليوم في وطن الأرز، يعود للتأكيد غير المجدي بأن حزبه ليس موافقا على قرار تمويل المحكمة، وأن ميقاتي اتخذ القرار بالتمويل على عهدته وخارج المؤسسات الدستورية التي يشارك فيها، في مجلسي الوزراء والنواب، وهو يزعم الحرص على الاستقرار السياسي في البلد وبقاء الحكومة الحالية واستمرارها وتفعيلها، ومع تأكيد موقفه الثابت برفض شرعية ودستورية المحكمة وكل أشكال تمويلها والتعاون معها، فإنه لن يوجد مشكلة في البلد وسيقدم المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار آخر.  لم نكن بحاجة لاعتراف الشيخ بعدم سروره من قرار ميقاتي، فذلك تحصيل حاصل، وأكثر من ذلك نعرف أنه غاضب وحانق، ولسنا معه في أن ميقاتي أحرج نفسه كثيرا عندما ألزم نفسه بشكل حاسم وقاطع بتمويل المحكمة بمعزل عن مجلس الوزراء، وهو يعلم أن أغلبية وزراء حكومته لا يؤيدون هذا الخيار، فالرجل ليس عضواً في ميليشيا حزب السيد حسن، وهو سياسي قادر على تمييز مصلحة لبنان عن مصالح حزب معين أو فئة معينة، وهو محق في عدم تلطيخ اسمه وتاريخه بقرار نتيجته وصم لبنان بأنه دولة مارقة، ومتمردة على القانون الدولي، فمثل هذا القرار ممكن عند حزب الشيخ لكنه كثير الإيذاء إذا مس الدولة اللبنانية التي يرى نصر الله أن مصلحة حزبه فوق مصالحها وأكثر أهمية، ونزيد أنه يتعامل مع مصالح حلفائه من خارج الحدود، باعتبارها أهم من مصالح أبناء شعبه، خاصة من أبناء الطوائف الأخرى.لسيد المقاومة أن يتقدم بأي تبرير لعدم قلبه الدنيا على حكومة ميقاتي، بعد قرار تمويل المحكمة الدولية، لكن الواضح كالشمس في عز ظهيرة صيفية، أن الظروف الإقليمية لا تسمح له بغير تصريحات نارية، يطلقها من وراء شاشة عملاقة، ترتفع على وقعها قبضات ميليشيا الحزب، مع هتافات تمجد المرشد الأعلى في طهران، ويقيناً أن اللبنانيين يدركون ذلك جيداً ويرفضون في الوقت عينه أن يمن عليهم الشيخ بموقفه المهادن، وهو لا يملك سواه وما بيده حيله تجاه موقف رجل الدولة العاقل الذي تبناه ميقاتي وأصر عليه بشجاعة يحسد عليها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram