TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فيلم فالكيري.. حين يكون التاريخ ناقصا والرؤية الفنية غير مكتملة

فيلم فالكيري.. حين يكون التاريخ ناقصا والرؤية الفنية غير مكتملة

نشر في: 30 سبتمبر, 2009: 06:38 م

صباح محسنrnغالبا ما تلجأ السينما في معالجاتها الفنية كصناعة جمالية بحتة للاتكاء على التاريخ كمصدر لتقديم الواقعة او الحدث مدفوعا بقدرتها المتمكنة على ايصال ذلك من خلال مفردات تعاطيها المتوفرة والمعروفة من اختيار امكنة التصوير واستخدام كاميرات مخصصة لانتاج المشاهد بصريا وادوات التعامل الاخرى من ازياء وديكورات واكسسوارات وموسيقى ولهجة الى كل مايعطي للموضوع المنتخب البعد والشمول الذي تنشده الشركات المنتجة والمستثمرة للفيلم.
وقد دأبت شركات الانتاج الكبرى على التسابق لتقديم كل ما يضمه التاريخ من حكايات واحداث على شكل وثيقة او مصدر في متحف كان في اروقة الجامعات او في بطون الكتب المستقلة داخل الروايات او القصص المكتوبة، وللحصول على تلك الحقوق مباشرة من اصحابها او بالاتفاق مع الجهة المنتجة لتلك المعلومة، ومن ثم تقديمها للناس على انها الحقيقة ولاشيء آخر غيرها! ولا ننسى في هذا الامر اهداف الشركات الممولة لتلك الافلام وترويجها لحدث معين وكأنه هو الوحيد الذي يعتمد كوثيقة وكحقيقة في آن!لذلك نرى ومن خلال انتاج الشركات الكبرى، خاصة الامريكية ومؤسستها العملاقة هوليوود في العزف على موضوع واحد ومتكرر وكأن الهدف من وراء ذلك هو تثبيت معلومة او زرعها في ذاكرة الناس رغم تقادمها ومرور اكثر من ستين عاما على احداثها! وفعلا قدمت شركات الانتاج موضوعة واحدة تدور اغلب ثيمات الاحداث فيها حول حادثة المحرقة النازية لليهود (الهولوكست) المثيرة للجدل، والاحداث القريبة منها او التي تدور حولها، وقد انتجت الشركات تلك عددا من تلك الافلام منذ منتصف التسعينيات وحتى طلائع عام 2009 مثل فيلم (بعث آدم) (ADAM RESURRECTED)  وفيلم الولد بالبيجاما المقلمة) (THE BOY IN STRIPED)( وفيلم تحدي) (DETIANCE)  وفيلم (القارئ) (THE READER)  وفيلم (جيد) (GOOD) وفيلم (العصيان) (DISOBEDIENCE) وغيرها، لتوحي تلك الجهات او الشركات لانتاجها مثل هذه الافلام واقعية الحدث وتأكيده واخرها فيلم (فالكيري) valkyirie للمخرج برايان سنغر ومؤلفه كريستوفر ماركاري ومشاركا في انتاجه الممثل توم كروز وبطولته.والفيلم يتناول الواقعة التاريخية لمحاولة الاغتيال الفاشلة لهتلر عام 1944 والتي كانت المحاولة الـ15 والاخيرة.وكلمة فالكيري لها علاقة بالاسطورة المجتمعة لدى قبائل المانيا الشمالية خاصة الفايكنغ، وتعني ان مجموعة من النساء تهبط من السماء بجناحين لاختيار المحاربين الشجان الذين يقتلون في المعارك والصعود بهم الى الجنة!.وقد وضع الموسيقار الالماني الكبير ريتشارد فاغنر معزوفة شهيرة عام 1870 بالاسم نفسه وبصيغة الجمع (الفالكيري) وفي عام 1992 قدم الكاتب البرازيلي باولو كويلر رواية بعنوان الفالكيري عن عصابة من النساء يركبن الدراجات النارية في صحراء كالفورنيا، على هذا فان الفالكيري ليس جديدا في الثقافة الغربية فهناك اغان عديدة قدمت تحمل اسم الفالكيري، وايضا في العاب الفيديو. قامت شركة (united-artitsts) الفنانون المتحدون بانتاج الفيلم وهي من كبريات الشركات السينمائية في هوليوود. عمد المخرج الى الاصرار في تصوير مشاهد الفيلم على اماكن الاحداث الحقيقية بما فيها bendlerblock التاريخي، وتعاون معه في ادارة التصوير نيوتن توماس سيغل والذي ادار اغلب افلام المخرج برايان سنغر. وقدم الموسيقى في الفيلم المؤلف جون اوتمان مع مصممة الازياء جوانا جونسون وقام بتجسيد الشخصيات عدد كبير من الممثلين مع توم كروز في شخصية الكولونيل كلوس فون توفينبيرغ الذي خطط لمحاولة الاغتيال والانقلاب مع الضباط الاخرين، وايضا وجود ممثلين مثل كينيث براناغ وتوم وينكسون وغيرهما. الثيمة الاساسية التي اشتغل عليها المخرج والتي تم رسم السيناريو لها لتدور عليها الاحداث المتتابعة والمحركة بشكل متسارع وكأن زمن الحدث هو زمن الفيلم نفسه، وهذا النوع من الافلام قد تم تقديمه بعدة افلام، خاصة الافلام التي تدور احداثها في ليلة واحدة او زمن واحد متصل وكثيرة هي الافلام التي ناقشت فكرة الحدث الواحد المتصل. اذ يبدأ الفيلم في مشهد للعقيد فون ستافن برغ وهو يسجل ملاحظاته حول تأكيد اضطهاد هتلر لليهود، وارقه المتعاظم جراء قيام النازيين بحرق اليهود في الهولوكست المعروفة، والعقيد ضابط محترف مع زملائه الانقلابيين والذي هدفهم تخليص وانقاذ المانيا دون الاحساس بالخيانة او الدافع بشهوة السلطة، اثناء ذلك المشهد تقصف المنطقة الموجود فيها وتحديدا في تونس ليفقد على اثرها عينه اليسرى ويده اليمنى وبضع اصابع من يده اليسرى، لتبدأ الاحداث بعد ان يعود الى المانيا، ويقوم بالتدابير اللازمة لمحاولة الاغتيال بمساعدة بعض الضباط الكبار، واخرون مندفعون بفكرة تخليص المانيا من شرور هتلر باسلوب المقاومة الالمانية الداخلية رغم قيامهم بالقسم لحماية الفوهرر ونظامه حد الموت في سبيل ذلك. استخدم المخرج لقطات الفلاش باك بشكل محدود، خاصة مع بطله الاول العقيد اثناء قدومه الى المانيا ولقائه عائلته امام اندهاش زوجته من عوقه بشكل خفي، وانظار طفلته، وهي تنظر الى الارباك البادي على وجه امها جراء التشوهات التي اصابت العقيد. كان الاداء لاغلب الممثلين فقيرا في التعبير عن الحقد والكراهية لهتلر وذلك لانتقادهم الاحساس الحقيقي في التماهي مع مايفكر فيه الضباط المنقلبون على النازية، اذ لم نر ذلك الرعب على وجوههم ساعة انكشاف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram