□ ترجمة: المدى في احتفالية جرت بمناسبة مغادرة القوات الأميركية، الأراضي العراقية نهاية العام الحالي والتي لم يكن الكثير في كلا البلدين يتوقّعها، أثنى مسؤولون عراقيون كبار نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن على جنود كلا الجيشين العراقي والأميركي وتعهدوا باستمرار الصداقة بين البلدين. قال بايدن "إن موجة الحرب تتراجع وتبقى روح بغداد وروح العراق".
في يوم من التصريحات التي تحمل في طياتها الأمل، قال الرئيس جلال طالباني إن العراق قد تمكن، من خلال تجاوز الدكتاتورية، من أن يكون منارة للانتفاضات السياسية للربيع العربي "سيسجل التاريخ بان تحرير بلادنا لم يكن مجرد نقطة تحول في العراق وحده، وإنما كان بداية مهمة للمنطقة".إن الحرب التي بدأت تتضاءل على مراحل مع انسحاب القوات، لن تنتهي حتى يغادر آخر الجنود الاميركان ارض العراق خلال الاسابيع القليلة القادمة. كما تعهد طالباني ان يبقى العراق صديقا للولايات المتحدة، ومن جانبه صوّر بايدن الانسحاب الاميركي بأنه دليل على التزام الولايات المتحدة بوعودها، وخاطب الجنود الأميركان الحاضرين قائلا "ستغادرون العراق دون أن تأخذوا شيئا معكم سوى خبرتكم. بسببكم وبسبب العمل الذي قمتم به، نستطيع اليوم أن نضع حدا للحرب". كما خاطب بايدن الانتقادات التي وجهها السيناتور جون مكين من اريزونا وغيره قائلا إن الولايات المتحدة كانت تحمي العراق من مصير خطير، وتحدث عن التقدم الذي لمسه منذ زياراته الاولى للعراق يصر بايدن على ان العراق يمتلك اليوم نظاما سياسيا مزدهرا وقوات أمنية مدربة جيدا قادرة على حماية حدود البلاد وردع الأعمال المسلحة المستمرة. لم يتحدث أي من الطرفين عن التحديات الكثيرة التي تواجه العراق، منها الافتقار إلى قانون يتكفل بتوزيع ثروات البلاد النفطية بشكل يقلل الانقسام العرقي المسموم، ويقلص الإحساس بالتهميش والحرمان لدى البعض. خلال حديثه عن الانتقادات التي تزعم بان على الولايات المتحدة أن تترك جنودها في العراق لمدة أطول لأسباب أمنية، قال بايدن "برأيي ورأي الرئيس، ان هذه المزاعم لا تفهم السياسة العراقية فحسب، وإنما تستهين بالشعب العراقي". في مقابلة جرت بعد المراسيم، قال بايدن إن المساهمة الكبرى لإدارة أوباما في المجهود الحربي كانت محور الإستراتيجية العسكرية لصياغة تسوية سياسية. من جانبه عبّر رئيس الوزراء نوري المالكي عن شكره للرئيس السابق جورج دبليو بوش لتوقيعه اتفاقية 2008 التي وضعت جدولا للانسحاب (برغم انه لم يشكره على دوره في إسقاط صدام) وعن شكره للرئيس اوباما لالتزامه بهذا الجدول. كما وجّه ما يمكن أن نسميه تحذيرا مائلا لإيران من زعزعة استقرار العراق عن طريق دعم المجموعات المسلحة. بشكل او بآخر، جسّد بايدن التاريخ المؤلم للولايات المتحدة مع الحرب. عندما كان بايدن سيناتورا، فقد صوّت عام 2002 مع اجتياح العراق، وهو قرار قال فيما بعد إنه نادم عليه. في 2007 اتخذ موقفا مختلفا تماما، حيث عارض اندفاع القوات واتهم الجنرال ديفيد بترايوس بارتكاب خطأ قاتل. كما كتب بايدن عام 2005 مقالة تدعو الى اللامركزية في العراق من اجل منح حكم ذاتي لكرده وعربه من السنة والشيعة. رفضت إدارة بوش ذلك المقترح وأوضح بايدن بان مقترحه قد أسيء فهمه على انه محاولة لتقسيم العراق. مع ذلك فمازال بايدن محافظا على التزامه تجاه العراق. لقد سافر للعراق 16 مرة كسيناتور ونائب للرئيس، وبنى علاقات سمحت له ان يتوسط بين قادة البلاد من مختلف الاعراق. كما ان في العراق صدى عميقا لنائب الرئيس، حيث ان ابنه جوزيف بايدن الثالث المعروف باسم " بو" عمل في العراق كأحد افراد (الحرس الوطني ديلاور) عام 2008 عندما كان والده يتنافس على منصب نائب الرئيس، ثم عاد الى الوطن عام 2009 عندما كان بايدن يدير سياسة العراق في البيت الأبيض. □ عن: نيويورك تايمز
بايدن: الانسحاب دليل على التزامنا وعودنا

نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 09:06 م









