علاء الهويجلrnشهدت العاصمة العراقية بغداد خلال السنوات القليلة الماضية تزايدا مطرداً  في إعداد السيارات والمركبات المختلفة التي تجوب شوارعها العتيقة الضيقة ، وهو الأمر الذي ولد ازدحاما مستمرا في الشوارع بعد ان زاد عدد السيارات وقل في المقابل عدد الشوارع اما بسبب التقادم او الإغلاق لأسباب أمنية .
وتشكل زحمة المرور في شوارع بغداد وخصوصا خلال ساعات الصباح الاولى ، خطرا خفيا يتهدد حياة المواطنين بسبب ما تدفعه عوادم تلك السيارات في حيز محدد ضيق من غازات سامة على حساب النسب الطبيعية لمكونات الهواء ونسب الأوكسجين فيه .rnوتحتوي عوادم المركبات على عدد من السموم الخطيرة منها ( أول أكسيد الكربون ) و ( اوكسيد النتروجين ) و ( ثاني أوكسيد الكبريت ) ، ويعد أول أكسيد الكربون وهو ما يطلق عليه "القاتل الصامت" غازا ساما جدا وله خاصية الاتحاد مع مادة الهيموغلوبين في الدم بمعدل 200 مرة أكثر من الأكسجين ما يتسبب في إعاقة وظيفة الدم، ويحوله إلى أكسيد كربون الهيموغلوبين والذي قد يتسبب بالوفاة، وتحدث أعراض التسمم بشكل تدريجي وبسرعة من دون أن يشعر بها الإنسان .rnكما ان الرصاص الناتج من عوادم السيارات له تأثير سلبي على الإدراك لدى الأطفال، حيث كشفت الدراسات عن تأثير الرصاص على الكثير من وظائف المخ مثل التركيز والتناسق العضلي والنطق .rnعلما ان اضرار الغازات السامة لعوادم السيارات لا تقتصر على السابلة واصحاب السيارات في الشوارع بل تشمل كذلك اصحاب المنازل المحاذية لتلك الشوارع والمقاهي والمحال التجارية .rnغير ان معظم تلك السموم تخرج عادة من عوادم السيارات القديمة والتي تتحرك بمكائن مستهلكة ومتضررة والتي يمكن رصد مخلفاتها الغازية بسهولة على شكل غاز ابيض كثيف ذي رائحة مميزة ينتج عادة من احتراق غير منظم لزيت المكائن داخل غرف الاحتراق المخصصة لحرق البانزين في تلك المكائن .rnوتتخذ دول العالم المتحضر عادة سلسلة من الاجراءات الاحترازية لمنع حركة هذه السيارات في شوارع المدن للتقليل قدر الامكان من نسبة الغازات السامة في الجو .rnغير ان الحكومة العراقية ووزارتي البيئة والبلديات تحديدا لم تتخذ اي اجراء للحد من الاضرار الصحية الجسيمة التي يمكن ان تنتجها عوادم السيارات وتقليص ضررها الجسيم على صحة المواطن البغدادي .rnازمة سموم عوادم السيارات في بغداد اصبحت في حاجة ماسة الى تعاون بيئي خدمي يسهم البيئي منه في منع حركة السيارات القديمة ذوات المحركات المستهلكة والمتضررة ووضع ضوابط لانواع المركبات المستخدمة ، في حين يسهم الخدمي منه في فتح المزيد من الشوارع امام حركة السير في بغداد وبالتالي التخفيف من الازدحامات في الشوارع .