TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :فرصة مابعد الانسحاب الاميركي

كتابة على الحيطان :فرصة مابعد الانسحاب الاميركي

نشر في: 2 ديسمبر, 2011: 09:22 م

 عامر القيسي فرصة جديدة من ذهب امام الطبقة السياسية الحاكمة لان تتصالح مع جمهورها ، الذي اتسعت هوة الثقة بينه وبين ممثليه عبر صناديق الاقترع عبر صناديق الاقتراع ،فرصة لان تقف موقفا جديا مسؤولا وطنيا امام استحقاقات المرحلة القادمة ، وهي مرحلة تتسم بالكثير من الاحتمالات الخطيرة ،
 بل بالغة الخطورة ، لان أبوابها مفتوحة على كل الاحتمالات ، والقوى التي تترصدها كثيرة البعض منها محسوبة على العملية السياسية ومشاركة فيها ،وقوى اخرى خارها تخطط لاجهاضها بحسابات الفراغ الامني والخلافات السياسية التي استحكمت بين الطبقة السياسية الحاكمة والتي انعكست سلبا على مجمل المشهد السياسي والاجتماعي والأمني .الفرصة هي أن يجلس الجميع حول اي شكل من أشكال الطاولات وعلى اي شكل من اشكال المؤتمرات الوطنية ، لكي يعالجوا تعقيدات الوضع السياسي ومشكلاته واختلافاته وتقاطعاته بعيدا عن التدخلات الخارجية والتخندقات الطائفية المقيتة واستحكامات عقلية المحاصصة والنظر الى الوضع الحالي باعتباره كعكعة يتوجب تقاسمها بالمقاسات الطائفية والقومية والمناطقية. الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيون وغيرهم من الطوائف والقوميات وغير الراغبين لكل هذه الانتماءات سيخرجون بحصيلة انتصار المشروع الوطني لصالح كل حقوقهم لو ان طبقتنا السياسية الحاكمة استفادت من هذه الفرصة التأريخية لوضع العراق والعراقيين على السكة السليمة والصحيحة ، وهذه الفئات نفسها ستدفع ثمنا غاليا لو انها تصرفت بعقلية المقاول وليس بعقلية الاحتراف السياسي الوطني للخروج من الازمة السياسية الخانقة التي يعاني منها الجميع دون استثناء .الجميع يعرفون جيدا أن الكراسي زائلة ، واذا كانوا قد نسوا كراسي صدام وعصابته فان الدليل القوي الحاضر والمتواصل هو مشهد كراسي الدكتاتوريات التي  تتهاوى على ايادي شعوب الربيع العربي وتلك التي تنتظر السقوط. الاحتكام الى الدستور هو طريقنا السليم وان اختلفنا عليه ، علينا الألتزام به حتى نستطيع تغيير المختلف عليه في بنوده ، وهو الوحيد القادر في هذه المرحلة الحرجة على انقاذنا حقيقة من الورط السياسية التي ورطتنا بها طبقتنا السياسية لاسباب تعرفها هذه الطبقة جيدا وبيدها وحدها ان تنقذنا من هذه الورط التي ابتعدت كثيرا عن المشاغل الوطنية والحياتية  ومصالح الجماهير التي اثبتت في كل المواقع استجابتها الايجابية لمتطلبات اي مشروع وطني حقيقي وقدرتها على ان تقدم نماذج متقدمة ونوعية ومبهرة تساعد الطبقة السياسية الحاكمة على ان تتحرك خطوات الى الامام .أمام هذه الطبقة مهمة الانتقال الى تطبيق شعارات المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرارات المصيرية وامامها فرصة التخلص من وطأة التأثيرات الخارجية بسبب وجود القوات الاجنبية ، وهي المسؤولة وحدها لاغيرها لنقل البلاد من معترك الخلافات الى معترك تحقيق الأمن والشروع في الاعمار والبناء الحقيقيين ، بعد أن تلاشت حجج الاحتلال والسيادة المنقوصة واستخدام السلاح لـ "المقاومة" بما فيها للقوى المشاركة في العملية السياسية التي اعلنت ان انخراطها الكامل بالعملية السياسية متوقف على وجود القوات الاميركية .الآن سترحل هذه القوات فهل سنرى طبقة سياسية تستثمر هذه الفرصة الى حدودها القصوى أم سنشهد المزيد من الصراعات على خلفية البحث عن امتيازات جديدة !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram