مؤيد البدريبرغم أن فكرة تنظيم أول دورة رياضية عربية ظهرت عام 1947 إلا أن هذه الدورات لم تـرَ النور إلا عام 1953 في مدينة الإسكندرية المصرية وشارك العراق في هذه الدورة إضافة إلى ست مشاركات أخرى من (11) مرة أُقيمت فيها هذه الدورات كان آخرها الدورة العربية التي أُقيمت في القاهرة عام 2007.
واحرز العراق المركز الثاني فى الدورة العربية الثانية التي أُقيمت فى بيروت بعد البلد المنظم لبنان عام 1957 وهو التاريخ نفسه الذي تخرّجت فيه الدورة الأولى للمعهد العالي للتربية الرياضية التي كنت أحد طلابها.ومن بين الأمور التي حدثت أثناء هذه الدورة حسب ما أتذكر امتناع الرباعين العراقيين من السفر إلى لبنان بسيارات ( النيرن) غير المكيفة بعد أن خصصت هذه السيارات للاعبي كرة القدم وتهديد العراق بالانسحاب من الدورة بسبب سوء التحكيم فى منافسات العاب القوى وخاصة بالنسبة لبطلنا عبد الستار عبد الرزاق. ولم يشارك العراق في دورتي الدار البيضاء عام 1967 ودمشق عام 1976 لأسباب سياسية فيما مُنع من المشاركة فى دورة دمشق عام 1992 بسبب احتلاله الكويت عام 1990 كما لم يشارك في دورة بيروت عام 1997. ومثـّلت الصحافة العراقية مع الزميل الراحل عبد الجليل موسى في دورة القاهرة عام 1965 التي اتسمت بتنظيم سيئ من مصر حتى أن مباراة الافتتاح بكرة القدم بين العراق ومصر التي جرت بحضور السير ستانلي رواس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تأجلت لدخول المتفرجين إلى أرض الملعب. وها نحن نستعد للمشاركة في دورة الألعاب العربية التي ستحتضنها العاصمة القطرية الدوحة 9-23 كانون الأول المقبل، كلنا أمل في أن يحقق العراق النتائج الباهرة التي تعبـّر عن تاريخه الطويل والمستويات الجيدة التي حققها فى الدورات السابقة ومنها فوزه ببطولة كرة القدم في دورة الرباط عام 1985 ليضيف العديد من الميداليات إلى حصيلته التي جمعها من خلال سبع مشاركات بمجموع 262 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية. وكلنا أمل في أن تشكل المشاركة في هذه الدورة إعداداً جيداً لدورة الألعاب الأولمبية القادمة فى لندن عام 2012 وهي محطة مهمة للتعرف على قدرات الرياضيين الابطال ممن نعوّل عليهم مستقبلا للحصول على ميدالية اولمبية ثانية بعد الميدالية اليتيمة التي اهداها لنا الرباع البطل عبد الواحد عزيز رحمه الله في اولمبياد روما عام 1960، من خلال نيله برونزية الخفيف (67.5) عندما حقق أفضل ارقامه برفعه مجموعة قدرها (380) كغم وضعته بالمركز الثالث خلف السوفيتي بوشوييف (397.5) والسنغافوري تان هو ليانغ (380) حيث فصلت (400) غرام في الوزن الشخصي بعد تساويه مع الرباع السنغافوري ليحتل عزيز المركز الثالث، مع ان ارقامه التأهيلية قبل أنطلاق الدورة كانت تؤهله لاحتلال المركز الأول أو الثاني إلا أن وعكة صحية ألمّت به كانت السبب في عدم نيله أكثر من البرونز.إن العراق قادر على تحقيق أغلى الميداليات متى ما انصهرت الجهود في بودقة الاخلاص والتفاني والمسؤولية كل من موقعه: وزارة الشباب والرياضة الطرف الحكومي الساعي الى توفير المال والدعم اللوجستي والبرامج والخطط الاستشارية، واللجنة الاولمبية باعتبارها راعية الرياضيين جميعاً عبر متابعاتها الدؤوبة وخلية الخبراء العاملة فيها من اجل تحضير المنتخبات على افضل ما يكون، مثلما ان دور الاتحادات المركزية هو الآخر مهم جداً في انتقاء أمهر الموهوبين والرهان عليهم لكسب النتائج الطموحة للرياضة العراقية، فضلا عن مساهمة كل مَن له واجب وطني يستطيع تقديمه لمساعدة الرياضيين الشباب والمتقدمين على تسطير انجاز عربي في الدوحة وأولمبي في لندن يفتخر به الوطن والاجيال القادمة على مدى الدهور والعصور. اذن هذه دعوة مخلصة لجميع الاتحادات الرياضية لإعداد فرقها على الوجه الأكمل واختيار أفضل رياضييها لتحقيق النتائج التي يصبو إليها كل عراقي لكي تعود الرياضة العراقية إلى مكانتها المتميزة بين أقرانها من الدول العربية.
من الدوحة: ميدالية مـن معدن الإخلاص
نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 07:14 م