عن: (فورن بوليسي) بعد أشهر من فشل الولايات المتحدة والعراق في التوصل إلى اتفاق بشأن تواجد القوات الأميركية في العراق بعد عام 2011، يكافح حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم للتفاوض حول تمديد بقاء بعثته التدريبية في العراق لكن الآفاق لا تبدو جيدة.
يقول ايفو دالدر، السفير الأميركي لدى الناتو "لقد طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مراراً بقاء قوات التحالفنحن نحاول تحقيق الرغبة في إبقاء مهمة الناتو التدريبية"، وذكر دالدر بان هناك مفاوضات مكثفة في الطريق، لكن بدون عقد اتفاقية بحلول 31 كانون الأول فأن على مدربي الناتو كافة مغادرة العراق. أقر دالدر بأن ابرز نقاط التفاوض هي ضرورة منح قوات الناتو التي ستبقى في العراق حصانة من الملاحقات القانونية في المحاكم العراقية، وان عدم وجود اتفاق حول الحصانة كان السبب الرئيس في عدم تمديد بقاء القوات الأميركية بعد العام الحالي. يستمر البيت الأبيض بالقول إن الرئيس باراك أوباما كان دائما يريد سحب القوات كافة من العراق بحلول نهاية العام، الا ان الكثير من المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية كانوا يعملون سرا وعلانية من اجل التفاوض بشأن التمديد . بالنتيجة ، اتفق كبار المسؤولين داخل إدارة اوباما على ان تمديد بقاء القوات الاميركية غير ممكن دون منحها الحصانة. في مفاوضاتها مع الحكومة العراقية، طالبت إدارة اوباما بأن أية اتفاقية حول الحصانة يجب ان يصادق عليها البرلمان العراقي (مجلس النواب) من اجل تطمين الحكومة الأميركية على مراعاة الحصانة. وبسبب تفجر القضية داخل السياسة العراقية فقد ثبت أن ذلك غير ممكن بل مستحيل. لم يقل دالدر ما إذا كان مفاوضو الناتو يطلبون تمرير اتفاقية الحصانة من قبل مجلس النواب العراقي، إلا انه قال إن أية اتفاقية بشأن الحصانة يجب أن تكون مقبولة من قبل جميع الدول الأعضاء في الناتو والبالغ عددها 28 دولة بضمنها الولايات المتحدة. يقول قاسم الاعرجي، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية "مشكلة الحصانة الخاصة باتفاقية المدربين الاميركان نفسها تواجهنا اليوم مع الناتو". الجيش العراقي بحاجة شديدة إلى المساعدة لأنه يحاول التعويض عن فقدان الدعم العسكري الأميركي. فحسب تقارير من العراق ان القوات المسلحة العراقية لم تتطور الى درجة اجراء مناورات من الوزن الثقيل ، أو التنسيق بين القوات الجوية والبرية ، أو إدارة منظومة لوجستية معقدة للإمدادات العسكرية. لم يتخل الناتو عن المفاوضات، لكنه الآن ليس أمامه سوى شهر واحد لإكمالها ، ثم عليه أن يتسلم المصادقة البرلمانية على أية اتفاقية تعقد بين الناتو والعراق . يقول دالدر "نحن نبذل جهدنا للتوصل إلى الاتفاقية، لكن الوقت ينفد".في الوقت نفسه، انتهت زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى العراق، وأوضح مسؤولو الادارة المرافقون له بان القوات الأميركية التي ستغادر العراق هذا الشهر لن تعود إليه. وقال احد المسؤولين المرافقين لبايدن "لا توجد مناقشات أو إعادة نظر أو فكرة عن عودة القوات الأميركية للعراق". يبدو أن ذلك يناقض ما ذكره وزير الدفاع ليون بانيتا أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم 15 تشرين الثاني عندما قال "نأمل ألاّ يكون تواجدنا في العراق كوزارة خارجية فقط ، بل أن نتمكن من التفاوض بشأن الوجود العسكري أيضا". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد جدد منتصف الشهر الماضي التزام بلاده بالانسحاب من العراق نهاية العام الحالي وفقا للاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن، مشيرا الى ان عملية الانسحاب تشير وفق المخطط المدروس والمعد مسبقا، وأكد أوباما "استعداد الولايات المتحدة لانجاز عملية سحب قواتها من العراق مع نهاية العام الحالي". مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستنهي الحرب في العراق مع نهاية هذا العام. والكثير من العسكريين سيرون أفراد عائلاتهم مع حلول أعياد ميلاد المسيح ورأس السنة"، وقال أوباما "سيعود أكثر من مليون عسكري أميركي إلى الحياة المدنية خلال السنوات الخمس المقبلة".rn ترجمة: المدى
واشنطن تتمنّى تحقيق رغبة المالكي فـي إبقاء قوات للناتو

نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 08:47 م









