 أربيل/ المدى  في الوقت الذي أمر رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدها قضاء زاخو في محافظة دهوك ، أضرم مدنيون النار في مقرّين للاتحاد الإسلامي الكردستاني في سميل وزاخو الذي نفى أن يكون له أي دور في تلك الأحداث ، فيما أصدر تجمع المنظمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بياناً دانوا فيه عملية استهداف محال تعود لمكوناتهم وعدوها مناقضة لسياسة الإقليم الديمقراطية ،والمبنية على روح التسامح بين جميع المكونات .
وأعلن الرئيس مسعود بارزاني، أمس أن مسؤولية حماية التعايش بين مكونات الإقليم لا تقع على عاتق الحكومة وحدها بل هي مسؤولية كل فرد في كردستان، بحسب بيان لرئاسة الإقليم،وأشار البيان إلى  أن رئاسة الإقليم تأسف لقيام أشخاص بتحريض من بعض خطباء صلاة الجمعة أمس بأعمال مخلة بالأمن والاستقرار في قضاء زاخو بمحافظة دهوك وإحراق أماكن سياحية مملوكة للأخوة المسيحيين والأيزيديين، مشيراً الى أن من المرجح أن تلك الأعمال نجمت عن خطط مدروسة أعقبها ردود أفعال غير مبررة نجم عنها هجوم عدد من الأشخاص على مقرات تابعة للاتحاد الإسلامي الكردستاني في زاخو،ونقل البيان عن بارزاني قوله، أنه في وقتٍ يدين فيه تلك الأعمال اللاقانونية واللاإنسانية فإنه يدعو شعب كردستان إلى تغليب المصلحة الوطنية وأسس التعايش الديني والمذهبي واحترام نمط الحياة التي كانت سائدة منذ سنوات عديدة في الإقليم والتي حلت محل احترام جميع دول العالم،وأضاف بارزاني أنه أصدر - بهدف الحيلولة دون تكرار أحداث غير قانونية مماثلة - تعليمات بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الأشخاص المتورطين في الأحداث التي شهدتها محافظة دهوك أمس،وتابع أن مسؤولية حماية التعايش بين مكونات الإقليم لا تقع على عاتق الحكومة لوحدها بل هي مسؤولية كل فرد في كردستان، مؤكداً أنه لن يدخر جهداً من أجل الدفاع عن الحريات والتعايش السلمي وحقوق جميع مكونات الشعب الكردستاني،وفي السياق ذاته  نفى محافظ أربيل، أمس السبت، وجود مخاوف من تكرار أحداث مماثلة لما شهدها قضاء زاخو ومدن أخرى بمحافظة دهوك أمس في أربيل، مؤكداً استقرار الأوضاع في المحافظة على جميع الأصعدة.وأفاد نوزاد هادي لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز)، أنه "لاتوجد مخاوف من تكرار أحداث مماثلة لما شهدها قضاء زاخو ومدن أخرى بمحافظة دهوك أمس في أربيل"، مشدداً على استقرار الأوضاع في المحافظة،من جهته ذكر مدير شرطة أربيل عبد الخالق طلعت لـ(آكانيوز)، أنه "لا توجد مخاوف من تكرار أحداث مماثلة لما شهدها قضاء زاخو ومدنً أخرى بمحافظة دهوك أمس في أربيل، نافياً إعلان الاستنفار ضمن قواته تأهباً لوقوع أحداث مماثلة.إلى ذلك أعلنت وزارة الداخلية بإقليم كردستان في بيان لها، عن تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدها قضاء زاخو بمحافظة دهوك أمس الأول الجمعة، حيث نشرت قنوات إعلامية محلية بإقليم كردستان أنباءً عن هجوم عشرات الأشخاص على محال لبيع الخمور ومراكز للمساج بعد خروجهم من صلاة الجمعة في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بالتزامن مع هجمات تعرضت لها مقرات الاتحاد الإسلامي الكردستاني المعارض في القضاء، و أكد متحدث باسم وزارة الداخلية بحكومة الإقليم تلك الأنباء.وأشار بيان الداخلية  أن "وزارة الداخلية بحكومة الإقليم تدين بشدة أي أعمال غير قانونية"، مشيرة إلى "إصدار رئيس الإقليم مسعود بارزاني تعليمات بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدها قضاء زاخو وتقديم الجناة إلى العدالة".وشدد البيان على "ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار"، مؤكداً "على عدم السماح لأي جهة بالإخلال بالأمن والأمان وسيادة القانون في الإقليم".وكانت محطة (سبيده) الفضائية التابعة للاتحاد الإسلامي الكردستاني التي تبث من الإقليم قد أشارت ليل أمس الأول إلى تعرض الفرعين الثالث والـ13 للاتحاد في كل من دهوك وقضاء زاخو بالإضافة إلى مقرات الاتحاد في كل من سميل وقسروك ومؤسسات أخرى تابعة له إلى الإحراق على يد مجهولين أمس الأول الجمعة.من جهته أصدر المكتب السياسي للإتحاد الإسلامي بياناً ، نفى فيه "تورط اعضاء أو أنصار للاتحاد في تحريض الأشخاص الذين شاركوا في الأحداث التي شهدها قضاء زاخو "كما وصف البيان "الأحداث التي شهدها قضاء زاخو أمس الأول بأنها تناقض أسس الحرية السياسية والتعايش ومبدأ الحفاظ على الأمن والاستقرار"، من جانبه أصدر تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية بياناً بشأن الأحداث المؤسفة جاء فيه : شهدت مدينة زاخو وبعض المناطق الأخرى في محافظة دهوك ظهر يوم الجمعة 2 كانون الأول 2011 أحداث عنف وتخريب مؤسفة طالت بعض الفنادق والمحال التجارية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري والأخوة الإيزيديين، اقترفتها مجاميع تحت ستار شعارات دينية، خلقت حالة من التوتر والرعب في نفوس عموم المواطنين في مدينة زاخو المعروفة بعلاقات التآخي التاريخية والتعايش السلمي،وأضاف البيان أن هذه الأحداث أدت إلى وقوع عدد من الإصابات وخسائر مادية كبيرة وتعبر عن نهج مقلق سيترك تداعيات سلبية خطيرة على الأمن والاستقرار والاقتصاد وكل ما يقوم عليه من المقومات، ويسيء إلى العملية الديمقراطية ومصداقيتها في الإقليم واستنكر التجمع بشدة هذه