TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :وكلّ يدّعي وصلا بالمفخخة

سلاما ياعراق :وكلّ يدّعي وصلا بالمفخخة

نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 08:15 م

 هاشم العقابي لم تنشغل قواتنا الامنية وتهتم، بمثل ما انشغلت واهتمت بمفخخة مجلس النواب رغم أن ما أحدثته من خسائر وأضرار لا يمكن أن يقارن بخسائر المفخخات التي استهدفت وما زالت تستهدف الناس، والإنشغال وصل حد المساجلة بين فريقي مجلس النواب ومجلس الوزراء، فناطق النواب يقول إن المستهدف هو النجيفي. أما ناطق عمليات بغداد فيصر على أنه المالكي.
نعرف جيدا أن المحاصصة وكذلك التمييز الطائفي، قد تغلغلا في كل مرافق الدولة حتى عندما يتعلق الأمر بالفساد والمفسدين، فالمفسد من هذا الطرف قد لا يتلقى ما يتلقاه مفسد من ذلك الطرف، لكن أن تصل المحاصصة  لحد ادعاء طرفين رئاسيين بأن المفخخة التي اخترقت الخضراء هي من حصته وحده، فهذا ما لم يمر بالحسبان. إنه شيء يثير الشفقة والضحك في آن. التسابق على نيل شرف الاستهداف بالمفخخة ذكرني بظاهرة تسابق نساء العراق فيما بينهن، في أبيات من "الدارمي" حول من هي التي مسها الظلم والحيف والقهر أكثر من الأخرى. عادة ما تتباهى النساء في من هي الأجمل أو الأغنى أو الأرق. إلا نساؤنا في أشعارهن تجدهن يتبارين بالهم والغم.فهذه المرأة العمارتلية حين سمعت من صاحبتها تقول بان حبيبها غلّ في صدرها "فالة" تستكثر ذلك وترد عليها:متعجبه وتكولين:     غل بيه فاله؟مد ايده للدلال         من عرجه شالهوحين سمعت بأن هناك امرأة تبكي وتنوح لفقد ولدها الوحيد، تتعجب إذ تجد أن حالها أمر وأتعس، فتقول:متعجبه هاي اتنوح     غركان ابنهه؟ربع الأونه اعليك     توصلي فنههوهذه التي تسكن في أطراف الهور، شكا لها حبيبها بأن دموعه عليها كافية أن تسقي حقلا بأكمله، فردت عليه ساخرة به لإن دموعها لو سمحت لها بالتدفق ستصل ضريح الإمام الكاظم ببغداد:متعجب انته اتكول    دمعك سكن لوحدمعي من اهده اعليك     للكاظم ايروحوأخرى قال لها حبيبها أن حبها أحدث ثقبا في قلبه، فهزت يدها ساخرة مستغربة:متعجب انت اتكول    دلالي مزرفوك كلبي منخل صار     بيه العمه ايشوفورغم أن النساء يعرفن ألم المخاض وهم الولادة، إلا أن عراقية من الفرات الأوسط، سخرت منهن  جميعا، فهي الوحيدة التي تعرف معنى الالم، أما  الاخريات فبطرانات:متعجبه هالنسوان    تطلك فرد يوموطلوكي بالساعات    كل ساعة اذب توموهناك الكثير من هذه المباريات في شعرنا النسائي الموروث، الذي تستكثر فيه من تقوله على الآخر أن يدعي بأنه ضحية أو كاد أن يكون ضحية مثلما يدعي كل من النجيفي والمالكي بان المفخخة كانت تقصده هو وليس غيره.مع هذا يظل شعر النساء لا يخلو، رغم المبالغة، من لمسة ابداع وخيال جميلين. أما ادعاء كل من المجلسين الوصل "بالمفخخة" فلا أشم منه غير رائحة المحاصصة والطائفية البغيضتين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram