TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الحسين.. الثورة الإنسانيّة المتجدّدة

الحسين.. الثورة الإنسانيّة المتجدّدة

نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 06:41 م

إياد مهدي عباسلقد جسّد الإمام الحسين عليه السلام إرادة الإنسانية في الخلاص من الظلم والقهر والاستبداد من خلال ثورته الجهادية التي لم تنحصر في زمان معين ولم تكن ضد حاكم بعينه إنما هي رسالة إنسانية ذات بعد توثيقي مرتبط بمبادئ وقيم الحق وأسس العدالة الاجتماعية..
فالثورة الحسينية التي حمل لواءها الحسين بن علي بن أبي طالب لم تكن تبحث عن البعد الزمني الحاضر ولم يكن الحسين عليه السلام يعالج اللحظة الراهنة التي كان يعيشها فقط، وبمعنى آخر أن هذه الثورة ليست ثورة اللحظة الراهنة ولا تقاس بالنصر أو الهزيمة لأنها ثورة مستقبلية يراد من خلال التضحية الكبيرة التي قدمها الحسين أن تبقى على مدى العصور تعطي الجرعات الثورية للمستضعفين في كل زمان ومكان.ولقد كان قدر الإمام الحسين عليه السلام أن يقود تلك الحقبة التاريخية التي شهدت صراعا بين قيم الحق والعدالة السماوية والإنسانية وبين حركات الفساد والردّة الأموية التي مارست جميع أنواع التمييز والفساد والطغيان والمجون واستعباد الناس وحرمان الفقراء من حقوقهم.فكانت ثورة الحسين وانطلاقته من المدينة المنورة إلى كربلاء من اجل أن يقود حركة الإصلاح لتكون ثورته نهضة سياسية واجتماعية وأخلاقية تجسد مفاهيم العقيدة الإسلامية وقيم السماء وتعطي دروساً للبشرية في جميع مكارم الأخلاق والسمو الإنساني التي تمثلت بحجم التضحية التي قدمها الحسين وأصحابه وأهل بيته الذين عرفوا بتمسكهم بالقيم والفضائل الحميدة في سبيل إيقاف نزيف القيم والمبادئ التي جاء بها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاءت بها جميع الشرائع السماوية لأن الثورة الحسينية كانت الوريث الشرعي لكل تلك الرسالات الإصلاحية التي جاء بها الأنبياء من اجل الدفاع عن حقوق البشر ونشر القيم ومكارم الأخلاق.من اجل هذا نقرأ في الزيارة عندما نزور الإمام الحسين عبارة (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله.. وهكذا جميع الأنبياء) بصفته وريثاً لهم ولرسالاتهم التي جاءوا بها.ومن اجل هذا يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم)"حسين منّي وأنا من حسين". لأن الحسين هو من سيعمل من خلال ثورته على تصحيح المسار واستمرار الدعوة الإسلامية كما أراد لها الرسول وكما أراد لها الله تعالى.وإذا ما دققنا النظر في المسيرة الحسينية نراها الامتداد المستمد من الرحمة الإلهية المتمثلة بالنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن نؤمن كما غيرنا من فلاسفة وشخصيات شهدت بمكارم الثورة الحسينية كالفيلسوف الإنكليزي وليم لوفتست يقول (لقد قدم الحسين بن علي أبلغ شهادة في تاريخ الإنسانية وارتفع بمأساته إلى مستوى البطولة الفذّة)، وهذا المستشرق الأميركي كوستاف كروينام يقول (لقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيرا لم تبلغه أية شخصية مسلمة) والباحث الإنكليزي جون اثر يقول (إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي)، وقال محرر الهند المهاتما غاندي (تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر) وهذا الالتقاء مع الإمام الحسين لبعده الإنساني مع فكره وسلوكه ومبادئه السامية برفضه الظلم والاستعباد والفساد والإرهاب.إنهم مع الإمام الحسين (ع)ومتأثرون بشخصيته الإنسانية وأخلاقه النبيلة السامية وسلوكه وتضحياته وثباته. إذ لابد من إيصال مضامين الرسالة الحسينية إلى جميع أنحاء العالم فمن حق كل إنسان في العالم أن تصل إليه معارف ومبادئ النهضة الحسينية كونها نهضة ليست لفئة واحدة من المسلمين ولا حتى للمسلمين فقط إنما للبشرية جمعاء وهذا ما يجعلها ثورة إنسانية قبل أن تكون إسلامية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram