عامر القيسي الشغب الذي حصل في كردستان كما يتوهم البعض لا علاقة له بمحال بيع الخمور أو مراكز المساج الطبي ولا بحزب الاتحاد الاسلامي، القضية بكل وضوح هي تخريب الجزء الصاحي والسليم من الجسد العراقي، وهي محاولة غبية ومكشوفة و لن تنطلي على القيادة الكردستانية بما فيها القوى الاسلامية، لأن أحدا لم يضايق هذه القوى في ممارسة طقوسها الدينية لا الاسلامية منها ولا غيرها، ولم اشهد أو أسمع أن منعا أو مضايقة جرت لأي طائفة أو دين في كردستان أعاقها عن ممارسة طقوسها بحرية تامة.
هذا الانتقال لمخطط الفتنة، التي تبدو في ظاهرها إسلامية، ليس الا نوع من استغلال بسطاء الناس وجهلتهم وسوقهم الى طريق هو غير طريق البناء والاعمار في كردستان وان قضيتهم الوطنية والفكرية هي مع من يبيع الخمور ومن يقدم الخدمات الطبية المتطورة المنتشرة في كل اصقاع العالم .ان الذين حرضوا عليها وسوّقوها يتحركون بنوايا دينية حقيقية ولأسباب اخلاقية، وعلى القيادة في كردستان ان تدرك، ان المحرضين ليس الا مجموعة من المنفذين الاغبياء لفتح باب الفتنة في الاقليم بعد ان تلاشت الى حد كبير محاولات دق اسفين بين العراقيين كردا وعربا، خصوصا بعد أن تحول اقليم كردستان الى ملاذ آمن لكل العراقيين، باختلاف انتماءاتهم الشيعة منهم والسنة المسيحيون والصابئة، في ازمنة الشد الطائفي في العراق باجمعه عندما كان القتل هو القاعدة والحياة هي الاستثناء، فكانت كردستان خيار الحياة للجميع دون استثناء، وما زال الاقليم ملاذا لكل ذيول مرحلة الاحتراب الطائفي في البلاد في فترات صعوده المخزي.هذا الذي شهدناه في زاخو ليس الا استمرار لمخطط داخلي لتوسيع رقعة الخلافات التي تصل الى حد هذا المستوى من العنف الذي يراد له ان يتصاعد وينمو على قاعدة أيديولوجية التطرف وإلغاء الآخر، بل وعدم رؤيته اساسا.ان نجاح هذا الجزء من المخطط يتطلب من القيادة الكردستانية ان تتوقف حقيقة عند هذا المنحنى وألا تعالج النتائج كوضع امني لان الموضوع في حقيقته ليس أمنيا، انه قضية سياسية بامتياز ، خلفها وأمامها أهداف الى حد ما واضحة ومفهومة وتحت اليد الى هذه اللحظة، وعليه يتوجب معالجة الموضوع من منطلق مخاطره المحتملة الحاضرة منها والمستقبلية ، وان يعكف جديا على دراسة الحالة اجتماعيا وسياسيا للوقوف على الدفرسوارات التي تنفذ منها الأهداف الخفية والمعلنة لما جرى في زاخو بنظرة جديّة حقيقية ، تعالج الاسباب وليس النتائج على اهميتها ، وان تؤخذ ذيولها مأخذ الجد والمتابعة والعلاج .الذي حدث ليس طارئا ، وهذه حقيقة ينبغي ألا تغيب عن قيادات الإقليم ،وأن تؤخذ باعتبارها أرضية لملاحق ربما تتبعها باثارة الكثير من نوعيتها أو مشابهة لها لزعزعة كل انواع الأمن في الأقليم .الأكيد ان القضية ليست في محال الخمور وانما في كهوف سوداء أخرى يتوجب البحث عنها ومعالجتها !!
كتابة على الحيطان :كردستان.. مخطط الفتنة لن يمر
نشر في: 4 ديسمبر, 2011: 10:34 م