عامر القيسيلن أتحدث عن تقريرين ، الأول عن مستويات الفساد المالي في البلاد والثاني الذي صنف بغداد كأسوأ مدينة للحياة الانسانية . أود ان أسأل واعرف حقيقة هل غمض جفن لمسؤول ، وامضى ليله يحاسب ضميره على مسؤوليته عن السمعة التي وصلت اليها بغداد في عيون الناس ؟ في الحقيقة لم اشاهد مسؤولا قطب جبينه حزنا وكمدا واحساسا بالعار من ان بغداد أسوأ من مقديشو ! ولم أسمع احدهم يعترف ويقر بما آلت اليه العاصمة ،
سمعنا صراخا عن مؤامرات امبريالية وصهيونية عالمية ولوبيات تعدّ مثل هذه التقارير ، ولكن ضد من ؟ لاأحد يجيب ، هل هي مؤامرات ضد الشعب العراقي أم ضد المسؤولين أم ضد طائفة محددة ؟ ينبغي على الذين تقع على مسؤولياتهم الحياة في بغداد ان يشعروا بالعار حقيقة ، لان مثل هذه التقارير والاحصاءات تكشف بما لايقبل مجالا للشك ، عن مستويات المهنية والنزاهة بل والوطنية ايضا لدى المسؤولين، لان اي مسؤول يمتلك ذرة من الاحساس الوطني لايقبل ان يكون ترتيب عاصمته في المراتب الاولى للفساد المالي وسوء الحياة وشروطها الانسانية.اذا تحدثنا من منطلق سياسي واقتصادي فان بغداد ما ينبغي لها ان تكون هكذا مع تخمة افواه المسؤولين بحديث المليارات .اذا تحدثنا بلغة درس الوطنية في الخامس الابتدائي الذي يعلمنا النظافة ونقاء البيئة والحياة المشتركة وسيادة القانون فان بغداد ما كان ينبغي لها ان تكون على ماهي عليه الآن! اذا تحدثنا بلغة العشائر فأعتقد ان سمعة ديوان العشيرة وليس القرية يشكل خطا احمر لايجوز لأحد أن يتجاوزه ، فالديوان ينبغي ان يكون نظيف المكان والسمعة وأن لايدخله سيئ على الاطلاق ، فأين سمعة بغداد من هذه المساحة الصغيرة ؟اذا تحدثنا بلغة السمعة الخاصة فان الانسان السوي ميال بل ويجاهد لان يحصل على كلمات الاطراء جراء افعاله الجيدة والمفيدة في مجتمعه ومحيطه ، فهل كانت لغة الاطراء من نصيب بغداد من افواه وقلوب الآخرين؟لانعرف حقيقة بأي لغة نقارن بين ماينبغي ان تكون عليه بغداد وبين اهمال وعدم اكتراث المسؤولين باعادة الحياة الى بغداد ،واية لغة يتعاملون فيها انفسهم مع بغداد ، هل هي عاصمة لهم ؟ هل هي محطة عابرة لكسب الامتيازات والملايين وتركها على حافة المدن المتخلفة حتى ؟ هل ينظرون اليها الآن باعتبارها جنة من جنان الله ، ويغمضون العين ويصمّون الآذان عن الحقائب المعيبة عن بغداد وسمعتها ؟ هل هناك من يريد ان ينتقم منها أكثر مما انتقم منها ومن أهلها ،صدام الذي كان يعيرنا بأننا الحفاة وهو القادم من شارع الشانزليزيه ؟حتى ياتي اليوم الذي نرى فيه مسؤولا يحزن لحزن بغداد على ما آلت اليه عاصمة الحضارة والتبغدد والاناقة والثقافة ليس بأيدينا الا ان نرفع ابيات الجواهري شعارا والتي تقول "أنا عندي من الآسى جبل... يتمشى معي وينتقل " لاننا لانستطيع ان نقول اكثر ماقاله التقريران الدوليان عن النزاهة والحياة الانسانية في بلادنا!!
كتابة على الحيطان: المسؤولون وسمعة العاصمة!!
نشر في: 3 ديسمبر, 2011: 08:50 م