TOP

جريدة المدى > سياسية > بوكا.. الليلة الواحدة تكلّف 190 دولاراً

بوكا.. الليلة الواحدة تكلّف 190 دولاراً

نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 10:32 م

 عن  نيويورك تايمز عند اقتراب الضيوف من فندق بوابة البصرة جنوب العراق فإنهم يمرون بأرض تفسدها القمامة و النفط الخام المتسرب ، و لدى وصولهم إلى الفندق يتم الترحيب بهم بعوارض كونكريتية غير مرتبة و حارس مسلح يبتسم لهم و يسحب لفائف من الأسلاك الشائكة كي يفتح لهم البوابة الأمامية لهذا الفندق غير المعقول
الذي افتتح أصلا  ليكون سجنا أميركيا  يحمل اسم بوكا،  ذا السمعة السيئة بين العراقيين .فندق بوابة البصرة هو واحد من الجهود الناشئة للشركات العراقية من اجل الإفادة تجاريا من مئات القواعد العسكرية الأميركية التي أخلاها الجيش الأميركي مؤخرا. تأمل شركة كوفان – التي تقوم بتطوير و تشغيل الفندق – ان تجذب المدراء التنفيذيين في شركات النفط التي تعمل في الحقول النفطية  القريبة . غرف الفندق على شكل مقطورات تكلف حوالي 190 دولارا لليلة الواحدة و يتم حجزها مقدما بشكل جماعي و ليس كغرف منفردة.  يقول ميثم الأسدي ، رئيس الفندق " نحلم ان نحول  هذا الفندق الى واحة تجارية . انها مجرد مسألة وقت".استثمار الشركة ، كما هي الحال مع باقي القواعد الأميركية ، يعتمد على  مئات المقطورات السكنية للجيش الأميركي التي كانت تؤوي الحرس سابقا . قام العمال في شركة كوفان بوضع سبائك مغلقة في بعض هذه المقطورات و حولوها الى غرف للضيوف . الى جانب الفندق يقبع  السجن من دون تغيير،  فارغا بشكل مخيف، تصفر فيه الرياح من خلال ابراج الحراسة القديمة. يقوم  الجيش الأميركي بتسليم كافة قواعده الى الحكومة العراقية بحلول نهاية العام الحالي ، و مازالت حوالي ست قواعد من مجموع 505 بيد الاميركان . معظم هذه القواعد اصبحت قواعد عسكرية عراقية ماعدا البعض منها ، فمثلا قصور صدام حسين في مجمع قاعدة النصر في بغداد  التي استخدمها الجنرالات الاميركان قد تصبح مقرا لعقد الاجتماعات، اما الاخرى فقد تركها الاميركان شاغرة ما ادى الى نهب أثاثها من مكيفات و ثلاجات و غيرها و تباع حاليا في الأسواق . حصلت شركة كوفان على معسكر بوكا من الحكومة العراقية عن طريق المزاد، و كانت  تنوي  تحويله الى فندق او مركز لوجستي او مستودع لصناعة النفط . لا يبدو الموقع واعدا من النظرة الاولى : فمشهد  السياج و الأسلاك الشائكة يشبه الى حد كبير سجن غوانتانامو في كوبا ، و هو ما كان عليه  سابقا . على أية حال ، فقد افتتح الفندق في 24 ت2 ليتزامن مع مؤتمر النفط و الغاز المعقود في البصرة . يقول عمار لطيف، المدير العام للفندق ، ان ضيوفه يثنون على  " السواتر الترابية المتعددة التي اقمناها " . هذا التحول له دلالة  على الرؤية المتفائلة لرجال الاعمال لما سيصبح عليه حال العراق بعد الانسحاب الاميركي باستثناء التوترات الطائفية و عنف الاعمال المسلحة . انهم يقولون ان العراق متوازن الآن و يمكن ان يتحول بسرعة من الحرب الى الثورة النفطية التي ستدفع الاقتصاد و توفر فرصا استثنائية للشركات التي تدخل اولا . رغم مظهرها الفقير، فان مدينة  البصرة تقبع على ثروة هائلة . فمشاريع انتاج النفط تتزايد  في العراق اسرع مما في اي بلد آخر في العالم على مدى الخمس و عشرين سنة القادمة ، و اذا ما سارت الامور على ما يرام فان الانتاج العراقي من النفط سيرتفع بمعدل خمسة ملايين برميل في اليوم الواحد بحلول عام 2035 مما يجعل الانتاج الاجمالي اكثر من ثمانية ملايين برميل يوميا، اي اكثر من ثلث النفط المستهلك يوميا في الولايات المتحدة . مع مغادرة القوات الاميركية، فان شركات الخدمات النفطية هاليبرتون و بيكر هيوز و شلمبرغر و ويذرفورد الدولية تقوم بتوسيع عملياتها أملا في تنمية الاقتصاد ، كما فتحت شركة جنرال الكتريك ثلاثة مكاتب لها في العراق في ت2 قبل شهر واحد من مغادرة آخر الجنود الأميركان . ففي هذا السجن الأميركي السابق مثلا ، تنظر شركات النفط في تأجير المكان بشكل دائم للعاملين . يقول السيد عمار عن سجن بوكا السابق " شركة اكسون أعجبها المكان " حيث زاره ممثلوها لمرات عديدة لتدقيق الترتيبات الأمنية فيه . مازال الوضع الأمني داخل المدينة متذبذبا  بحيث ان السجن السابق يبدو مناسبا ليكون فندقا . حوالي 150 من المدراء التنفيذيين الذين جاؤوا لاستكشاف فرص العمل في المجال النفطي يقيمون في  هذا الفندق . يوم الافتتاح لم يكن على ما يرام لأن بعض المدراء الذين حجزوا من خلال منظمي المؤتمر لم يكونوا يعلمون بأنهم سيقيمون في سجن سابق . وفد من السويد خرج من الفندق مبكرا لانزعاجه من الإقامة في فندق مخيف . يقول العاملون " العمل مازال جاريا في الفندق ، و لا حاجة لقلق الضيوف " و يضيف اندرو كوايلي ، مدير مشروع في شركة كاتر " نحن نحاول ان نخلق مناخا جميلا ". كما ان شركة كوفان تخطط لاعادة افتتاح قاعات الاعتقال المقفرة في السجن  حيث عاش المعتقلون في خيام تحيطها الجدران الترابية ، اذ يمكن استخدام تلك القاعات سكنا للعاملين في حقول النفط من جن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram